فى شهر رمضان تتألق الروح وتزداد قربًا من خالقها، لأنه بمثابة مدرسة تتوافر فيها كافة مقومات المعرفة الربانية الحقة. فى شهر رمضان ثمة مدرسة إشراقات الروح.. مدرسة القرب والدعاء والبوح، لرب خالق عظيم رحيم، يغفر الذنب مهما كبر، ويتجاوز عن كثير. فى شهر رمضان مدرسة الوصول إلى الله بكل مسؤولية ووعى، حيث يهذِّب الصوم ملكات النفس ويقوّى الإرادة ويشعر المرء بطمأنينة القلب. فى شهر رمضان تكمن معانى الصوم وتأكيد قِيَم الإسلام التى تجعل المسلم نَهِمًا فكريًا وروحيًا، مندفعًا إلى إعمار الحياة بكل طهارة عقل وروح ومشاعر صافية. فى شهر رمضان يكون برنامجه للعبادة محطة أساسية تدعو إلى تخليص النفس من كل ما علق فيها من أدران فكرية أو شعورية منحرفة، فيعيش المسلم نظافة الروح والمشاعر. فى شهر رمضان الذى بالفعل أيامه معدودات، يجب أن نغتنمها ونحسن العمل فيها، فنصلح ما بيننا وبين الله، وأن نبدأ صفحة جديدة فى فعل الخيرات، لعلنا نكون من المفلحين.