الدكتور سمير محمود انتقد الدكتور سمير محمود خبير الإعلام بالاتحاد الدولي للصحافة العلمية تناول الإذاعات والفضائيات العربية لقضايا العلوم والتكنولوجيا . وقال "محتوى الإذاعات والفضائيات وإن كان علمياً ووثيق الصلة بالعلوم وبمفهوم الثقافة العلمية ، إلا أن طريقة عرض المحتوى العلمى وما يحيط بالعرض من ظروف ومعوقات تحول دون وصول الرسالة الإعلامية العلمية، حيث الديكورات الفقيرة والإضاءة المتواضعة، وأماكن التصوير غير ملائمة ، وسوء التقديم والعرض ، وكثرة الفواصل المفتعلة لقطع السياق البرامجى والتدفق المعلوماتى، وكثرة المواد الفيلمية الأرشيفية الفقيرة وكثرة اللقطات المكررة بلا مبرر ، والأصوات الخارجية المشوشة ، والإخراج الباهت ، وافتقاد التواصل مع الجمهور ، إضافة لعدم ثبات توقيتات البث والإذاعة وكثرة مرات تأجيل العرض ، والبث فى توقيتات لا تحظى بمعدلات استماع أو مشاهدة تذكر ، وغياب التنويه عن هذه البرامج ، وعدم وجود معلومات عنها بالخريطة البرامجية أو بالمواقع الالكترونية للإذاعات أو الفضائيات العربية والناطقة بالعربية فضلا عن سيطرة هيئات البث والتلفزة الوطنية واحتكارها لإنتاج هذه النوعية من البرامج بفكرها وميزانياتها ، وقوالبها وأشكالها البرامجية الجامدة ، وعدم الاهتمام بتسويق هذه البرامج والمشاركة بها فى مسابقات ومهرجانات إعلامية ، على غرار ما تنتجه قنوات "History, Discovery ، National geographic، Animal planet " وتسوقه بالعالم كله ، إضافة لغياب التنويه عن البرامج العلمية فى معظم الصحف العامة ووسائل الإعلام السائدة والوطنية أو الخاصة بعالمنا العربى وأضاف "هذا كله ، يحول دون وصول الثقافة العلمية ونشرها وانتشارها والاهتمام بها جماهيرياً." وقال "محمود" إن الصلة شبه مقطوعة بين هذه النوعية من البرامج وواقعنا العربى ، مضيفا :"علاقة هذه البرامج بالواقع العربي شبه منعدمة على مستوى صناع القرار التنفيذيين ، الذين من النادر أن يتجاوبوا مع البرامج العلمية سواء بالظهور أو الرد على ما تثيره من قضايا ومشكلات، وبحيث بدت القضايا العلمية وكأنها شاناً يخص العلماء وحدهم". وأضاف " الجمهور العام يغيب تماماً عن البرامج العلمية، سواء من حيث المشاركة فى المحتوى البرامجى كمصدر من مصادر المعلومات أو المشكلات أو كشريك فى الحوار بشأنها سواء من داخل الاستديوهات الإذاعية والتليفزيونية ، أو عبر الاتصال بهذه البرامج بأى صورة من صور التواصل سواء بالبريد العادى التقليدى أو الإلكترونى أو الرسائل القصيرة SMS أوعبر الاتصالات الأرضية أو الجوالة بهذه البرامج ، الأمر الذى يكرس فى النهاية عزلة الجمهور عن الشأن العلمى وعن القضايا العلمية والبرامج العلمية والعكس ، وتبقى هذه البرامج بلا جماهيرية تذكر مع استثناءات طفيفة كما فى حالات برامج إذاعات البرنامج الثانى السعودى ، وصوت العرب والبرنامج الثقافى المصرى والإذاعة الثقافية التونسية ، أما فى التليفزيون فيظل التميز حكراً على بعض البرامج التى تبث عبر " الجزيرة الوثائقية القطرية ، المجد الوثائقية السعودية ، بعض برامج قناة المنارة العلمية المصرية المتخصصة، برامج ال "بى بى سى"، والبرامج الوثائقية العلمية التى تبثها قناة روسيا اليوم . وأشار "محمود" إلى ندرة برامج الهواء المباشرة العلمية سواء فى الإذاعات أو الفضائيات العربية او الناطقة باللغة العربية ..