كلما أهل هلال شهر رمضان تملأ نفوسنا مشاعر روحانية يصعب وصفها، ونحس بأن أشياء تتغير فينا ومن حولنا، ولو لم يكن لشهر رمضان ميزة سوى بدء نزول القرآن فيه لكفاه تكريما وتميزا على سائر الشهور فما بالك وفيه ليلة القدر، ومن أسراره أن الصوم وهو أحد أركان الإسلام له تأثير كبير على الإنسان، فهو يهذب النفوس ويسمو بالأرواح. وإذا كان علماؤنا قد أفاضوا في الحديث عن الأسرار التى تأتى مع رمضان ويعتبرونه مدرسة للقيم والأخلاق الإسلامية يستزيد منها المسلم كل عام ليجدد طاقته الروحية، فإن علماء الطب يقدمون كل فترة نتائج أبحاث جديدة تكشف الفوائد الصحية للصيام، وفى آخر هذه الأبحاث أن الصوم هو أفضل أسلوب للحصول على الصحة الجيدة وتجديد الشباب، وأيضا يفيد الصوم فى علاج بعض الأمراض الجسمية والنفسية وآخر ما تم اكتشافه من أمراض يعالجها الصوم مرض انفصام الشخصية ومرض صعوبة النوم والأرق المزمن. وتأكد للباحثين أن الصيام يعطى أجهزة الجسم فترة للراحة ويخلص الجسم من السموم ويقلل نسبة الكوليسترول وبذلك يقلل المخاطر من حدوث أزمات قلبية (جلطة أو ذبحة صدرية) كما أن الصيام يزيد الطاقة الجنسية ويزيل التوتر ويزيد من حدة الحواس، ويعالج بعض متاعب وأمراض المعدة والقولون، ويؤدى إلى يقظة الذهن فضلا عن آثار الصيام النفسية التى رصدها الباحثون ومنها أن الصيام ساعد المبحوثين على احترام الذات والثقة بالنفس وأدى إلى تقوية الإرادة والاستعداد للتضحية والتعاطف مع الآخرين. وفى القرن التاسع عشر كان الأمريكيون يصومون لأنهم وجدوا أن الصيام وسيلة جيدة لتنقية الجسم، وفى الوقت الحاضر فإن هناك أمريكيين من غير المسلمين يصومون لأسباب ترجع إلى إدراكهم لفوائد الصيام الجسمية والروحية، كعلاج للاكتئاب أو لخفض الكوليسترول، أو لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وبعضهم يصوم كوسيلة أكيدة للسمو الروحى كما ينصح الهنود ويمارسون الصيام لتقوية الروح وتمكنها من السيطرة على نوازع الجسد. وكما أن الأمريكيين والأوروبيين يدركون أهمية الصيام ففى معهد موسكو للعلاج النفسى قسم خاص للعلاج بالصوم. ويقول الباحث الأمريكى البروفيسور «آلان كوت» إننا فى مجتمع يأكل فيه الناس ثلاث وجبات ويعتقدون أن فقدان إحدى هذه الوجبات خطر على صحتهم والحقيقة أن الصيام يساعد على استفادة الجسم من المخزون فيه والذى يسبب تراكمه أمراضا ومشاكل صحية عديدة، ويقول العالم الروسى البروفيسور بورى نيكولاف إن الصيام يؤدى إلى تنشيط جهاز المناعة. لمزيد من مقالات بقلم : رجب البنا