سيناء العمق الاستراتيجى لمصر شرقاً، والرباط التاريخى بين مصر والأشقاء العرب، فقد وضع الرئيس السيسى على عاتقه منذ توليه الحُكم خطة لتنميتها، بهدف توفير مستقبل أفضل لأهالى سيناء، وربط هذا الجزء الثمين بأرض وادى النيل، وإحيائه من جديد بعد أن حاول الإرهاب تدميره وتسليمه للأعداء. وبفضل خطط التنمية الشاملة فى سيناء تحولت اليوم إلى «عروس»، إذ تم توفير العديد من الوظائف للشباب من خلال المشروعات التى نُفذت، كما تم بناء الجامعات والمساجد والمساكن للشباب، بالإضافة للمشروعات الاقتصادية والكبارى والأنفاق التى قربت الكثير من المسافات، فضلا عن استصلاح واستزراع آلاف الأفدنة على الأرض الغالية، وغيرها من مشروعات فى مختلف المجالات حققت طفرة كبيرة على أرض الفيروز. فى هذا الصدد قال اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، إن عمليات التنمية فى سيناء استهدفت تغيير الفكر، وهو أن سيناء قديمًا كانت أرض عبور وليست أرض إقامة، لافتاً إلى أن الجيش المصرى دائما كان يعبر سيناء لمواجهة الأعداء فى الشام، وبعد أن زُرعت إسرائيل على الحدود المصرية أصبح العدو متربصا على الحدود، ومن هنا كان لا بد من تغيير الفكر الاستراتيجى، وهو أن سيناء أرض إقامة وليست عبور، ولذلك كان لا بد من تحقيق التنمية على أرض سيناء لتكون مناسبة للأهالى. وأضاف «الغبارى»، فى تصريح ل«الوفد»، أنه كى يتم توفير فرص عمل وإنشاء مصانع وتنفيذ المشروعات كان لا بد من توفير طرق ووسائل اتصالات بين قناة السويس من الشرق للغرب، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ أنفاق وحوالى 5 كبارى وتم مضاعفة المعديات. وتابع مدير كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، «تم إنشاء مشروعات قومية كبرى لسحب السكان لسيناء، ولتنفيذ هذه المهمة كان لا بد من تنفيذ الخدمات الطبيعية التى يحتاجها المجتمع، وهذا ما قام به الرئيس فى مخططه»، لافتًا إلى أنه تم إنشاء مستشفيات وجامعات، وتم فتح عدد من المدارس مع إنشاء قرى بدوية على أراضٍ تصلح للزراعة، كما تم إدخال أبناء سيناء فى الجهاز الإدارى، ومن هنا تحققت الطفرة الكبيرة فى عملية التنمية فى سيناء. اللواء محمد الغبارى: تنمية سيناء بدأت بتغيير الفكر. وأشار إلى أن سيناء أصبحت بها اليوم ميناء محورى فى العريش، ومطار فى البردويل لتصدير الأسماك، ومطار المليز التجارى الكبير، بالإضافة ل7 مصانع للرخام، ومصانع الرمل الأبيض لتوفير الطاقة، موضحا أن كل هذا بهدف تحقيق التنمية للمجتمع السيناوى ووضعه على مسار التحضر، وتنمية الجنوب. وتوقع أن تكون سيناء فى المستقبل مثل الوادى، وستزيد الكثافة السكانية فيها وهذا هو الهدف من عمليات التنمية. اللواء محمد غباشى: عمليات التنمية حققت الأمن والأمان لأهالى سيناء. وفى ذات السياق، أكد اللواء محمد غباشى، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن الرئيس السيسى بعد ثورة 30 يونيو قرر تنفيذ تنمية حقيقية على أرض الواقع، لافتا إلى أن عمليات التنمية شملت كافة مناحى الحياة، سواء على شكل استثمارات وتوفير فرص عمل، وتوفير مساكن تليق بالمواطنين، وكانت تحتاج الانتقال لمسافات طويلة، مثل مكاتب البريد والشهر العقارى، وغيرها من خدمات حيوية للمواطنين لتوفير حياة كريمة لأهالى سيناء. وأضاف غباشى، أن عمليات التنمية ساعدت فى ارتفاع نسبة الأمان، متابعًا «بعد العملية سيناء 2018 التى قضت على منابع الإرهاب، بدأت عمليات التنمية والبناء». الأمن فى سيناء مرتبط بالتنمية. أما اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقًا، فقال إن التنمية والأمن هدفان مرتبطان يسيران فى طريق واحد، ومن أجل تحقيق الأمن فى سيناء يجب أن يكون هناك تنمية والعكس، لافتا إلى أنه كان من الضرورى زرع سيناء بالبشر وتغيير طبيعتها السكانية. وأكد رشاد أن عمليات التنمية بثت فى نفوس الأهالى