سلطت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المُتخصصة في الشئون الآسيوية، الضوء على مساعي الصين نحو كوريا الجنوبية. اقرأ أيضًا.. مرض جديد يضرب الصين في سيشوان وخبي.. تعرّف عليه وأكدت ذا ديبلومات، أن مساعي الصين للضغط على كوريا الجنوبية قد تسبب ضرراً أكثر من المنافع لبكين، فيما أرتأت أن الولاياتالمتحدة يجب أن تلقي بثقلها لدعم سيول واتخاذ زمام المبادرة إذا ما أرادت تشكيل الاوضاع الجيوسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وذكرت، أن اعتماد كوريا الجنوبية الاقتصادي على الصين حقيقة لا جدال فيها بينما قررت بكين عام 2017 فرض حظر على السلع والخدمات الكورية كعقاب على نشر سيول لبطاريات أمريكية مضادة للصواريخ، إلا أن اعتماد كوريا الجنوبية على الواردات الصينية قد نما منذ ذلك الحين أيضاً. وأوضح التقرير أن الصناعة الكورية الجنوبية تعتمد بشكل خاص على الموردين الصينيين للمكونات الحيوية، فيما يرى صناع القرار في واشنطن أن هذا الاعتماد الاقتصادي هو نقطة ضعف رئيسية في الأمن القومي لكوريا الجنوبية وسط المنافسة الصينيةالأمريكية المتزايدة. ورجح التقرير أن تحدد سيول وجهة منظور سياستها الخارجية ما بين بكينوواشنطن إذا ما تعرضت لتهديد اقتصادي، متوقعاً أن تميل كفة واشنطن التي تنتهج سياسة الإغراء الاقتصادي والشراكة مقابل سياسة الإكراه من قبل بكين، كما يمكن للدعم الاستباقي لواشنطن أن يسهم بشكل أكثر فاعلية في تشكيل حسابات سيول للمخاطر والمكافآت في ارتباطاتها مع بكين، واستبعد التقرير أن تسهم سياسة الضغط والإكراه في تغيير بوصلة كوريا الجنوبية لاسيما وأن الولاياتالمتحدة بما تملك من إمكانات لديها القدرة على تشكيل ردود كوريا الجنوبية على بكين. وأفاد أنه لا تزال سيول تنشر بطاريات أمريكية مضادة للصواريخ على الرغم من الحظر غير الرسمي الذي تفرضه بكين، ورغم أن الضغط مؤلماً على كوريا، إلا أن هذه الإجراءات لم تمنع الإدارة الكورية الجنوبية من التفكير في نشر بطاريات أمريكية إضافية في البلاد، وعلاوة على ذلك، واصلت كوريا الجنوبية تعزيز تحالفها الأمني مع الولاياتالمتحدة، عسكريًا، من خلال التدريبات البحرية الرئيسية، ودبلوماسيًا ، من خلال قمة الناتو في مدريد. ويرى التقرير أنه عندما يفشل الإكراه في التأثير على الدول، يكون التعزيز الاقتصادي الإيجابي أكثر نجاحًا في دعم التغييرات في منظور السياسة الخارجية لبلد ما، لكن شريطة أن تكون الدولة واقعة تحت إكراه اقتصادي شديد، وبالتالي، فإن المحاولات الصينية لاستخدام العلاقات الاقتصادية الصينية الكورية كوسيلة ضغط - سواء من خلال الإكراه الصريح أو الإغراءات الإيجابية - من غير المرجح أن يكون لها التأثير الذي تريده بكين وتخشى منه واشنطن، وإذا كان هناك أي شيء ، فمن المرجح أن يكون للإكراه الاقتصادي الصيني المستمر تأثير معاكس لتحفيز كوريا الجنوبية على التحالف بشكل أوثق مع الولاياتالمتحدة في تحالف أكثر شمولاً.