كشفت دراسة حديثة عن أن التفاعل بين الأم والطفل في مرحلة الرضاعة عامل مؤثر في سلوك الطفل في مراحل العمر المتقدمة مشيرة إلي أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من التعرض لاضطرابات السلوك. وذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية التي نشرت الدراسة أن 4٪ فقط من الأطفال الذين تعرضوا للرضاعة الطبيعية يعانون من مشاكل سلوكية في مقابل 16٪ من الأطفال الذين تعرضوا لتناول الحليب الصناعي عوضا عن الرضاعة الطبيعية في المرحلة العمرية قبل سن خمس سنوات. وتذكر الصحيفة أن فريق بحثي من جامعات إسكس ونيويورك بأكسفورد بالتعاون مع كلية لندن الجامعية توصلوا إلي نفس النتيجة التي كشفتها تلك الدراسة بعد إجراء بحث موسع استخدم فيه الباحثون بيانات من الدراسة الحالية وقاموا بإجراء دراسة استقصائية علي الأطفال الذين ولدوا في المملكة المتحدة خلال فترة 12 شهرا بين عامي 2000 و 2001 وشارك بالبحث أكثر من 10 آلاف من الأمهات والأطفال والآباء حيث تم إجراء عدد من المقابلات معهم أولها عندما كان الطفل في عمر تسعة أشهر، ومقابلات متعددة كل سنتين. وسأل الباحثون الآباء حول الصعوبات التي يواجهوها مع سلوكيات أطفالهم وشملت هذه المشكلات القضايا العاطفية مثل التعلق الزائد والقلق وفرط النشاط مثل الأرق، ومشاكل السلوك مثل الكذب والسرقة. وتوصل البحث إلي نفس النتيجة التي تفيد بارتفاع معدلات إصابة الاطفال بالمشكلات السلوكية إذا لم يتعرضوا للرضاعة الطبيعية وأرجع الباحثون ذلك إلي تفسيرين محتملين أحدهما أن حليب الأم يحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية الأساسية التي تساعد في تطوير وظائف الدماغ والجهاز العصبي المركزي لدي الطفل والاحتمال الآخر هو أن الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى مزيد من التفاعل بين الأم والطفل وهو ما يعلمه أفضل السلوكيات المقبولة وبالتالي ضعف تعرضه للمشكلات السلوكية. من جانبه رجح بيتر كيندرمان أستاذ علم النفس بجامعة ليفربول أن يكون الاحتمال الثاني أكثر تأثيرا مشيرا إلي أن الروابط الإيجابية بين الوالدين والطفل مفيدة من أجل نمو الطفل وتطوره .