تقرير: حماس تعتزم تسليم جثامين 4 رهائن آخرين اليوم    نتنياهو: إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق ستفتح أبواب الجحيم    تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في غزة يدعم الجهود الأمنية ويرفع الغطاء عن المخالفين    ثمن سيارة فارهة، حقيبة زوجة محمد صلاح تثير الجدل في مصر (صور)    من الوجه البحري إلى حلايب، الأرصاد تكشف أماكن سقوط الأمطار اليوم    بعد تحليل المخدرات، قرار عاجل من النيابة ضد سائق التروسيكل المتسبب في وفاة 5 تلاميذ بأسيوط    المطربة ياسمين علي تتصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي.. لهذا السبب    قمة «شرم الشيخ للسلام»    «قبّلها أمام الجمهور».. ترامب يمنح أرملة تشارلي كيرك قلادة رئاسية (فيديو)    الفيلم السعودي «تشويش» يواصل حصد الجوائز عالميًّا    كل ما تريد معرفته عن سكر الدم وطرق تشخيص مرض السكري    طرق متنوعة لتحضير البيض المقلي بوصفات شهية للإفطار والعشاء    في شهر الانتصارات.. رئيس جامعة الأزهر يفتتح أعمال تطوير مستشفى سيد جلال    موقف محمد الشناوي من مباراة الأهلي وإيجل نوار    قرار عاجل في الأهلي بشأن تجديد عقد حسين الشحات    اليوم، غلق لجان تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب    الكنيسة الكلدانية تحتفل بختام ظهورات العذراء سيدة فاتيما في مصر    اتحاد الصناعات: الدولة تقدم دعمًا حقيقيًا لإنقاذ المصانع المتعثرة وجذب الاستثمارات الصناعية    مميزات وعيوب برج السرطان: بين العاطفة والخيال والحنان    داليا عبد الرحيم تهنئ القارئ أحمد نعينع لتعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية    وزير العمل: لا تفتيش دون علم الوزارة.. ومحاضر السلامة المهنية تصل إلى 100 ألف جنيه    العكلوك: تكلفة إعادة إعمار غزة تبلغ 70 مليار دولار.. ومؤتمر دولي مرتقب في القاهرة خلال نوفمبر    هيئة الدواء: تصنيع المستحضرات المشعة محليًا خطوة متقدمة لعلاج الأورام بدقة وأمان    ترامب: بوتين لا يرغب بإنهاء النزاع الأوكراني    ترامب يهدد بفرض عقوبات على إسبانيا بسبب رفضها زيادة الإنفاق في «الناتو»    نجم الزمالك السابق يكشف عن «أزمة الرشاوي» في قطاع ناشئين الأبيض    زيادة كبيرة في عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب ترتفع 600 للجنيه اليوم الأربعاء بالصاغة    باسم يوسف: مراتي فلسطينية.. اتعذبت معايا وشهرتي كانت عبء عليها    هتكلفك غالي.. أخطاء شائعة تؤدي إلى تلف غسالة الأطباق    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    دماء في أم بيومي.. عجوز يقتل شابًا بطلق ناري في مشاجرة بقليوب    السجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل طالبة بولاق الدكرور هنا فرج    تباين أداء الأسهم الأمريكية خلال تعاملات اليوم    ارتفاع مفاجئ في الضاني وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    تعرف على المنتخبات المتأهلة لكأس العالم بعد صعود إنجلترا والسعودية    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    اليوم، إغلاق الزيارة بالمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي    رونالدو يحقق رقما قياسيا جديدا في تصفيات كأس العالم    بالفوز على كينيا وبدون هزيمة، كوت ديفوار تحسم تأهلها رسميا إلى مونديال 2026    بالصور.. محافظ الغربية في جولة بمولد السيد البدوي بمدينة طنطا    صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات إلى 4.8% في العام الحالي    معرض حى القاهرة الدولى للفنون فى نسخته الخامسة لمنطقة وسط البلد لعرض أعمال ل16 فنانا    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 في المدارس والجامعات وإجازة نصف العام تبدأ هذا اليوم    مصرع شخصين في تصادم سيارتي نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا    «توت عنخ آمون يناديني».. الكلمات الأخيرة ل «كارنافون» ممول اكتشاف المقبرة الملكية (فيديو)    لدورها الريادي في نشر المعرفة: مكتبة مصر العامة بقنا تحصد جائزة «مكتبة العام المتنقلة 2025»    في 3 أيام .. وصفة بسيطة لتطويل الأظافر وتقويتها    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الأربعاء 15 أكتوبر 2025    متى يكون سجود السهو قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح حكم من نسي التشهد الأوسط    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    الجامعة الأمريكية تنظم المؤتمر ال 19 للرابطة الأكاديمية الدولية للإعلام    ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتب للمتعة والمعرفة وليس للمادة والشهرة
الروائى والسيناريست أحمد مراد فى ندوة خاصة مع «الوفد»:

«كيره والجن» محاولة لقراءة الجانب الإنسانى لأبطال ثورة 1919 المنسيين.
