أيام امتحانات الثانوية وما قبلها، لها خصوصية فى مصر، وفى مثل تلك الحالات تصبح نصائح الخبراء والمتخصصين، عن الطريقة المثلى للتعامل فى مثل هذه الأيام، واحدة من الأمور التى يجب أن تكون نصب عين كل رب أسرة له ابن أو ابنة فى الثانوية العامة. الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، وجه عددًا من النصائح المهمة لطلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور قبل أيام قليلة من بداية امتحاناتهم.. وقال: «أكبر عائق للطلبة هو مشكلة التوتر خلال فترة الامتحانات، مما يعرضهم لأعراض جسمانية مزعجة مثل القولون العصبى وآلام المعدة والشعور بالإرهاق والضيق». ويضيف: «على أولياء الأمور الابتعاد عن الضغط النفسى والعصبى على أبنائهم وحثهم على المذاكرة طوال 24 ساعة، لأنه لابد من أوقات للراحة وممارسة بعض الأنشطة الترفيهية». وتابع: «نعذر أولياء الأمور على خوفهم على أبنائهم، كما أنهم دفعوا مبالغ طائلة فى الدروس الخصوصية والمراجعات، ولكن لا يجب تذكير الطالب بها بشكل متكرر، أو نقوم بإلقاء اللوم عليه قبل فترة الامتحانات من أجل حثه على المذاكرة بشكل أكبر من طاقته، وعلى الآباء والأمهات أن يتحلوا بالهدوء قدر الإمكان من أجل إقامة علاقة صداقة مع أبنائهم وهو ما يؤدى لحلول وسط مرضية لجميع الأطراف مع تخفيف العبء النفسى على أنفسهم وعلى أبنائهم». وقال «فرويز» إنه يجب على الطالب عدم الخوف من النسيان لأنه أمر طبيعى يحدث قبل الامتحانات لمعظم الطلبة ولكن وقت الامتحان يستطيع الطالب استرجاع المعلومات بشكل سهل والإجابة عن الأسئلة». وأكد استشارى الطب النفسى، أن هناك بعض الممارسات الخاطئة أثناء فترة الامتحانات يقوم بها الطلبة وحذر بضرورة الابتعاد عنها، وهى تقليل ساعات النوم، وتناول الكافيين وعدم أخذ استراحة والاستسلام لمشاعر الخوف والتوتر مما يؤثر على أدائه بالامتحانات.. وقال «على كل طالب ألا يحاول اتباع أسلوب مختلف فى استذكاره، بل عليه أن يسير بنفس النمط الذى سار عليه طوال العام، مع زيادة عدد ساعات الاستذكار وأخذ راحة عشر دقائق بعد مرور 50 دقيقة مذاكرة مما يساعد المخ على تخزين التفاصيل الدقيقة، والحرص على أخذ قسط كاف من النوم لا يقل عن 6 ساعات، ويتناول مأكولات صحية مثل صدور الدجاج واللحوم الحمراء أو السمك، بالإضافة إلى الإكثار من شرب العصائر والمياه بسبب حرارة الصيف المرتفعة، مشدداً على أن الأسرة لها دور مهم وهو تهيئة جو ومكان مناسب للمذاكرة، وعلى الطلاب تجنب الجلوس على السرير أو فى أماكن النوم أثناء المذكرة، ويفضل أن تكون المذاكرة فى مكان مفتوح، وبصوت عالٍ. من جانبها، أكدت إنشاد عزالدين، أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أن معظم الأسر تقوم بدعم أبنائها طوال العام بالدروس الخصوصية والمراجعات النهائية من أجل أن يحصل أبناؤهم على التفوق الكبير، ولكن تحول الامتحان إلى «البابل شيت» منذ العام الماضى مما جعل هناك تخوفًا كبيرًا من أولياء الأمور على مستقبل أولادهم، فلجأوا بشكل أكبر إلى الدروس الخصوصية والمراجعات النهائية». وأضافت «عزالدين» أنه يجب أن يكون هناك جو ملائم للمذاكرة، ويتسم المنزل بالهدوء والاهتمام بالتغذية وشرب السوائل لأنها تساعد الطالب فى المذاكرة، ويكون هناك تعاون من أولياء الأمور مع أبنائهم وعدم الضغط عليهم، حتى لا يكون هناك خوف كبير من الامتحان ودعمهم من الناحية النفسية وطمأنتهم، بأن أيا كانت النتيجة فلن يكون هناك عقاب قاس وعدم القاء اللوم وتحميلهم عبئًا كبيرًا. وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أنه يجب على أولياء الأمور إبعاد جميع طلاب الثانوية العامة عن جميع الأخبار السلبية التى تذاع عبر وسائل مواقع التواصل الاجتماعى والتركيز فى مستقبلهم خاصة مسألة «البابل شيت» ورقم الجلوس والنماذج الاسترشادية التى أثارت الجدل مؤخراً بين أولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم. وقالت بثينة عبدالرؤوف الخبيرة التربوية، إن امتحانات الثانوية العامة تتم بنظام «البابل شيت» ولهذا يجب ضرورة التدريب على الامتحان، حتى يتمكن الطالب من معرفة شكل ورقة الأسئلة وطريقة الحل وكيفية تعديل الإجابة داخل الورقة، لأن ذلك يمكن الطالب من معرفة كل التعليمات الخاصة بالإجابة عن الأسئلة، مشيرة إلى أن ووزارة التربية والتعليم، أكدت أن الهدف الرئيسى من «البابل شيت» هو تحقيق العدالة بين طلاب الثانوية العامة من خلال مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب عن طريق قياس أنماطهم الفكرية والذهنية، وبالتالى يجب على الطالب الابتعاد عن الحفظ حتى يستطيع الإجابة عن الأسئلة. وأضافت الخبيرة التربوية، أنه يجب على أولياء الأمور مساعدة الأبناء بدعم نفسى خاصة فى فترة ما قبل الامتحانات لأنها تسهم بشكل كبير فى هدوئهم أثناء الامتحان وعدم الضغط عليهم، وتطوير مهاراتهم الذهنية عبر التركيز على الفهم والاستنباط، وعدم تخويف الأبناء من الامتحان وطريقته التى تربك كثيرًا الطلبة وقت أداء الامتحان. وأشارت إلى أن التعليم فى السنوات الأخيرة، وصل إلى مرحلة متأخرة ومن أحد أسبابها هو الدروس الخصوصية والمراجعات النهائية لامتحانات الثانوية العامة، بكافة أشكالها سواء الإلكترونى أو الحضورى مع المعلم، حتى صار أشبه بتجارة أكثر منه عملية تعليمية وتطوير لمهارات الطالب الاستيعابية، ولذلك أصبح من أكبر «البيزنس» دخلاً لبعض المدرسين، وأصبح يدر عليهم أموالًا كبيرة ولذلك نحذر الطلبة من خداع بعض المدرسين الذين يدعون أنهم قادرون على التنبؤ وتوقع الامتحان، خاصة فى ظل امتحان «البابل شيت» يضع صعوبة كبيرة لتلك التوقعات.