سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكراه الثامنة ما أشبه اليوم بأفلام أحمد زكي
يا "أولاد الإيه" مصر التي أنجبت "النمر الأسود" "ناصر 56" و"السادات" وغنت مع "حليم".. لم ولن تعيش في "أرض الخوف"
إنه أحد «أبناء الصمت».. يرى «العمر لحظة»... «طائر على طريق» الإبداع ...«مدمن» لفنه.. «صانع النجوم» عندما يعملون معه... «البرنس» و«الإمبراطور» المتربع على عرش الإبداع بعد مرور سنوات على وفاته. .. أفلامه صورة طبق الأصل لما يحدث لمصر الآن وكأنه يقدم حكاية مصر «المخطوفة» والتى ذهب بها الإخوان إلى «وراء الشمس» ولعبوا «بالبيضة والحجر» بعد ما حدث فى «الليلة الموعودة» من «الهروب» المنظم لرجال الجماعة من السجون لينتقل «ولاد الإيه» من «الدرجة الثالثة» إلى أصحاب ألقاب «معالى الوزير» ..ليحولوا مصر إلى «شادر السمك» ويضعوا كل من يقف «ضد الحكومة» الاخوانية فى «التخشيبة»....ولكن يا «أولاد الإيه» مصر التى أنجبت «النمر الأسود» «ناصر56» و«السادات» وغنت مع «حليم» ....لم ولن تعيش فى «أرض الخوف» وستضحك حتى تطلع الصورة حلوة. فى الآونة الأخيرة بدأت فى مشاهدة أعمال أحمد زكى وربطها بما يحدث فى مصر الآن ووجدت أن شخصية رأفت رستم فى فيلم «معالى الوزير» قريبة الشبه بالكثير من رجال الحكم فى مصر ولكنه فى الواقع المصرى ينقسم إلى رجلين الأول قوي له موقع مميز في الحزب. والثانى ضعيف يأتى إلى الحكم صدفة. وكلهما أصبحا ذا نفوذ وقوة لا يستهان بها مما أدخلنا معهما في متاهات. أما فيلم «الهروب» فيعبر عن المتاهة التى تعيشها الدخلية الآن ليصبح رجال الأمن كضابط البوليس (يحيى) الذي يكلف بمهمة سرية لاختراق عالم تجار المخدرات، وعلى مر السنوات يصبح هو من أكبر تجار المخدرات في مصر. وينتهي به الأمر بعد قتله «معلمين كبار» من تجار المخدرات ومحاربة ضابط آخر -كان زميلا له- ثم تركه المفاجئ له وتبرئته من التهم لإفشاء أنه عميل حكومي. وينتج عن ذلك حرب مهربي المخدرات له ومحاولة قتله فيوصل الضابط آدم (أحمد زكي) للضابط أنه عميل سري لكن راسائله لا تصل للجهة الحكومية التي يتعامل معها. فيقابل زميله السابق -ضابط البوليس- ويواجهه بذلك فيرد عليه بأن ذلك لن يفيده وأنه يجب أن يهرب، فيرد عليه يحيى بالتوبيخ والضرب ويذهب تاركاً وراءه المهمة وتنتهي القصة بتهميش يحيى من كل النواحي سواء ضابطا أو مهربا... أما حوادث القطارات فيذكرنا بفيلم «ضد الحكومة» عندما صرخ النجم الراحل أحمد زكى فى وجه القضاة. «كلنا فاسدون، كلنا فاسدون»، بعدما اكتشف أن ابنه ضمن المصابين فى حادث قطار اصطدم بأتوبيس وقتل وأصاب العديد من التلاميذ، والمشهد السينمائى المصور، منذ عشرين عاما لم يتغير عن مشهد يوم 17 نوفمبر 2012، حيث جاءت حادثة اصطدام قطار بأتوبيس مدرسى، صباح يوم السبت، بقرية المندرة التابعة لمركز منفلوط محافظة أسيوط. وفيلمه «الهروب». يقدم ضابط الشرطة سالم ابن بلدة منتصر وهو نموذج قريب من ضباط مصر الحقيقيين الذى يطلب عدم التعرض لمنتصر حتى يقبض عليه حيا دون قتله، لكن رؤساءه في العمل يرفضون ذلك الأسلوب ليمطروه بالرصاص فيحتضن سالم