أكد وزير الخارجية سامح شكري أن السنوات المئة الماضية، بما شهدته من أحداث وتحولات جذرية على الساحتين العالمية والإقليمية، عكست أن الدبلوماسية المصرية باتت تحظى برصيد ملموس من المصداقية الدولية والقدرة على التأثير والتفاعل مع التغيرات العالمية والقضايا المحورية. وأضاف وزير الخارجية، في كلمة مسجلة له في المؤتمر العلمي الذي نظمه مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس والذي أقيم بعنوان "وزارة الخارجية المصرية في 100 عام" والذي يقام بالتزامن مع احتفال جامعة عين شمس بمئوية وزارة الخارجية. وقال إن الدبلوماسية المصرية نجحت عبر عقود في التطوير المستمر لتحركاتها في دوائر السياسة الخارجية، وإيجاد دوائر أخرى وفق المستجدات والمعطيات الدولية المتوالية. وجاء ذلك في إطار تحركات واعية ومسئولية تراعي وتحافظ على محددات أمن مصر القومي من جهة، وتضطلع بما فرضه عليها موقعها الجغرافي وإرثها التاريخي من جهة أخرى. وأكد شكري أن الدبلوماسية المصرية تسلحت في تلك التحركات بدوافع ومبادئ وطنية راسخة تُلبي مصالح الوطن ويدافع عنها دبلوماسيون اؤتمنوا على مصالح مصر في الخارج، فدافعوا عنها بعزة وكبرياء وفخر. وأوضح وزير الخارجية، أن الدبلوماسية المصرية، وهى تحتفل هذا العام بمئويتها، فإنها تمضي قدمًا في مسيرتها الوطنية تحت لواء الجمهورية الجديدة في تثبيت حضور مصر الفاعل في مختلف المحافل والقضايا الهامة التي باتت تؤرق المجتمع الدولي، وتعزز من تواجدنا في النظام العالمي عبر الانخراط الجاد في تفاعلات الأطر الدبلوماسية المختلفة، والمُساهمة بفاعلية في وضع حلول لقضايا مُعاصرة كالبيئة وتغير المناخ، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وغيرها من القضايا الدولية المُلِّحة. وأكد شكري إن استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، تمثل برهانًا على الثقل المصري الفاعل في واحدة من أبرز القضايا الدولية، وشهادة ثقة جديدة على وضعية القاهرة في الساحة العالمية. كما أكد شكري، أن الحديث عن مئوية الدبلوماسية المصرية يستدعي بطبيعة الحال التطرق إلى قوى مصر الناعمة على تعدد أدواتها الدينية والثقافية والتعليمية والتي باتت تُشكل رافدًا جاريًا يُساهم في الارتقاء برسالة مصر الخارجية عبر إعمال تلك الركائز المؤثرة. وأشار إلى أن الجامعات المصرية، بما لها من رصيد أكاديمي وعلمي وثقافي وسمعة دولية مرموقة، تُعدُّ إحدى الأذرع الرئيسة لقوة مصر الناعمة، وتضطلع بدورها الداعم لدور الدبلوماسية في سياق مد جسور التواصل الحضاري والثقافي مع دول محيطنا العربي والإفريقي والإسلامي. فقد احتضنت جامعاتنا العديد من أبناء تلك الدول الشقيقة طُلابًا نهلوا من العلم والخبرة في قاعات التدريس جنبًا إلى جنب مع إخوتهم المصريين.