في مشهد يحمل معاناة الجميع، وأزمة يتألم منها كل بيت في مصر، فلا تخلو أسرة مصرية من موظف أو طالب أو أم أو أب يركب القطار يوميا بحثا عن الرزق، أو طلب العلم أو زيارة الأهل والاطمئنان على الأقارب، ورغم اختلاف الركاب وبلدانهم وأغراض سفرهم، إلا أن القاسم المشترك الوحيد بينهم هو القطار الذي يحملهم جميعا، ليصلوا آمنين إلى مقاصدهم. ورغم ما تعانيه هيئة سكك حديد مصر والعاملين بها وخدماتها ومتلقي الخدمة من الركاب والمسافرين من معاناة يومية، وكوارث أحيانا وصلت لحد فقدان الأرواح في حوادث احتراق وتصادم القطارات المتكررة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن القطار يظل هو الوسيلة ذات القلب الكبير التي تحتضن جميع فئات المصريين فتقدم خدمات مقبولة بأسعار تعد الأكثر توفيرا مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى، ورغم المعاناة، وقبول المصريين بفتات الخدمات، تأتي الضربة النافذة بإضراب سائقي القطارات وتوقف العمل نهائيا بسكك الحديد، وهو ما أثار الاشتباكات والاعتصامات والإضرابات انتهاء بدموع الأمهات النائمة على رصيف المحطات محتضنة أطفالها من البرد والعراء. من جانبهم، يرفع سائقو القطارات صورة وزير النقل وضربوها بأحذيتهم، مطالبين بإقالة رئيس الهيئة وزيادة رواتبهم. وعلى جانب آخر يردد الركاب هتافات منها: "عايزين نروح عايزين نروح"، واحد اتنين وزير النقل فين واحد اتنين قطر الغلابة فين واحد اتنين رئيس الهيئة فين"، "باطل باطل"، " بالجزمة بالجزمة". أما الجانب الرسمي، فيحمل إعلان الإذاعة الداخلية بمحطة مصر للقطارات، والذي صدر منذ قليل يؤكد التوقف تام لحركة القطارات، مطالباً الركاب بالتوجه إلى المكان الخاص بقطع التذاكر لإعادتها, مما أدى إلى استفزاز الركاب واشتباكهم مع مسئولين بالمحطة. قالت نادية محمد مسافرة إلى أسيوط وسط بكاء شديد إنها فى محطة مصر من يومين وأنها نائمة على الرصيف هى وابنائها وذهبت إلى الركوب من محطة الترجمان لكنها لقت التذكرة 75جنيها وهى لاتقتدر دفعها قائلة:"إحنا مش وخدين على البهدلة". أكد عطا الله جابر أحد المتضررين من الإضراب وهو يسافر إلى المنيا، وأن تعطيل مرفق السكة الحديد ''جريمة كبرى تستحق الإعدام''، متسائلًا: كم طالب وطالبة لم يتمكنوا من اللحاق بامتحانهم؟ وكم من موظف وموظفة لم يستطيع الوصول لعملهم؟.كم رب أسرة لم يصل إلى بيته؟. أضاف ياسر مجدى وهو مهندس أنه دفع تذكرة ذهاب وعودة وورائه مناقصات وشغل مهم يضطره لدفع 16 ألف جنيه فذهب لاسترداد تذكرة فرفضت المحطة قائلا: "الحكومة لاتعبر عن الحكومة, والوزير والرئيس فاشلين والذى يدير البلد هو مكتب الإرشاد, هو مين الرئيس الشاطر ولا بديع". واستاء محمد محمود مسافر إلى الاقصر من سائقى القطارات أنهم يريدون مصلحتهم فقط قائلا: "على الرغم من سوء خدمات القطارات والتأخر الدائم، إلا أن سائقي القطارات لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية، لأن إضرابهم ليس لتحسين الخدمة، إنما لزيادة مقرراتهم المالية''. بينما وصف احمد بدر احمد مسافر إلى الاقصر أن قيادات الهيئة والوزارة بالفشل لانهم يعلمون بالإضراب منذ أسبوع، ولم يحركوا ساكنًا مضيفًا: ''بين هذا وذاك، يدفع المواطن الثمن بسبب طمع بعض الموظفين وفشل القيادات''. أضاف عبدالناصر إبراهيم مسافر إلى قنا أن استغلال سائقى السيارات للأزمة ورفعوا تعريفة الركوب، مما أدى إلى بقائنا فى المحطات مشيرا إلى موقف الترجمان زادت تعريفة الميكروباص أكثر من الضعف في مختلف المواقف. وقدر مصدر مسئول بهيئة سكك حديد مصر "لبوابة الوفد" أنها تبلغ الخسائر بعد إلغاء ما يقرب من 1100 رحلة وإعادة الركاب آلاف التذاكر واسترداد ثمنها أمس ب 4 ملايين جنيه (قرابة 600 ألف دولار). يذكر أن سائقى القطارات يواصلون إضرابهم عن العمل لليوم الثانى للمطالبة بزيادة سعر الكيلو متر من 10 قروش ل25 قرشا، وصرف حافز إضافي للسائقين، وتوفير التأمين الصحي لهم ولأسرهم، وصرف بدل راحات شهريًا ووجبة للسائق على مدار السنة حيث تُصرَف بشهر رمضان فقط، وزي رسمي يليق بالسائقين العاملين بالهيئة، وعمل كارنيه خاص بهم ومساواتهم بالعاملين بقطاع مترو الأنفاق بالقاهرة وصيانة جرارات القطارات لراحة السائق وسلامة المواطنين المسافرين. شاهد الفيديو http://: http://youtu.be/_vapxQtAKJE