آثار فيلم «كيرة والجن» عواصف من الجدل وفتح مسارًا لتساؤلات عديدة حول دور الفن فى إيقاظ الوجدان الشعبى وإعادة سرد التاريخ وإنصاف المظاليم، كما أعاد توثيق جوانب من نضال المصريين ضد الاستعمار البريطانى بتقديم مشاهد لثورة 1919 الخالدة.
وكان ذلك دافعًا لاستضافة مؤسسة الوفد أحمد مراد الروائى والسيناريست الذى قام بتأليف الفيلم مأخوذًا عن روايته الشهيرة 1919 فى ندوة مفتوحة أدارها مصطفى عبيد مدير تحرير الوفد، وشارك فيها خالد إدريس رئيس تحرير جريدة الوفد، وسامى صبرى رئيس تحرير بوابة الوفد وعدد من الكتاب والصحفيين بالوفد.
وقال عبيد إن أعمال أحمد مراد الروائية والسينمائية ليست مجرد مادة للتسلية، وإنما هى فتح لنوافذ التفكير والتدبر ودعوة للمعرفة والبحث بما يترجم واقعًا قائمًا بالفعل.
وأضاف أن الفيلم الأحدث وهو «كيرة والجن» يثير تساؤلات وأفكارًا عديدة حول دور الفن فى توثيق التاريخ وإعادة طرحه، وقدرات وإمكانات صناعة السينما للنهوض مرة أخرى.
وخلال الجولة التفقدية التى أقامها مراد داخل صالة تحرير الوفد، كان يتأمل الجدران جيدًا بما حوته من صور فوتوغرافية لزعماء الوفد ولثورة 1919، وكأنه يستنشق عبق الماضى بين ساحتها، الذى يحكى حكاية شعب رفض الاستسلام وأراد النصر والحرية.
وبعد انتهائه من الجولة التفقدية، كان اللقاء مع خالد إدريس، رئيس تحرير جريدة الوفد، وسامى صبرى، رئيس تحرير بوابة الوفد الإلكترونية، الذى كان فى استقباله، ومحررو الصحيفة، حيث رحب سامى صبرى بالكاتب الكبير قائلًا: «نحن أمام قيمة فنية- أدبية كبيرة، وصاحب فكر فلسفى ورؤية مختلفة أراد أن يوظفه أدبيًا، لتأخذ نصيبها من الذيوع والشهرة سينمائيًا، نرحب بك فى جريدتنا الغراء، صاحبة التاريخ الذى اختارت أن ترويه فى آخر رواياتك التى تحمل اسم 1919، وتم تحويلها لصورة سينمائية تحت اسم «كيرة والجن».
وبعد ذلك جاءت كلمة الكاتب مصطفى عبيد، الذى أبدى إعجابه بإبداعات مراد وعمق ما يطرحه من أفكار وإسهامات فنية، وفضّل أن تستهل الندوة بالحديث عن فيلم «كيرة والجن» الذى أثار عواصف مهمة من الجدل التى تستحق المناقشة والحديث.
