الهجرة النبوية من الأحداث العظيمة في تاريخ الامة الإسلامية، والتي استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معاني سامية ورفيعة. اقرأ أيضًا.. صيام يوم عاشوراء منفردًا إذا وافق يوم السبت قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الهجرة النبوية كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: 8]. أضاف "علام" أن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة الإسلامية، ووضع أحكامها التشريعية، التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية، ولأجل ذلك اختار الصحابة رضي الله عنهم الهجرة بداية للتقويم الإسلامي. وأوضح المفتي، أن الطبري روى في "تاريخه" عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر رضي الله عنه صَكٌّ محله في شعبان، فقال: أيُّ شعبان؛ الذي هو آت، أو الذي نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ضعوا للناس شيئًا يعرفونه"، فقال بعضهم: "اكتبوا على تأريخ الروم"، فقيل: "إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين؛ فهذا يطول"، وقال بعضهم: "اكتبوا على تأريخ الفرس"، فقيل: "إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله"، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتب التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news