أكد أحمد أبو الغيط، أمين عام الدول العربية، أن زيارة سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، للقاهرة، اليوم، بالغة الاهمية، حيث تأتي في ظل توترات إقليمية ودولية، لافتا إلى أن علاقة الجامعة العربية بروسيا جيدة. وكان أبو الغيط استقبل لافروف عصر اليوم، في مقر الجامعة في إطار جولته الإفرقيقة التي تستمر حتى 28 يوليو الجاري؛ لتوضيح الرؤية الروسية حول الأزمة الأوكرانية، والتقى الرئيس السيسي ب"لافروف"، وأكد على ضرورة حل الأزمة دبلوماسيا. و أعرب لافروف في بداية الجلسة عن شعوره بالامتنان لاهتمام جامعة الدول العربية بالوضع في أوكرانيا وموقفها المتوازن، وأبدى الوزير الروسي مخاوفه تجاه أمن بلاده والتي بدأت في ظل توسع حلف شمال الأطلسي، قائلا إن "سنوات كثيرة من الإهمال كانت سببا في الحرب بالإضافة إلى وعود أخلفها الناتو كان قدمها للاتحاد السوفيتي قبل تفككه"، مشيرًا إلى أن أبرز تلك المخالفات "ملء أوكرانيا بالسلاح بالإضافة إلى انقلاب في أوكرانيا 2005"، وشدد وزير الخارجية على أنه "ليس من حق الناتو التوسع في أمنه على حساب الآخرين وخاصة روسيا". وذكر لافروف أنه عند قيام القوات الروسية بالقبض على بعض الأوكرانيين خلال الحرب وجدوا وشما لهتلر والنازية الجديدة"، قائلا إن "هؤلاء من كانوا يدعمون النازية وأصلوه بالحياة اليومية للشعب الأوكراني الذي يستحق أفضل من هذا". وأعرب وزير الخارجية الروسي عن حزنه من تدمير تاريخ أوكرانيا وما يقوم به النظام وحلفائه الغربيين، قائلا أن الشعب الروسي والأوكراني سوف يعيشون معا وسيغيرون النظام المعادي، مشيرًا إلى حاجة بلاد لمزيد من النقاشات مع الأصدقاء العرب والإنصات لهم معربا عن استعداده للحوار وإرضائهم في النقاط المختلفة وتوضيح الحقائق". وحول أزمة الغذاء رفض لافروف ربطها بالحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أنها بدأت منذ كوفيد 19 بالإضافة إلى أزمة الجفاف، ووجه أتهام للغرب بأنه السبب الرئيسي في الأزمة بوضع عقوبات على الغذاء والسماد والحبوب، "كيف نسمح بالتصدير ولم يتم الدفع والسداد". وفييما يخص أتفاق تصدير الحبوب، أوضح "لافروف" أن الأمين العام للأمم المتحدة تعهد بإقناع الدول الغربية بتعديل العقوبات على الحبوب والسماد، شريطة أن السماح بخروج السفن المحملة في الشواطئ والموانئ الأوكرانية. وبين أنه يجب على أوكرانيا أولا إزالة الألغام من الشواطئ والمياه الدولية، وتركيا اتفقت على القيام بذلك، ولكن اتفاق إسطنبول وضع حلولا لتلك الأزمة، حيثتم وضع شرط روسي بالسماح بتفتيش السفن الداخلة للميناء، للتأكد من عدم حملها أسلحة والدخول بها إلى الموانئ الأوكرانية. وكشف أن الكثير من الدول أصبحت تتنقل لاستخدام العملات المحلية في التجارة والتبادل التجاري بعيدا عن الدولار وسوف يتطلب وقتا طويلا ولكنه لا بد منه. وأكد على دعوة بلادعه بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مع الدول العربية، وذلك بعد رفع التبادل التجاري العربي الروسي إلى 20 مليار دولار، معربا عن أملة في ارتفاعه بالعملات المحلية وتقليص التعامل بالدولار. وبشان القضية الالفلسطينية، أكد على اهمية عودة القضية على مستوى الساحة الدولية، وقال اتفاق القدس وحل الأزمة الفلسطينية حيث تحل القضية المركزية، مشيرا إلى أن النصيحة التي تقدمها الجامعة العربية للبلاده نقدرها و ننصت لها جيدا، وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية يرسل رسائل جيدة إلى روسيا تحث على مزيد من التعاون.