قررت اللجنة العُليا لمهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال إهداء تكريم خاص لاسم الفنانين الراحلين سمير غانم ودلال عبدالعزيز فى دورته السبعين والتى تحمل شعار«سبعون عامًا من العطاء»، الذى يفتتح اليوم حتى 27 من مايو الجارى. علق الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكى، ورئيس المهرجان، بأن إدارة المهرجان اختارت أسماء النجمين الراحلين فى هذه الدورة، لما قدماه من دور مهم للفن بشكل عام، والسينما بشكل خاص، فهما أصحاب بصمة واضحة فى تاريخ السينما المصرية، وطالما كرمهما المهرجان، واقيمت لهما العديد من الندوات لدورهما الهام والحيوى فى تاريخ الفن المصرى، بخلاف مساهمتهما الإنسانية والإجتماعية والتى تتوافق مع رسالة المركز الإنسانية والفنية على مدار سبعين عامًا منذ بدء نشاطه ومهرجانه السنوى، ومن المقرر أن تتسلم الجائزة ابنتهما دنيا سمير غانم بحضور تلامذته. وأضاف دانيال: تربطنى صداقة قوية بالراحلين، وكنا كثيرًا نجتمع لزيارة المرضى من نجوم الفن، وأغلب زيارتنا كانت للنجم جورج سيدهم، فهما يحملان جانبًا إنسانيًّا جميلًا، وكانا دائمى الود والمحبة لاصدقائهما من نجوم الفن، وكان آخر ظهور للنجم سمير غانم فى المركز الكاثوليكى خلال الدورة ال59 حيث احتفلنا بتكريمه بجائزة الريادة الفنية ككوميديان مصرى، وجمعه التكريم بأصدقاء عمره اسعاد يونس ولبلبة، وكان تكريمًا مليئًا بالمشاعر الطيبة لما تركه النجم الكبير من بصمة واضحة فى مجال الكوميديا، كذلك كان تكريم النجمة دلال عبدالعزيز دائما فى يوم العطاء الذى يقام احتفالا بأعياد المرأة المصرية فى شهر مارس، وكانت دائمة الحضور، فهى بجانب كونها نجمة مميزة، فهى أم وكثيرة العطاء لكل أبنائها فى الوسط الفنى وكانت سببا فى اكتشاف ومساندة العديد من النجوم. وقال دانيال إن شعار الدورة هذا العام يحمل عنوان«سبعون عاما من العطاء» وهو دورنا فى المركز كجهة دينية وتأكيد على رسالة الفن الهامة من أجل الأسرة والمجتمع، وهما الثنائى القوة الناعمة الحقيقية، ولذلك يحتفى المركز بإقامة المهرجان لمدة 70 عاما دون انقطاع، رغم الظروف الصعبة التى مرت بها مصر والعالم، ونتمنى أن تكون دورة مميزة وناجحة خاصة وأنها ستشهد عودة لحضور الجمهور وإقامة ندوات عقب عرض الأفلام وأن تحظى بحضور أكبر عدد من النجوم للتحاور مع جمهورهم، ويحيى حفل الافتتاح الفنانة غادة رجب وتقدمه المذيعة لميس سلامة. كما قررت إدارة المهرجان منح جائزة التميّز الإعلامى للإعلامية د. درية شرف الدين، لاعتبارها من رواد العمل الإعلامى بالتلفزيون المصرى، ولدورها القيادى المشهود له فى جميع المناصب التى تولّتها، ولمكانتها فى قلوب المشاهدين بمصر والوطن العربى، ولقدرتها المتميّزة على إنارة العقول وتشكيل الوجدان بما قدّمته من برامج تثقيفية وتنويرية. كما تهدى إدارة المهرجان جائزة الريادة السينمائية للفنانة سميرة أحمد، وجائزة المركز الخاصة للفنانة إلهام شاهين، وجائزة فريد المزاوى للمخرج مجدى أحمد على، وجائزة الأب يوسف مظلوم للفنان محمد صبحى، وجائزة الإبداع الدرامى للفنان أحمد عبدالعزيز، وجائزة الإبداع الفنى للفنان هانى شاكر. وتهدى اللجنة العليا للمهرجان جوائز عن الأعمال الدرامية التى قدمت عام 2021 منها جائزة أحسن ممثلة فى عمل درامى لكلٍ من منى زكى عن دورها فى مسلسل لعبة نيوتن، وأمينة خليل عن دورها فى مسلسل «خلى بالك من زيزى». وجائزة أحسن ممثل فى عمل درامى لكل من محمد ممدوح عن مسلسل «خلى بالك من زيزى»، وجائزة التميّز الدرامى لكل من الكاتبة مريم ناعوم عن دورها فى الإشراف على كتابة العديد من الأعمال