عندما تريد أن توصل فكرة لشخص أو لمجموعة فما عليك إلا البحث عن الأمثال القريبة من موضوعك الذي تود طرحه وإن لم يكن لديك مثل أو قول مأثور فحينها عليك البحث عن التشبيهات التي تكون دليلاً على فكرتك. وأصدق تلك التشبيهات هو ما يكون من واقعك المحلى الذي يعرفه الجميع فلا يستطيع أحدهم إنكاره أو التشكيك به لكونهم يرونه يوميا وحين تجد أن هناك لم لا يريد أن يقتنع فاعلم أنك أمام شخص يريدك أن تتصرف حسب أهوائه الخاصة ولن يقتنع حتى لو منحته كيساً من الشعير. لقد كتبت في أكثر من مقال سابق عن بعض الأشخاص الذين يركبون الباصات وهم لا يعلمون ما يراد منهم وإلى أين يذهبون ولكن قاطع التذاكر «الكمساري» والسائق يعلمان جيدا متى ينزلان الركاب رغم أنوفهم ولكن أتضح لي أن الفكرة لم تصل لهم. وبما أنني وضحت في البداية الاستعانة بالأمثال فإنني سأقوم بصياغة الفكرة مرة أخرى مستعين بالمثل القائل «التكرار يعلم الشطار» وفي أحيان أخرى يعلم مخلوقات أخرى وهذه المرة سأستخدم وسيلة أخرى وهي القطار لعل من تنازل عن إنسانيته أن يفهم. القطار غير موجود في أغلب الدول العربية ولكن الجميع شاهده في الأفلام أو سنحت له الفرصة بركوبه في إحدي رحلات السفر وعرفنا أنه يحتوي على درجات للركاب وتجد أن البعض لا يقبل بغير الدرجة الأولى الفاخرة، وهناك من يقبل بالدرجة العادية، وهناك من يركب بطريقة الشعبطة. ولكن في نفس تلك القطارات تكون هناك عربات في مؤخرتها مخصصة لنقل البضائع ونقل الحيوانات التي لا تعرف أين تذهب فبعضها أركبت لتذهب الى المسلخ وبعضها ليستخدم بالسيرك ويتفرج عليه الناس وكثير منها ما يكون مطية لأصحاب الدرجة الأولى الفاخرة. تلك العربات ليست مخصصة للقردة والمطايا التي يركبها البشر ولكن أحياناً كثيرة يكون فيها أسود ونمور قوية ولكنها تركب وهي لا تعلم الى أين سيذهبون بها فهي بدون عقل لتفكر به. الوضع في البلدان العربية مشابه لعربات القطار وعلى كل مواطن عربي أن يضع نفسه في العربة المناسبة له وكل ما أتمناه أن لا يضع أحدكم نفسه مكان السائق أو ركاب الدرجة الأولى وهو بالحقيقة من ركاب العربات الخلفية التي ركبت رغما عنها. أدام من عرف أين يتجه القطار به ولا دام من ركب العربات الخلفية وسيكون مصيره أن يتفرج عليه من ركبي المقطورات الأمامية...