فى سيناء إحساس أنهم جزء من الوطن، وحققت لديهم حافز الدفاع عنه. وتابع «مشروعات التنمية وتوفير الوظائف وفرت الكثير من الأمان والاستقرار للمواطنين والشباب السيناوى، وهذا الأمر كان يحتاج له الأهالى منذ سنوات طويلة قبل الثورة». كانت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، كشفت فى تقرير، حول خطة التنمية المستدامة للعام المالى (21/2022)، وتحقيق رؤية مصر 2030، أن عدد المشروعات التنموية بالمحافظة يصل إلى 152 مشروعًا، وأن قيمة الاستثمارات العامة الموجهة لمحافظة شمال سيناء بخطة عام 21/2022 تبلغ 6٫2 مليار جنيه، وهى بنسبة زيادة 47% عن خطة عام 20/2021. اللواء محمد رشاد: القضاء على الإرهاب والتنمية هدفان يسيران فى اتجاه واحد. وفيما يتعلق بالتوزيع القطاعى للاستثمارات العامة المستهدفة بمحافظة شمال سيناء بخطة عام 21/2022 أشار تقرير وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى توجيه استثمارات بقيمة 2 مليار جنيه لقطاع الإسكان وتطوير العشوائيات، بنسبة 32٫4%، يليه قطاع النقل بقيمة 1٫6 مليار جنيه بنسبة 25٫9%، ويخص قطاع الموارد المائية والرى 624٫1 مليون جنيه بنسبة 10٫1%، وقطاع التعليم العالى والبحث العلمى 365 مليون جنيه بنسبة 5٫9%، أما قطاع التنمية المحلية فيخصه 319 مليون جنيه بنسبة 5٫1%، ويخص القطاعات الأخرى استثمارات بقيمة 1٫3 مليار جنيه بنسبة 20٫6%. كما كشف التقرير عن أن أهم المستهدفات التنموية بقطاع الإسكان وتطوير العشوائيات بمحافظة شمال سيناء فى خطة 21/2022، تتمثل فى توجيه نحو 458.5 مليون جنيه لخدمات مياه الشرب والصرف الصحى، ويبلغ عدد المشروعات التنموية فى هذا القطاع 43 مشروعا منها استكمال إنشاء 17 تجمعاً تنموياً بالمحافظة بتكلفة 755 مليون جنيه، إلى جانب تطوير مناطق عشوائية بالمحافظة بتكلفة 100 مليون جنيه، وفى قطاع التنمية المحلية تتمثل أهم المستهدفات التنموية فى رصف طرق محلية بحوالى 128.6 مليون جنيه، توجيه 59 مليون جنيه لتدعيم شبكات الكهرباء بالمحافظة، إلى جانب توجيه 15.5 مليون جنيه لخدمات تحسين البيئة، ومن المستهدف تنفيذ 34 مشروعا تنمويا فى هذا القطاع. ومن أبرز المشروعات القومية فى سيناء إنشاء المجمع الصناعي للرخام بمنطقة الجفجافة بوسط سيناء بتكلفة 805 ملايين جنيه، بطاقة 3 ملايين م2 سنوياً، فضلاً عن بلوغ الطاقة الإنتاجية لمصنع العريش 7 ملايين طن سنوياً، أما بالنسبة لمنظومة التعليم قبل الجامعى، تم إنشاء 440 مدرسة وأكثر من 2000 فصل، فضلاً عن إنشاء 61 مدرسة صناعية و19 مدرسة زراعية و39 مدرسة تجارية و6 مدارس فندقية. كما قامت الدولة بتمويل 42.5 ألف مشروع من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بتكلفة نحو 1.8 مليار جنيه حتى فبراير 2022، وتم تمويل 5428 مشروعاً من المشروع القومى للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية بتكلفة 749 مليون جنيه، وهذه المشروعات وفرت 38.4 ألف فرصة عمل حتى نهاية فبراير 2022، كما تم الموافقة على تمويل 788 مشروعاً من صندوق التنمية المحلية بإجمالى استثمارات بلغ 5.5 مليون جنيه بشمال سيناءوالإسماعيليةوالسويس حتى منتصف أبريل 2022. وبالنسبة لمشروعات إمداد سيناء بالمياه، بلغت الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف بحر البقر 5.6 م3/يوم للمساهمة فى استصلاح نحو 456 ألف فدان، كما بلغت الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف المحسمة مليون م3/يوم لزراعة ما يقرب من 60 ألف فدان. أما منظومة الرى وحماية سيناء من أخطار السيول، تم الانتهاء من الأراضى الجديدة ضمن المرحلة الأولى لمنظومة الرى الحديث فى شمال سيناءوالإسماعيليةوالسويس 95.7 ألف فدان، وتم إنشاء 423 منشأة حماية من السيول بشمال وجنوب سيناء حتى ديسمبر 2021، وفى محافظتى الإسماعيلية وبورسعيد تم تأهيل وتبطين 86.5 كم من الترع.