أكد د. أحمد عمارة استشارى الصحة النفسية إلى أن يمكن للإنسان التحكم في ما يمر به من حالة نفسية سواء كانت سعيدة أم سيئة من خلال "الطاقة"، مشيرًا إلي أنه يمكن للإنسان علاج نفسه بنفسه من خلال جذب الملائكة من حوله بطريقة معينة، حيث إن أهم وظيفة للملائكة هي حفظ الإنسان وحمايته من كل الشرور المحيطة به، فهي مخلوقة من نور لذا فهي تتفوق على الشيطان كونه مخلوق من نار. جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها نادى أعضاء هيئة التدريس بالتعاون مع كلية التجارة بجامعة عين شمس وبحضور د. فايد غالب رئيس النادى ود ريم البرديسى مقرر اللجنة الثقافية ود حنان حافظ أمين الصندوق بالنادى ود طارق حماد عميد كلية التجارة والعديد من الاساتذة والطلاب الذى ملئوا مدرج عباس الشافعى بأكمله. وأضاف د. عمارة أن سبب اعتقاد الناس الكبير في تأثير الجن على حياتهم يرجع للاعتقادات الخاطئة منذ الصغر فتكرار الحديث عن الجن والأساطير أعلى قيمتهم في العقل الباطن للإنسان فالله سبحانه وتعالي أحاط الإنسان بالملائكة منذ ولادته، لكنه يشعر دائماً بتأثيرهم الضعيف في حياته بعكس الجن نظراً لما للأفكار الخاطئة منذ نعومة الاظافر.وأوضح د. عمارة أن النبي صلي الله عليه وسلم أكد هذا الكلام وعلى أن الملائكة تنتشر من حولنا في كل مكان في الحديث النبوي " ليس من خلق الله أكثر من الملائكة ما من شيء ينبت إلا وملك موكل بها ". وبشكل مبسط تحدث د. عمارة عن سر اقتراب الشيطان من الإنسان، موضحًا أنه بمجرد شعوره بالخوف فذلك يعتبر طاقة سلبية تعمل بمثابة مغناطيس وتجذب الشياطين بعكس الاطمئنان الذي يعتبر طاقة ايجابية تجذب الملائكة لذلك قال النبى صلوات الله عليه وسلامه " اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا , اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا وَمِنْ خَلْفِي نُورًا , اللَّهُمَّ وَأَعْظِمْ لِي نُورًا. ¬وعن كيفية معرفة الشيطان للإنسان صاحب الطاقة السلبية، قال د.عمارة بحكم القدرة الخارقة التي منحها الله للشياطين وهى الانتقال من مكان لمكان بشكل سريع جداً في جزء من الثانية بعكس عالمنا المادي الذي نعيشه فيه فهم يستشعرون أن طاقة إنسان ما بدأت تضعف فيقومون باختراقه حيث تكون طاقته للنار أٌقرب منها إلى النور. وأضاف د.عمارة أن خوف الإنسان وعدم الاطمئنان إلى ربه يجعله فريسة للشياطين لكنه إذا ارتقي وأصبح مؤمنا فلن يتزعزع إيمانه بربه، موضحا أن هناك فارق بين الإنسان المسلم والمؤمن والمحسن فالأول يقوم بتأدية العبادات فقط من صلاة وصوم زكاة .. الخ، بينما المؤمن في مرتبة أعلى فهو دائماً في حالة اعتقاد تام بأن الله معه في كل تحركاته وهذا الإحساس يلازمه دائما بكل قوة، بينما الإحسان هو عبادة الإنسان لله كأنه يراه.تحدث د. أحمد عمارة عن الطاقة الحيوية في الأشخاص الذي تراهم عيوننا وهم في راحة نفسية وراحة بال يعيشون في سعادة وهدوء. مشيراً إلي أن السعداء تجدهم يتكلمون بايجابية مثل : سأصل إلى هدفي ، لن يوقفني شيء ، مهما كان كلام الناس فإنهم سيسكتون عندما أحقق هدفي.، لو سمع رأيا مخالفا : سيستمع إليه بعمق ، ويستفيد منه إذا كان مفيدا ، أو يبين خطأه بهدوء إذا كان صاحبه على خطأ أو تنقصه معلومة ما . وسيكون دائم الاستفادة من المحيطين به ، فهو يستفيد من أي شيء يخدم هدفه .وأضاف د. عمارة أن الذي يعيش في سعادة وهدوء وراحة بال تجده لا يبالغ أبدا في وصف الأحداث ، بل تجده دائما يبسط أي عقبة تواجهه ، ولا يتأثر بها ، ويفكر بعمق وهدوء للتغلب عليها ، فهو على الدوام قائد للظروف ، متحكم فيها ، ويقهرها لخدمة أهدافه وتحقيقها ويتلذذ بالنجاح والراحة النفسية التي تدب في عروقه بعد تغلبه على أي عقبة قد تعوقه إلى أن يصل لهدفه . واستكمل د.عمارة حديثه قائلًا أن السعداء لا يشعرون أبدا بالفراغ ، لا يعرفون مصطلح الانتظار ، لا يوجد في حياتهم ما يدعو للملل ، يستغل كل الظروف ، لا يمكن أن يشعر بالضياع ، لديه دائما العديد من البدائل ، ويستخدمها كلما قابلته أي عقبات واختتم د. عمارة حديثه بأن هناك اختبار بسيط يمكن للمسلم أن يفعله ويحدد من خلاله هل هو واقع تحت سيطرة قرين الجن أم الملائكة، وقال: انظر إلى حالتك النفسية فإذا كانت دائمة على الحزن والغضب والاكتئاب فأنت تحت سيطرة الشيطان والعكس صحيح فالسعادة والتفاؤل توقعك تحت سيطرة قرين الملائكة.