منتصر ويموتان معاً وهو ما حدث فى الكثير من المليونيات بعد انتخاب مرسى. وفي «زوجة رجل مهم» نحن أمام شخصية الرجل المهم هشام (أحمد زكي) الذي استهوته السلطة منذ الصغر، فأصبح يمارس سلطته داخل نطاق العمل وخارجه ويتعامل مع الجميع بمفهوم رجل السلطة، فارضاً سلطته لتتكرس نتيجة خضوع الآخرين له واقترابهم النفعي منه.. وهو يحاول التمسك بالسلطة حتى ولو كان ذلك وهماً، حيث يتضح هذا من خلال تصرفاته الغريبة والشاذة، فنراه يتصرف بشكل هستيري مجنون، وينطلق من داخله وحش ضاري لا يعرف سوى لغة الرصاص، فيقتل والد زوجته ثم ينتحر. وللأسف أن الاخوان نموذج مكبر من هذا الشخص العاشق للسلطة والفيلم يتناول موضوعاً هاماً وجريئاً، ألا وهو مفهوم السلطة وعلاقتها بالفرد. والأفلام التي تناولت هذا الموضوع قليلة جداً، بل هي نادرة في السينما، وذلك لحساسية هذا الموضوع بالنسبة للرقابة والنظام بشكل خاص. وحتى الأفلام القليلة التي فعلت ذلك تناولت السلطة من الناحية السياسية المباشرة، وأغفلت النواحي الاجتماعية والنفسية. أما فيلم البداية للمخرج صلاح أبو سيف فيفسر لنا ما حدث للاخوان بعد تولى السلطة فهو يناقش فكرة أن التسلط صفة أساسية في الجنس البشرى فكما بدأ الفيلم بمقولة: «حاولت أن أقدم فيلمًا خياليًا ولكني وجدته يأخذ شكلا من واقع الحياة يظهر ذلك التسلط في مجموعة بشرية سقطت بهم طائرة في واحة صحراء مصر، بينهم الفلاح والعامل والمثقف والعالم ورجل الأعمال الانتهازي الذي يفرض سلطة على موارد الواحة ممارسا حكما شموليا على هذه المجموعة من البشر مرتكزا على سلاحه وذكائه وجبروته». والفيلم يمكن أن يفسر لنا ديكتاتورية مرسى وأعوانه من منطلق أن الديكتاتور صناعة شعبية وليست فردية فإنها معادلة لها طرفان وما يحدث الآن يؤكد ذلك فهناك العديد من الشخصيات التى تسبح بحمد الرئيس وتبررله أعماله مهما فعل ولعل الدكتورة بكينام الشرقاوى أكبر مثال على ذلك. إلى جانب الشخصيات المشاركة دائما فى الحوار الوطنى المزعوم الذى يدعو إليه بين الحين والآخر. أما فيلم «البريء» فيتحدث عن الحرية بمعناها الشامل، بإظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر طارحا فكرة تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة معينة. وشخصية أحمد سبع الليل فى الفيلم صورة طبق الأصل من جنود الامن المركزى فى أى وقت فهو الشاب الريفي. لا يعرف من الدنيا إلا قريته مفهومه للوطن بسيط ويتوقف استيعابه الذهني عند ما يقال له من قائده، أما حسين وهدان (ممدوح عبد العليم) فهو نموذج للثوار الآن...والجميل أن الفيلم يحتوي على أغنيتين بصوت الموسيقار عمّار الشريعي، ومن أشعار عبد الرحمن الأبنودي أرى أن الأولى وهي أغنية يا قبضتي تعبر عنا الآن: دقي على الجدار / لحد ليلنا ما يتولد له نهار يا قبضتي دقي على الحجر / لحد ما تصحي جميع البشر لحد ما تتفسر الأسرار / مش فاهم اللي حاصل لكن بقلبي واصل /واللي مش فاهمه عقلي بتشرحه السلاسل / يا قلوب بتنزف دم في العتمة ياقلوب بتنزف دم وتغني / سجنوا وبيسجنوا الكلمة والكلمة غصب عنها أو عن/ طلعت من القضبان ومن الأسوار