تواصل مصر جهودها لنزع فتيل الانفجار فى غزة ووقف عملية عسكرية يعتزم الاحتلال الإسرائيلى شنها على القطاع على خلفية التوتر مع حركة الجهاد. وكشفت مصادر مقربة عن أن جهود الوساطة التى تقودها القاهرة خلال الساعات الأخيرة نجحت إلى حد كبير بتقليل التوتر, يأتى ذلك فى الوقت الذى وصل فيه وفد حماس بصورة عاجلة إلى القاهرة بهدف «احتواء التوترات». وأضافت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد أن تظهر بموقف ضعيف حيال صفقة تبادل أسرى. وخلال الاتصالات الأخيرة مع الجانب الإسرائيلى، طلبت القاهرة فتح عملية استكمال للصفقة. حيث إنه توجد مصلحة مشتركة فى الفترة الحالية إن كانت من جانب حماس أو إسرائيل للتوصل إلى اختراق، بهدف تهدئة التوتر فى غزة. وقال عضو المكتب السياسى لحركة الجهاد خالد البطش إن الحركة قررت التعاون بشكل إيجابى مع الجهود المصرية على قاعدة إنهاء الاعتداءات الإسرائيلية وعدم تكرار ما جرى. وكشف «البطش» عن أن الاتصالات مع القاهرة لم تتوقف منذ الاعتداء على القيادى «بسام السعدي» وجاء تجاوب «الجهاد» مع الوساطة المصرية بعد توتر شديد وحالة من الاستنفار شهدتها الحدود مع قطاع غزة، بعد تهديدات «سرايا القدس» - الجناح العسكرى للجهاد بالرد على الاعتداء على السعدى وعائلته واعتقاله بطريقة وحشية فى جنين عبر سحله فى الشارع وضربه. وطلب رئيس أركان قوات الاحتلال الإسرائيلى، أفيف كوخافى، من عناصره الاستعداد لسيناريوهات التصعيد فى غزة. يأتى ذلك فى ثالث أيام التأهب الإسرائيلى على حدود القطاع المحاصر تحسباً لهجمات من حركة الجهاد انتقاماً لاعتقال القيادى فيها «السعدي» مساء الاثنين الماضى فى جنين شمال الضفة المحتلة. وأعلنت الهيئة العامة للبث الإسرائيلى عن أن العشرات من المسيرات العسكرية تقوم بالتحليق فوق قطاع غزة لجمع معلومات استخباراتية، بغية رصد واستهداف خلايا فلسطينية قد تطلق قذائف مضادة للدروع أو صواريخ من القطاع على الأراضى الإسرائيلية. حذر قاضى قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من دعوات أطلقتها الجماعات اليهودية المتطرفة ومستوطنون لاقتحام المسجد الأقصى المبارك غداً السبت والأحد المقبلين بالآلاف تحت ذريعة ما يسمى «ذكرى خراب الهيكل». وطالب الهباش فى بيان له المجتمع الدولى بتحمل مسئوليتهم ومنع الانفجار الذى يسعى المتطرفون من المستوطنين لإشعاله، مؤكدا أن عصابات المستوطنين تسعى بكل الطرق لارتكاب جريمة فى المسجد الأقصى المبارك وإشعال نار الحرب الدينية التى سوف تأكل الأخضر واليابس وعندها لا ينفع الندم. ودعا الفلسطينيين القادرين على كسر الحصار المفروض على مدينة القدسالمحتلة للتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، وتكثيف التواجد فى الحرم القدسى الشريف خلال الأيام المقبلة، لإفشال مخططات الاحتلال الإجرامية.