الضباط الثلاثة وأمين الشرطة الذين تحتجزهم حركة حماس وتساوم بهم على عدم هدم الأنفاق بين سيناء وغزة، تعد كارثة حقيقية تسبب فيها الرئيس محمد مرسى، ويوم التقى الرئيس بزوجات الضباط أنكر معرفته بحقيقة وضع هؤلاء الضباط وقال إنه سيكلف الداخلية بالبحث عنهم، فى حين أنه يعرف كل ملابسات الأمر ويعرف أن قادة حماس قد قاموا بعملية اختطاف لهم مقابل الإفراج عن أبوعمر الليبى الشخصية الجهادية التى تريد أن تفرض سيطرتها على سيناء، وكان للمشير حسين طنطاوى موقف مشرف فى هذا الشأن، فقد رفض تماماً الانصياع لأمر قادة حماس ورفض بشدة إطلاق سراح هذه الشخصية الجهادية المنتمية إلى القاعدة وبعد انتقال سلطة الحكم إلى الرئيس محمد مرسى، قام على الفور بالإفراج عنها، ونسى أن هناك ضباطاً وأمين شرطة تحتجزهم حركة حماس. وجاء اليوم الذى تساوم فيه «حماس» على قضية أمن قومى بالدرجة الأولى، لقد اشترط قادة حماس للإفراج عن الضباط، وقف عمليات هدم الانفاق، فى حين أن هذه ليست مسألة «هينة»، فهدم الأنفاق عملية أمن قومى لمصر، ولا يمكن أن تتخلى عنها القوات المسلحة المصرية، بسبب وجود الأطماع الشديدة فى سيناء، وتصد واضح جداً لأى أمل إسرائيلى أو فلسطينى فى توطين الفلسطينيين فى سيناء المصرية.. والمعروف أن إسرائيل بالاتفاق مع الفلسطينيين لا يغضون الطرف أبداً عن سيناء، ويوم قامت مصر ببدء عمليات تطهير أرض الفيروز من عناصر الإرهاب وأصحاب المطامع الخاصة، استشاطت حماس وتل أبيب غضباً لأن معنى ذلك تحطيم أحلام الطرفين ومطامعهم فى الأرض المصرية الغالية على كل مصرى وطنى.. ورغم كل المواقف والظروف التى أحاطت ولا تزال بمصر من انهيار سياسى واقتصادى واجتماعى وفوضى أمنية لم تشهدها البلاد من ذى قبل، إلا أن جيش مصر الباسل، لم تغمض له عين أو يقفل له جفن أو تمنعه هذه المواقف المريبة من الحفاظ على حدود البلاد وصد كل معتد أثيم يريد أن ينال من أى شبر بالأرض المصرية، وفى ظل كل هذه الظروف غير الطبيعية تصدى الجيش المصرى ولايزال لكل الألاعيب والمخططات التى تهدف إلى تنفيذ مخططات شيطانية فى سيناء.. ويتم ذلك فى الوقت الذى يعلن فيه أبوالعلا ماضى تصريحات سواء كانت منسوبة للرئيس أو قائلها، فالأمر سواء، بأن الجهاز الوطنى العظيم «المخابرات» يؤجر بلطجية للقيام بعمليات، ونسى الذين يتهمون المخابرات بالبلطجة، أن هذا الجهاز يعمل بالمخ وليس العضلات. أقول هذا بمناسبة أن الذى يتولى ملف الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المختطفين هو جهاز المخابرات الذى يرفض تماماً أية مساومات على أمن مصر الوطنى والقومى، وحتى الضباط أنفسهم يؤمنون بذلك، فلو تم تخييرهم ما بين ما يمس الأمن القومى المصرى وأنفسهم، لرفضوا بشدة أية مساومات فى هذا الشأن فمصر أهم من حياتهم وأبقى من الجميع.. هذه هى حماس التى لن تمن مصر عليها بما فعلته من أجلها، وستظل القاهرة معطاءة لن تقصر فى دورها الوطنى تجاه الفلسطينيين وغيرهم من العرب الذين نسوا أنفسهم ويتطاولون. وصول جماعة الإخوان إلى الحكم تسبب فى تطاول دويلات وشعوب عربية صغيرة على «أم الدنيا»، والأخطر من ذلك أن قيادات الإخوان يقومون بمجاملة قادة حماس على حساب الوطن المصرى والمواطن المصرى العظيم.. ويحبس المصريون آهاتهم فى صدورهم، وفضلوا أشقاءهم العرب وخاصة الفلسطينيين على أنفسهم، فالمصريون يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة!!.. لا تحسبوا أن المصريين يخيل عليهم أزمة السولار والبنزين، فمنذ متى ومصر تشكو هذه الأزمة، إنها ظهرت فجأة بعد الثورة، وصدرت تعليمات إلى الوزراء المختصين بتبرير الأزمة بأسباب واهية.. وفى حقيقة الأمر، فإن الكميات الناقصة التى يشكو منها المصريون حصل عليها إخواننا فى «حماس».. لكن الذى يغيظ القلوب فعلاً ويصيبها بالحسرة والألم، أن تساوم حماس مصر على حياة ثلاثة ضباط وأمين شرطة احتجزوهم لديهم!!. الذين يتصورون أن مصر ستنقاد وراء المخططات «الحمساوية» أو الإخوانية فإنهم واهمون ولا يعرفون حقيقة الشعب المصرى العظيم الذى يرفض المساومة على وطنه.. الوطن أغلى من الابن والأب والأم والزوجة ومن حياة المصرى نفسها.. فالوطن باق والجميع زائل وإذا كان الإخوان اليوم فى الحكم فغداً مفارقون..والكارثة التى وضع الرئيس مرسى أركانها بشأن المساومة لن يغفرها له التاريخ ولا المصريون أبداً.