تشهد المملكة المتحدة أكبر إضراب للقطارات منذ أكثر من 30 عامًا، إذ تطالب نقابات العاملين في القطاع بتحسين الأجور وظروف العمل. وأعلنت النقابة الوطنية ببريطاينا لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل RMT عن تنفيذ إضراب عن العمل ل24 ساعة في مترو لندن، بعد يوم إضراب، الأسبوع الماضي، عوّق بشكل كبير حركة النقل في العاصمة البريطانية، وفي أيام أخرى في مارس الماضي. وعرقلت الحركات الاحتجاجية للنقابات المعنية عدة نشاطات رياضية وثقافية واسعة النطاق، مثل مهرجان الموسيقى في غلاستونبوري. وكانت قد أكّدت النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل، في بيان، أن "أكثر من 50 ألف موظف في السكك الحديدية سيُضربون عن العمل في إطار 3 أيام من الإضراب الوطني في وقت لاحق من الشهر الحالي، في أكبر نزاع في القطاع منذ 1989»، حين تمّت خصخصته. ولفتت إلى أن الاحتجاج مرتبط ب"عجز أرباب العمل عن التوصل إلى حلّ وسط، يتم التفاوض عليه مع النقابة". وشددت النقابة على أن الشركة المشغلة لمعظم السكك الحديدية في بريطانيا «نيتوورك ريل» Network Rail تنوي إلغاء 2500 وظيفة على الأقلّ في صيانة السكك، في إطار خطة لتوفير ملياري جنيه إسترليني. وقالت: "فرضت (نيتوورك ريل) وشركات النقل بالسكك الحديدية تجميداً على أجور موظفيها سنوات عدة، وتخطط لإلغاء آلاف الوظائف، ما سيقضي على أمن السكك الحديدية". وقال الأمين العام للنقابة مايك لينش "لدينا أزمة في تكاليف المعيشة، ومن غير المقبول أن يخسر عمال السكك الحديدية وظائفهم، أو أن يواجهوا عاماً جديداً من تجميد الأجور" في ظلّ تضخّم متزايد. ومن جانبه حذّر وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، عبر قناة سكاي نيوز، الأربعاء، من تأثير الإضراب عن العمل على الاقتصاد الذي يحاول التعافي بعد جائحة "كوفيد 19". وقال "لسنا طبعاً مؤيدين لقرار النقابات. إذا حصلت هذه الإضرابات، فلن يلحق ذلك الضرر بالمسافرين فحسب، بل أيضاً على ما أعتقد بالعاملين، لأننا نحتج إلى قطاع مستدام". وذكّر بأن قطاع السكك الحديدية تلقى مساعدة من القطاع العام بقيمة 16 مليار جنيه إسترليني خلال جائحة "كوفيد 19" لمواصلة عمله، داعياً جميع الأطراف إلى الحوار لمحاولة "إيجاد مخرج".