وقبل أن يتحدث مراد عن الفيلم، أبدى فخره واعتزازه بتواجده فى جريدة الوفد العريقة، التى تمثل له تاريخًا كبيرًا قائلًا: «أولًا بشكركم على الدعوة.. والوفد بالنسبة لى ليس مجرد حزب سياسى ولا صحيفة عادية.. فهو صرح كبير، منه خرجت أكبر سلسلة من الاحتجاجات الشعبية ضد أكبر امبراطورية وهى السياسة البريطانية فى عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصرى الذى كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمّر الشعب المصرى من الاحتلال الإنجليزى وتغلغله فى شئون الدولة، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد».
دولت فهمى خطفت انتباهى فكتبت اسمها فى ورقة لسنوات قبل أن أوظفها فى رواية وفيلم
دولت فهمى كلمة السر
وكشف الكاتب والمؤلف أحمد مراد، عن تفاصيل شخصية دولت فهمى، التى كانت السبب الرئيسى فى كتابته للرواية، قائلًا: «أثناء كتابتى رواية تراب الماس سنة 2010، وجدت أن فى سنة 1920 حدثت واقعة مهمة وهى أن هناك شخصية اسمها دولت فهمى كانت لها حكاية لافتة فكتبت اسمها فى ورقة ووضعتها فى درج مكتبى.
وأضاف: عندما شرعت فى كتابة الرواية، قررت أن أقرأ عن شخصية دولت فهمى، لكن المفاجأة أننى لم أجد ما يكفى من الروايات والحكايات التى تناولت سيرتها على استحياء شديد، والتفاصيل الموجودة عنها فى التاريخ لا تكفى أن تكمل صفحة فى كتاب، ولكن مصطفى أمين ذكرها فى كتابه الممنوع، فى صفحتين فقط، ومن هنا بدأت تظهر شخصية دولت فهمى، حيثُ بدأت الرواية منها وبها، وظهر بعد ذلك بقية الأشخاص، أحمد عبدالحى «كيرة» أحد شخصيات الرواية، وهو بطل من أبطال الكفاح السرى ضد الإنجليز، بالإضافة إلى عبدالقادر شحاتة والشهير باسم «الجن» بسبب شقاوته، مشيرًا إلى أن تصوير الفيلم استغرق نحو 3 سنوات بسبب تعطل أزمة فيروس كورونا.
وأكمل: «كتبت فى السياسة مرتين، ورفضت أن أستكمل الطريق، وكتبت رواية الفيل الأزرق، ولكن عدت ثانية من أجل رواية 1919، من خلال شخصية دولت فهمى، حيثُ بدأت أكتشف العصر وأبنى بحثًا تفصيليًا، وجمعت مذكرات ووثائق عن هذه الحقبة الزمنية».
وعن سر اختياره لهذه الشخصيات تحديدًا رغم ندرة ما كُتب عنهم قال إنه كان يريد تسليط الضوء على أسماء مضيئة كان لها دور كبير فى ثورة 1919. مؤكدًا أن هناك أشخاصًا كثيرين لا يعرفون معلومات كافية عن هذه الأبطال أو الأسماء التى اختارها، ليكونوا أبطال روايته 1919، نظرًا لاعتمادهم السرية الشديدة.
وعن الدوافع التى دفعته للكتابة عن ثورة 1919، أوضح: قلة الأعمال التى تعبر عن الكفاح الوطنى فى هذه الحقبة تحديدًا، التى
تبرز كيف عانت مصر والمصريين من الاحتلال، فضلًا عن وجود شخصيات بين السطور دفعت أرواحها فداء للوطن، لكنها لم تأخذ حقها إعلاميًا وسينمائيًا، منهم أحمد عبدالحى كيرة، ودولت فهمى.
وأكد أن الكتابة عن ثورة 1919، مخاطرة كبيرة، لعدم وجود مراجع كافية، ولذلك كانت تمثل تحديًا كبيرًا، لأنها فترة يراها مهمة فى تاريخ مصر ومليئة بالتشابكات، إلى جانب عدم وجود ما يكفى من مراجع ووثائق تحكيعن الشخصيات التى اختارها لتكون أبطال فيلمه «كيرة والجن».
وأشار إلى أن الفيلم استهلك جزءًا كبيرًا من طاقته وتفكيره، وبحث استغرق سنوات بين القراءة والإطلاع والاستماع إلى حكايات بعض المؤرخين والموثقين لهذه الحقبة. موضحًا أنه كان يريد تقديم حقائق غائبة عن الأجيال الحالية.