وقال" جاءت نسبة البرامج الإذاعية المباشرة 22.7 % ، أما البرامج التليفزيونية المباشرة فبلغت نسبتها 11.1 % فقط ، وهو ما يعنى افتقاد هذه البرامج للتواصل الجماهيرى والتفاعلية التى تشهدها برامج التوك شو وغيرها من البرامج واسعة الانتشار فى العالم العربى. واكد الدكتور سمير محمود على افتقاد البرامج العلمية بالإذاعات والفضائيات العربية إلى التنوع فى الأشكال البرامجية المستخدمة، وغياب العديد من الأشكال التى يمكن أن تثرى النقاش وتوسع دائرة جماهيرية هذه البرامج ، مثل المائدة المستديرة، وبرامج المسابقات وبرامج التوك شو العلمية ، وكذلك التقارير العلمية، على غرار التقارير السياسية فى البرامج الإخبارية. وأرجع أسباب تراجع البرامج العلمية في وسائل الإعلام العربية إلى ضعف ميزانيات الإنتاج العلمى ، مما يؤدي الى قصر مدد البرامج وفقر الإعداد والتنفيذ، وضعف الصورة والاعتماد على مواد فيلمية أرشيفية بالنسبة للتليفزيون ، وفقر ديكورات التصوير ، وتكرار استضافة مصادر بعينها فى البرامج العلمية الإذاعية والتليفزيونية، وتكرار عرض المشاهد واللقطات ذاتها والاعتماد شبه الكامل فى بعض البرامج على مواد فيلمية مستوردة من الخارج عن بيئتنا العربية ، وعدم تغطية الصور واللقطات للموضوعات بشكل كاف، وهو ما تسبب فى فقر المحتوى الكلى للبرامج وفقر الشكل والأساليب الفنية فى العرض والتقديم ، ومن ثم افتقاد عنصر الجذب الجماهيرى المطلوب لهذه النوعية من البرامج. أوصى خبير الإعلام بضرورة الارتقاء بمستوى الإعداد العلمى الإذاعى والتليفزيونى المتخصص وتأهيل مخرجى ومصورى هذه البرامج ، وتكوين كوادر قادرة على استيعاب رسالة العلم وتقديمه بصورة مبسطة و متعمقة للجمهور العام والمتخصص على السواء.وبحيث يلتف حولها الناس مثلما كان يحدث فى الثمانينيات والتسعينيات مع برنامج العالم الراحل الدكتور مصطفى محمود " العلم والإيمان". وطالب بتوسيع دائرة الاستعانة بالدراسات والبحوث والتقارير الصادرة عن المراكز العلمية العربية المتخصصة ، لتقديم معلومة علمية رصينة ، وتنويع المصادر البشرية من ضيوف البرامج العلمية ، كل حسب تخصصه وبحيث لا يظل المشاهد أسيراً لأسماء بعينها وأراء بعينها طوال الوقت. وبالنسبة للفضائيات العربية ، أوصى محمود بتقليص الاعتماد على المواد الفيلمية الأرشيفية ، والعمل على توسيع دائرة النزول بالكاميرا إلى الميدان وإلى الناس ، وإلى الظواهر العلمية فى بيئتها العربية الطبيعية بدلاً من ترك الجمهور العربى نهباً لمحتوى علمى يقدمه الغرب الأجنبى عن بيئتنا العربية ، أو أن نتابع ظواهر كالكسوف والخسوف عبر فضائيات العالم أو فضائياتنا التى تكتفى بالفرجة والنقل عن الآخرين. تجدر الإشارة إلى أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية سينظمان مدينة الرياض المؤتمر الدولي للثقافة العلمية الذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال الفترة من 13 وحتى 16 أبريل الجاري