المتميّزة، والمخرج هانى كمال عن مسلسل «ولاد ناس»، كما قررت اللجنة العليا منح جائزة المركز التشجيعية للفنانة أسماء أبواليزيد. جدير بالذكر أنه يتنافس بالمهرجان هذا العام خمسة أفلام من أصل ثمانية وعشرون فيلمًا عُرضت تجاريًا أو عبر المنصات عام 2021، والأفلام المشاركة هي: فيلم «قابل للكسر» للمخرج أحمد رشوان، فيلم «للإيجار» للمخرج إسلام بلال، فيلم «المحكمة» للمخرج محمد أمين، فيلم «برا المنهج» للمخرج عمرو سلامة، فيلم «ريتسا» للمخرج أحمد يسرى. وكانت لجنة تحكيم هذه الدورة والتى تشكّلت برئاسة المخرج على إدريس وعضوية كل من الفنانة إلهام شاهين، الفنانة بشرى، الفنان أحمد سلامة، مدير التصوير أحمد عبدالعزيز، المونتيرة داليا الناصر، السيناريست أشرف محمد، والناقد الفنى مجدى الطيب، قد اجتمعت فى وقت سابق فى نهاية شهر يناير الماضى على مدار يومين لمشاهدة الأفلام المشاركة فى هذه الدورة، وتحديد جوائز المهرجان. وقررت إدارة المهرجان عودة عروض الأفلام لجمهور المهرجان، وكذلك الندوات الفنية بعد توقف العام الماضى بسبب جائحة كورونا. يذكر أن ليلة الافتتاح المقرر فيها تكريم اسم النجم سمير غانم تتزامن مع ذكرى رحيله الأولى يوم 20 مايو 2021، والذى وافته المنية عن عمر يناهز 84 عاما بعد صراع مع المرض اثر اصابته بالكورونا، ويعتبر سمير غانم أيقونة من أيقونات الكوميديا المصرية، بدأ حياة العملية بالالتحاق بكلية الشرطة أسوة بوالده الذى كان ضابط شرطة، لكن لحسن حظ الجمهور العربى والمصرى تم فصله ليتجه إلى الفن والتحق بكلية الزراعة فى جامعة الإسكندرية كما انضم للفرقة الفنية «ثلاثى أضواء المسرح»، وبدأ سنوات نشاطه فى عام 1963، من خلال مشاركته مع كل من الضيف أحمد وجورج سيدهم. ولمع نجم الفرقة بشكل كبير بعد تقديم مسرحية «طبيخ الملايكة» من إخراج الراحل حسن عبدالسلام عام 1964، وقدم الثلاثة معًا عددًا من الأفلام والاسكتشات مثل اسكتش كوتوموتو وعدد من المسرحيات ومنها «حدث فى عزبة الورد» و«الراجل اللى اتجوز مراته» و«حواديت»، لكنه انفصل عنهم مع بداية السبعينيات وانحلت الفرقة بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970. وفى عام 1982 توفى سيد غانم (شقيق سمير ومدير أعماله) مما أدخل سمير فى فترة كآبة وقرر من بعد هذه الحادثة تغيير نمط عمله وكان ذلك سبب انفصال فنى بين غانم وبين جورج سيدهم، وعام 1983 كان سمير على موعد مع تقديم لون جديد من خلال التعاون مع المخرج فهمى عبدالحميد لإطلاق أولى حلقات فوازير فطوطة باسم «فطوطة والأفلام» ونجح نجاحًا هائلًا ما شجعهم على إعادة التجربة فى «فطوطة والشخصيات» عام 1986. وفى التسعينيات قدم فوازير المتزوجون فى التاريخ 1992 وفوازير المضحكون 1993 وفوازير أهل المغنى 1994، وقدم سمير العديد من المسرحيات الراسخة فى ذاكرة الجمهور المصرى تزيد على الثلاثين عملًا، مثل مسرحية المتزوجون، عام 1976، و«أهلا يا دكتور» عام 1981، و«دورى مى فاصوليا» عام 2001، أما الأفلام أشهرها «4-2-4»، و«الرجالة فى خطر»، ومشاركته اللامعة فى فيلم «يارب ولد»، وفيلم «تجيبها كدة تجيلها كدة هى كدة». وحياته الشخصية حبلى بالتفاصيل، فى عام 1984 تزوج سمير غانم من الفنانة دلال عبدالعزيز، وأنجبت ابنتيهما دنيا وايمى، وكانت آخر أعماله فى عام 2019، بدل الحدوتة تلاتة، وسوبر ميرو، وآخر ظهور له على الشاشة فكان مشاركته فى إعلان إحدى شركات الاتصالات فى رمضان 2021. فى 30 أبريل 2021، أُعلنَ عن نقل سمير غانم وزوجته إلى المستشفى، ليفارق الحياة فى 20 مايو2021، تاركًا وراءه مكتبة فنية بالأعمال الكوميدية، ورحلت بعده زوجته النجمة دلال عبدالعزيز ب3 شهور.