تحت عنوان " السياسة... غبية" رأت مجلة (إيكونوميست) البريطانية أنه نتيجة انهيار الاقتصاد فى مصر هناك حاجة إلى حكومة ذات قاعدة أوسع لاتخاذ القرارات الصعبة ومنذ أن أصبح "محمد مرسي" رئيسًا للبلاد في نهاية يونيو من العام الماضي؛ أصبحت السياسة أكثر شرًا وتعقيدًا. وقالت المجلة:" إنه بعد 30 عامًا من الدكتاتورية في عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" جلبت الانتخابات إلى السلطة جماعة الإخوان المسلمين، ونتيجة المعاناة التي شهدتها منذ عقود من الاضطهاد وعدت أن تكون شاملة ومتسامحة". وتابعت المجلة قائلة:" إن البلاد أصبحت أكثر استقطابًا من أي وقت مضى فالاحتجاجات تتحول في كثير من الأحيان إلى أعمال عنف وقوات الأمن تتأرجح بين دعم الإسلاميين أو التشكك في أصولهم". وقالت المجلة:" إن تلك العومل تحدث في الوقت الذي ينزلق فيه الاقتصاد نحو كارثة إذا ما لم يأخذ "مرسي" خطوات جذرية قريبا، وإذا ما حدث ذلك، فيمكن سقوط مصر في اضطرابات دائمة". وقالت المجلة:" إن كل نقاط المؤشر الاقتصادي تقريبا في طريقها إلى المشكلات فانخفضت العملة بنسبة 10٪ منذ يناير، ووصلت نسبة البطالة إلى 20٪ ، وتراجعت البورصة هذا العام، وتلاشت السياحة، التي كانت مسؤولة عن 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، فضلا عن هروب الاستثمارات الأجنبية؛ مما أدى إلى تقلص احتياطيات النقد الأجنبي"، بالإضافة إلى فرار العديد من رجال الأعمال الأكثر ديناميكية في مصر؛ خوفا من اتهامهم بالتواطؤ مع "مبارك"، وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في الوقت الذي تنفق فيه الأسر المتوسطة بالفعل ما يقرب من نصف دخلها على إطعام نفسها. وأصبح رُبع الشعب المصري، الذي وصل عدد سكانه إلى 83 مليون نسمة، يعيشون تحت خط الفقر. وأشارت المجلة إلى ضرورة تطبيق خطة التقشف التي وضعها صندوق النقد الدولي لمصر من أجل تأمين قرض 4.8 مليار دولار الذي من شأنه أن يفتح المجال أمام المساعدات المالية من الدول الأخرى، ورأت أنه في حال كانت مصر تتمتع بالحظ فإنها ستحصل على القرض في أغسطس القادم. وأكدت المجلة أن الحكومة الإسلامية تماطل في تنفيذ خطة التقشف حتى لا تنفذ شعبيتها مما جعلها تتجه إلى مناشدة الدول العربية الغنية من أجل الدعم المالي كالسعودية وقطر، وحتى في الأيام الأخيرة حصلت على مساعدات من دول غير متوقعة كليبيا والعراق. وختمت المجلة قائلة:" مصر بحاجة إلى حكومة قادرة على اتخاذ بعض القرارات الصعبة بسرعة. ولهذه الغاية، يجب أن يشكل "مرسي" وزارة جديدة تتضمن التكنوقراط والعلمانيين وكذلك من جماعته "الإخوان المسلمين".