أثارت مفترسة السفن الروسية الرعب لدى دول حلف الناتو، باعتبارها الأكثر فتكا في كافة المنظومات العسكرية، ومدى تحملها في حمل الرؤوس النووية العابرة للقارات واستعرضت موسكو مؤخرا "مفترسة السفن"، بالساحة الحمراء خلال مايو، في ذكري الاحتفال ب"يوم النصر". قدراتها الخارقة ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الصن" البريطانية، الاثنين، استعرضت ان "توبوليف تي يو-22 إم" الأكثر فتكا، تستطيع حمل قنابل نووية لآلاف الكيلومترات وإلقاء ما يصل إلى 24 طنا من القنابل. وصممت هذه القاذفة النووية الاستراتيجية، المعروفة لدى حلف الناتو باسم "باك فاير"، لاستهداف الأساطيل البحرية المعادية خلال الحرب الباردة. ويبلغ مدى هذه الطائرة حوالي 7 آلاف كيلومتر، ما يضع أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة ضمن نطاقها، بحسب، وفقا للصحيفة البريطانية. كما تعد توبوليف 22 امتدادا للقاذفة "تو-95 إم إس" التي دخلت الخدمة العسكرية عام 1956، لتكون مماثلة لقاذفات "بى 52" الأميركية. وصُنعت النسخة الأولى من توبوليف 22 إم 3 عام 1976، ودخلت الخدمة العسكرية فعليا 1983، كما أنها تستطيع حمل صواريخ كروز وقصيرة المدى أو قنابل نووية. وخلال الفترة من 1971 و1993 صنعت روسيا حوالي 500 طائرة من طراز توبوليف 22، وشاركت بعض تلك الطائرات في حرب أفغانستان، ثم حربيْ الشيشان خلال تسعينيات القرن العشرين، وجورجيا عام 2008، والحرب السورية. ويطلق العسكريون على هذه الطائرة، لقب "مفترس السفن" و"قاتلة "حاملات الطائرات"، فخلال إحدي التجارب السابقة، استطاع صاروخ " إكس -22" المجنح الأسرع من الصوت الذي أُطلق من "توبوليف" أن يفتح في جسم حاملة الطائرات فتحة بقطر 20 متراً. وهذا الصاروخ يستطيع قطع مسافة تصل إلى 500 كيلومتر بسرعة ألف متر بالثانية، وفقا لموقع "سبوتنيك" الروسي. ووفقا لتقارير عسكرية أعطت تلك القاذفات التي تعتبر الأقوى في العالم، روسيا تفوقا جويا كبيرا وكان بينها قاذفة "توبوليف". كما أن لها قوة تدميرية هائلة وقدرة على الطيران البعيد المدى بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتوجد منها طرُزٌ مختلفة. النشأة والخصائص وتوبوليف 22 صنعهتا شركة توبوليف الروسية التي تأسست عام 1922 لتعزيز الترسانة الجوية الروسية، لمواجهة المعسكر الغربي. وتتمتع بقدرات أبرزها: التزود بالوقود بالجو عبر خرطوم في الجزء العلوي من المقدمة، توفّر معدات استطلاع واستشعار بينها رادار جانبي من طراز (Shompol)، ومعدات تشويش إلكتروني متطورة. كما قادرة على حمل 10 صواريخ منوعة الطرُز والأحجام، لاستخدامها ضد المدرعات والأهداف الحصينة والخفيفة والأفراد، وتتميز بالإقلاع القصير والكفاءة في التحليق والسرعة العالية والطيران المنخفض. وتحلق الطائرة على ارتفاع 13 ألف قدم، بسرعة تصل إلى 2.327 كليو متر في الساعة، ويصل وزنها 58 ألف كيلوغرام فارغة، و112 ألف كيلوغرام بالحمولة، فضلا عن أن المدى العملياتي هو 7 آلاف كيلومتر، والمدى القتالي 2.410 كيلومتر. قوة أوكرانيا وعلى النظير الاَخر تمتلك أوكرنيا عددًا كبيرًا منها لكن من طراز "تو-22 " و"تو-22 إم" ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، تم تدميرها وفقا لإحدى الاتفاقيات.