الميزانية الضخمة من أكبر التحديات التى واجهتنا فى تنفيذ الفيلم.
وأكد أن فيلم «كيرة والجن» من أكثر الروايات التى استغرقت بحثًا مطولًا منه مقارنة برواياته السابقة، لافتًا أن مكتبته الخاصة تضم عددًا كبيرًا من الصحف والمجلات والكتب والتسجيلات الصوتية التى تحكى عن هذه الحقبة الزمنية.
ولفت إلى أنه خرج بدروس كثيرة بعد الانتهاء من رحلة «كيرة والجن» لعل أهمها حب الوطن والشعب أكثر مما كان عليه من قبل، كما ازداد احترامه وتقديره للشعب المصرى الذى يمتلك قدرات خارقة عندما يثور ويغضب ويقرر التحرر والثأر لبلاده. متسائلًا باستهجان كيف لشعب محطم ومنهك نتيجة التعذيب الذى كان يتعرض له فى هذه الفترة على يد الاحتلال أن يقوم بسلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية فى مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصرى الذى كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمّر الشعب المصرى من الاحتلال الإنجليزى وتغلغله فى شئون الدولة، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد.
رحلة البحث
وتم فتح الباب أمام تساؤلات الحاضرين، وكان السؤال الأول عن الاختلاف الذى قدمه فى «كيرة والجن» خاصة أن هناك العديد من الأعمال التى تناولت ثورة 1919، والمدة التى استغرقها فى عملية البحث وجمع المعلومات؟
وأجاب مراد: بالفعل هناك العديد من الكتاب الكبار الذين تناولوا ثورة 1919، لكن أعتقد أن الجهاز السرى ضد الإنجليز لم يتم تقديمه بهذا الشكل من قبل، بجانب أننا فى عام 2022، فرؤيتنا للأمور مختلفة فى تناولها، وطريقة طرحها.
واسترسل: «استغرقت عملية البحث فى «كيرة والجن» لمدة 6 أشهر، كمرحلة بحث فقط، وذلك لأن مصر منذ 100 عام تختلف عن مصر فى الوقت الحالى تمامًا، فكان سور الأزبكية ملاذًا كبيرًا بالنسبة لى، فقمت بشراء كل الجرائد القديمة فى الفترة من 1916 إلى 1919، وكنت أريد معرفة سعر الذهب فى ذلك الوقت، وسعر اللبن واللحمة، وكل تفصيلة، وكنت مستمتعًا بالبحث، خاصة أن القصة بدأت بقصة «دولت فهمي»، فالرواية حقيقية وموجودة، وأجمل ما فيها إننا قدمنا أبطالًا من الشعب المصرى موجودين فى التاريخ».
وعن أهم التحديات التى واجهت صناعة الفيلم، أوضح، أن أبرز التحديات تمثلت فى ارتفاع التكاليف وتوقف التصوير بسبب كوفيد 19 وجود ميزانية كافية لإنتاج الفيلم، يتوقف لكن حماس شركة «سينرجي» وتعهدها لهم بتوفير كافة الإمكانيات التى يحتاجها الفيلم كانت السبب وراء تنفيذ الفيلم.
وأشار مراد، إلى أنه استطاع بالخيال صنع فيلم يرسخ فى ذاكرة الجمهور المصرى، يكشف لهم معاناة المصريين فى هذه الفترة وما تعرضوا له من تعذيب على يد الاحتلال، بعيدًا عن الإكليشيهات السينمائية والدرامية التى تحكى عن هذه الحقبة بشكل لا يتواءم مع الحقيقة، وبعيدًا عن الطريقة التقليدية التى تُدرس فى المناهج الدراسية، التى لا تستطيع تعرف الطلاب بتاريخ بلدهم، فسرعان ما تذوب المعلومات من ذاكرتهم بمجرد الانتهاء من السنة الدراسية.
