"الحقونا عايزين يسممونا" بتلك العبارة تعالت صيحات الطالبات المقيمات بمدينة الرعاية التابعة لجامعة القاهرة وسط سواد ليلة مريرة عاشتها البنات داخل أسوار المدينة بعد أن اكتشفن محاولة تسميمهن عن طريق اللحوم الفاسدة، وحملت الطالبات الحكومة بأكملها مسئولية وقوعهن في خطر كان علي وشك أن يفقدهن أرواحهن . رصدت "بوابة الوفد" عددا من المشاهد التى تثبت فساد الحكومة والعنف المتبع في السلوك المعتاد لها في محالة للتغطية على الفساد والتعتيم على الأحداث. ووقعت تلك المشاهد على أنغام تأوهات الطالبات التى تتساقط بعد اختناقهن من رائحة اللحوم المحترقة، وتعالى الصيحات بالنجدة مستغيثات من محاولة التسمم، وترديد الآهات واتهام النظام بالإهمال، وكانت المشاهد على النحو التالى: المشهد الأول: اكتشاف لحوم فاسدة ففي واقعة لم تكن الأولى من نوعها، تم إدخال لحوم فاسدة داخل مدينة جامعية بعد مرور وقت ليس بالقليل منذ إصابة المئات من طلاب جامعة الأزهر بالتسمم، واكتشفت عدد من الطالبات المقيمات بالمبنى المجاور للمطعم رائحة كريهة وعندما بحثوا اكتشفوا تراكم لحوم خلف المطعم في صورة أكوام للقمامة. المشهد الثانى: تهديد الطالبات عند إبداء الطالبات شكوكهم حول صلاحية تلك اللحوم ومع كثرة السؤال قام عدد من العاملين بالطعم بإبلاغهم بأن تلك اللحوم فائض تغذية فحسب، وعندما شعروا بعدم اقتناع الطالبات ومع إلحاحهن على المعرفة، أخبروهن بأن تلك اللحوم فاسدة نظرا لتراكمها في المدينة أكثر من أربعة أيام، وقاموا بتهديد الطالبات وتحذيرهم من إبلاغ أحد بما راوه. المشهد الثالث: إحراق اللحوم قام العاملون بالتغذية بمحاولة التستر على تلك اللحوم في مشهد مثير للشكوك عندما قاموا بإشعال النيران في اللحوم خلف المطعم داخل المدينة الجامعية، إلا أن تلك الفعل أفشى هذا السر الذى حاولوا تخبئته عن الطالبات التى حيث بدأت الطالبات تتوافدن على المطعم والسؤال عن الحريق المشتعل وأسبابه، وقامت زملائهن بإبلاغهن بما رأوه. المشهد الرابع: توافد الشرطة عندما علمت الطالبات بما حدث تشككوا في سلامة اللحوم وقمن بإبلاغ أمن المدينة والاتصال برجال الشرطة لإثبات حالة اللحوم، وتوافد رجال الشرطة باصطحاب رجال الأمن المسئولة عن تأمين المدينة لرؤية اللحوم المحترقة وفحص المكان. المشهد الخامس: تهديد رجال الأمن قام العاملون بالمطعم بمنع رجال الأمن من التحفظ على اللحوم المحترقة ومنعهم من الدخول داخل المطعم للكشف على الأطعمة، وهو ما أحدث مشادات كلامية بين امن المدينة والعاملين بالمطعم مما اسفر عن إخراج أحد العاملين بالطعم لمطوة من جيبه وتهديد رجل الأمن في حضور رجال الشرطة التى لم تبد أى وسيلة للدفاع عن المهَددين. المشهد السادس: اختفاء عمال التغذية وسط الضغوط التى رأوها عمال المطعم واكتشافهم بتأزم الموقف قاموا بالانسحاب والرحيل، وإغلاق المطعم حتى لا يتم فحصها واكتشاف ما أخفوه، وقاموا بإغلاق العربات المحملة للتغذية والرحيل من المكان، بعد أن فشلوا في منع رجال الأمن تحت تهديد الأسلحة البيضاء. المشهد السابع: وصول وزير التموين وصل الدكتور باسم عودة، وزير التموين، مع فريق الوزارة إلى المدينة لفحص اللحوم وبقية الأغذية المتواجدة، ومع اختفاء العاملين بالمطعم، اضطر رجال الوزير إلى تكسير الأبواب المغلقة للمطعم والدخول لفحص الأغذية المتواجدة داخل المطعم والمقرر تناولها فى غداء اليوم. المشهد الثامن: اكتشاف فساد الدواجن اكتشف الوزير بعد الفحص داخل الاغذية المختلفة المتواجدة بالمطعم أن لحوم الدواجن المتواجدة بالمطعم فاسدة وانها لا تصلح للأكل، وحذر المتواجدين من طهيها وتقديمها للطالبات، ثم انسحب الوزير وسط حشود الطالبات خلفه وإيصاله إلى البوابة، وسط طلبات "أغيثنا يا وزير". المشهد التاسع: إضراب الطالبات أعلنت مئات الطالبات إضرابهن عن الطعام خشية من وقوعهن في حالات التسمم من اللحوم او أى طعام آخر خاصة بعد أن اكتشفن فساد الدواجن، وتعالت هتافتهن ضد النظام الحالى وضد اللواء طارق تيرانة، مدير المدن الجامعية بجامعة القاهرة، وضد مديرة المدينة. المشهد العاشر: القبض على مدير التغذية قام رجال الشرطة بإلقاء القبض على كل من مدير التغذية بالمدينة والطبيب البيطرى المسئول عن الإشراف على صحة الغذاء الداخل إلى المدينة، لحين التحقيق معهم في دخول تلك الاغذية الفاسدة. وبعد تلك المشاهد العشر لا نعرف هل ستكرر عشرات المشاهد التى تروع الطالبات داخل المدينة، أم أن أحد المسئولين سيهتم ويحقق تحقيقا فعليا فيما حدث ولا يكتفى بكبش فداء.