يركز اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري هذه السنة على تسخير قوة الرياضة في القضاء على آفة العنصرية. وهو فرصة لتسليط الضوء على التناقض الحاد بين القيم الإيجابية التي تنطوي عليها الرياضة وبين حوادث العنصرية المقيتة التي تطال بوصمتها حتى بعض المنافسات الرياضية المحترفة. والرياضة نشاط عالمي يمكن أن يتجدد به تأكيد حقوق الإنسان الأساسية. وتندرج مكافحة العنصرية في صميم ميثاق الأممالمتحدة، كما يقع على المجتمع الدولي التزام بالعمل على تحقيق المساواة والقضاء على التمييز، ويمكننا أن نحرز تقدما في هذا المضمار بتعزيز هذه القيم عن طريق الرياضة. ويصادف احتفالنا بهذا اليوم من كل عام ذكرى مجزرة شاربفيل في عام 1960. إذ ليس بوسعنا أبدا أن ننسى مقتل 69 من المتظاهرين السلميين المجهولين على أيدي شرطة جنوب أفريقيا في احتجاجاتهم ضد جور قوانين الفصل العنصري القائمة في ذلك البلد. وقد فُكّك نظام الفصل العنصري منذ ذلك الحين وقُطِعت أشواط مهمة أخرى في مكافحة العنصرية، تشمل إبرام معاهدات وإصدار إعلانات ووضع إطار دولي لمكافحة العنصرية، وقيام العديد من الدول بإرساء نظم وطنية لحماية الأشخاص من هذه الآفة. ورغم أهمية التقدم الذي أحرز، ما زال فشو العنصرية خطرا يتهدد الأفراد والجماعات العرقية والدينية في العالم طُرّا. والعنصرية خطر على الاستقرار وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان. فعلينا أن نتكاتف من أجل القضاء على العنصرية والرياضة هي أحد السبل التي يمكن أن تعين على بلوغ هذا الهدف. فلنجدد بمناسبة هذا اليوم الدولي التزامنا بالقضاء على التمييز العنصري وبتحقيق طموحنا إلى تمتع الناس كافة بالعدالة والمساواة وتحررهم من الخوف.