وسألت الناقدة الفنية حنان أبو الضياء عن أهمية العمل البحثى فى مثل هذه الأعمال الكبيرة ورد أحمد مراد بأنه أراد من خلال الفيلم أنه يجعله مادة وثائقية لكل ما حدث فى هذه الفترة، خاصة أن الشواهد التى توضح معاناة المواطنين على يد الاحتلال لم تعد موجودة، فلا يوجد مبنى للقيادة العسكرية الذى كان يتم فيه تعذيب المصريين بشكل وحشى، فالفيلم ليس
دعوة للكراهية وأنما توثيق لما حدث. فهو يرى أن الجيل الجديد من حقه يعرف كيف عانى المصريون فى هذه الفترة.
وقال إنه قام بإضافة 7 شخصيات جديدة، لم تكن موجودة فى الرواية الأصلية، لأن الضرورة الدرامية تطلبت ذلك.
وعلق خالد إدريس سائلًا إن رواية 1919 هى خامس أعمالك التى تم تحويلها لصورة سينمائية، بعد أولى تجاربه مع روايته الفيل الأزرق التى تحولت إلى فيلم سينمائى عام 2014، وفيلم «تراب الماس» 2018، وفيلم «الفيل الأزرق» 2019، هل تتقيد بأحكام السينما وأنت تكتب رواياتك؟
وأجاب مراد، أنه لم توجد خطط مسبقة أو نية لتحويل روايته 1919 إلى فيلم سينمائى، مشيرًا إلى أن المخرج مروان حامد كان متحمسًا لتحويلها فيلمًا سينمائيًا، وهو القرار الذى أدهشنى خاصة أنه فيلم تاريخى يحكى عن ثورة 1919، وعادة هذه النوعية من الأفلام لا تحقق ربحًا تجاريًا كبيرًا فى ظل هيمنة ثيمات الأكشن والكوميديا على السينما.
وقال مراد، إنه عندما يكتب رواية ما، يطلق العنان لخياله الواسع والإبحار به خاصة أثناء كتابة السير الذاتية، دون التقيد بأحكام الفيلم السينمائى. موضحًا أنه عندما طُلب منه تحويله لصورة سينمائية، قام بإجراء بعض التعديلات وحذف أجزاء منه وإضافة بعض الشخصيات بحيث يواكب الشكل الجديد للسينما.
وتابع: عندما اكتب رواية ما، لا أضع فى حساباتى أن تتحول لفيلم سينمائى، ولم أصنع رواية تتفق مع لغة السينما الحديثة، ورواية «الفيل الأزرق» خير مثال، لم أكن أتوقع أنها من الممكن أن تتحول لفيلم سينمائى، لأنها قائمة على الخيال، لكن فاجأنى المخرج مروان حامد بأنه يريد تحويلها إلى فيلم سينمائى وكان لديه إصرار على ذلك، وطلب منى معالجة الرواية بحيثُ تصلح لصورة سينمائية، فاضطررت أن أقوم بتعديلات كبيرة على النص بحيثُ يتواءم مع لغة السينما.
وردًا على سؤال لعلاء عادل حول بعض الانتقادات التى تخص شخصية الهلباوى والنهاية المأساوية التى كتبها له، وهى الشخصية التى جسدها الفنان الكبير سيد رجب؟ أجاب مراد: كنت كريمًا جدًا مع شخصية نجيب الهلباوى ووضعت ألف سبب يفسر خيانته للوطن، ونهايته طبيعية وحقيقية لما ارتكبه من جرائم فى حق وطنه، فقد تعرض لتعذيب شديد ثم واجه عقوبة الإعدام وتم تخييره بين الموت بالإعدام وفقًا لعمليات سابقة ثبتت عليه أو الحياة فى رغد من العيش والحصول على مكافأة مجزية، فاختار كإنسان الخيانة. وعلق قائلًا «إن الخيانة تحدث فى بعض الأحيان لأسباب واهية وسبق ليهوذا أن باع المسيح بالمال».
وكان للكاتب عماد الغزالى، قراءة تحليلية عن فيلم «كيرة والجن» أراد أن يوضحها خلال الندوة عن الكاتب أحمد مراد، قائلًا إنه يمثل مرحلة مهمة جدًا فى الكتابة الروائية والإبداعية فى مصر، وأنه أسهم فى صناعة مدرسة أدبية حديثة تعبر عن مرحلة مهمة.
وأوضح عماد الغزالى أن مراد قدم للراغبين فى الكتابة سواء روايات أو سيناريوهات دليلًا متميزًا للكتابة من خلال عرض تجربته فى كتاب متميز بعنوان «القنل للمبتدئين» الذى يركز على قتل فكرة الإلهام المنتظر، موضحًا أن الكتابة عملية تدريب وتعليم وبحث، موضحًا أن مراد لم ينتظر الوحى أو الإلهام كى يكتب، فهو يستدعى الإلهام وإن غاب، من خلال التجول بين المارة فى الشوارع، الاطلاع على التاريخ، استلهام حكايات من التراث وهكذا، فهناك الكثير من الأدباء أعمالهم قليلة مقارنة بسنوات عمرهم التى عاشوها باستثناء الأديب نجيب محفوظ الذى أدرك ذلك باكرًا وكان دؤوبًا فى عمله.
وتحدث الغزالى عن فيلم «كيرة والجن» قائلًا: الفيلم جاء مختلفًا عن أفلام حسن الإمام التى تناولت هذه الحقبة والتى أراها جيدة، لكنها كانت تأخذ المشاهد فى أماكن أخرى، بخلاف «كيرة والجن» الذى تعمقنا معه فى الحقبة بكل تفاصيلها.
وأضاف عماد الغزالى إن مراد لم يكتب شخصيات نمطية أو سطحية تأخذ من المهنة أو العمر أو الخلفية الاجتماعية مجموعة الصفات التقليدية المملة، بل يكتب شخصيات بشرية حقيقية، بكل ما فيها من تناقض ومفاجئات. كما أنه لم يخش من إضفاء لمسة بشرية حقيقية على الشخصية، ويعنى ذلك أن يجعل لها نقاط ضعف وعيوبًا ومخاوف.
وهذا ما أكده عندما سُئل عن أسباب لجوئه إلى شخصيات غير معروفة إعلاميًا ولم يكتب عنها التاريخ كافيًا، هل للهروب من الصدام مع المؤرخين لهذه الحقبة الزمنية؟ ليؤكد أنه لم يخش الصدام إطلاقًا، ولكن اختياره لهؤلاء الشخصيات جاء من قناعة شخصية بأن هناك أبطالًا قدموا الكثير للبلد لكن لم يشاء القدر أن يعيشوا أكثر ويكونوا عائلة تجدد ذكراهم، لكن لا أحد ينسى دورهم وشجاعتهم.
وردًا على سؤال: عندما تقرر الكتابة عن ثورة يناير ما الشخصيات التى من الممكن أن تستثير عقلك وقلمك؟ ليجيب قائلًا: الكاتب عندما يكتب عن فترة زمنية معينة يجب أن يكون مرّ عليها سنوات عديدة حتى يتمكن من رؤية المشهد عن بُعد والكتابة عن الشخصيات بشكل حيادى، مستشهدًا بالأديب الكبير نجيب محفوظ الذى صدر ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين» و«قصر الشوق» و «السكرية» فى فترة الخمسينيات التى ترصد حال الشارع المصرى قبيل اندلاع ثورة 1919، وكتب «ثرثرة فوق النيل» فى الستينيات بعد سنوات من يوليو 1952، فالحديث عن تجربة ميدان التحرير، يتطلب سنوات عديدة.
وبسؤاله عن أوجه الاختلاف والاتفاق بين لغة السينما والأدب قال: لغة السينما تختلف عن الأدب، فالسينما تكتب من الخارج، لكن الروايات تكشف دواخل الشخصية الإنسانية.
وأكد الكاتب، أنه يقرأ كثيرًا قبل كتابة رواية حتى يكون ملمًا بها، كما أنه وسط الكتابة لا يمكنه كتابة شيء آخر، مشددًا على أنه لا يكتب إلا بشغف وهدفه فى الكتابة البحث عن المتعة.
وعن تجربة فيلم الأصليين، وهو الفيلم الوحيد الذى لم يستند إلى رواية، وكتبه خصيصًا من أجل السينما قال: «الأصليين» تجربة مهمة فى حياتى فهو يحكى عن تجربة ذاتية، كما أنه يمس حالة كبيرة ولا يناقش سنًا معينة أو مجتمعًا بعينه، وكنت حريصًا على تقديم لون جديد للسينما، والفيلم خيالى لكنه يجبر المشاهد على التفكير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.