لا تزال الأزمة الليبية مستمرة، بسبب اشتداد التناقضات السياسية بين مختلف القوى السياسية. فالمواجهة بين المنطقتين الشرقيةوالغربية، بعد أكثر من شهر على تعيين فتحي باشاغا في منصب رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة الجديدة، أصبحت أشد، رغم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية؛ لأن طموحات باشاغا الشخصية من أهم أسباب منع الاستقرار في ليبيا. في ظل الظروف المتغيرة باستمرار، فإن شهوة عدد من السياسيين للسلطة لم تتغير، وغالبا ما يقع المدنيون ضحايا الصراع السياسي. والسياسيون الليبيون مسؤولون بالكامل عن الوضع الحالي في البلاد. لأن عدم كفاءتهم وفسادهم يعيق إعادة إعمار البلاد، مع العلم أن أحد المحرضين الرئيسيين على الفوضى، والمسؤول عن الوضع الحالي في البلاد، هو فتحي باشاغا. انتقد الخبير السياسي عبد الله الكبير فتحي باشاغا وحكومته في مقابلة مع قناة ليبيا الاحرار. حيث اتهم الخبير السياسي رئيس وزراء ما يسمى بحكومة الاستقرار الوطني بانتهاك الاتفاقيات بين المنطقتين الغربيةوالشرقية. فالجماعات المسلحة الموالية لباشاغا تثير أعمال عنف في منطقة طرابلس. إضافة إلى ذلك، قد تؤدي محاولات أنصاره للاستيلاء على العاصمة بالقوة إلى اندلاع صراع عسكري جديد واسع النطاق، سيكون عشرات الآلاف من المدنيين ضحيته. كما أشار الخبير إلى أن ممارسات باشاغا السابقة حينما كان وزيرا للداخلية في حكومة فايز السراج كانت مصدر الانفلات الأمني والعنف. فقد استخدم منصبه في السلطة للسماح للجماعات الموالية له بالسرقة والقتل والخطف. ولا يخفى على أحد أن باشاغا كان يسيطر على عدد من السجون في البلاد. كما أن انتقال باشاغا إلى حلف طبرق يستمر في إحداث حالة من الارتباك وعدم الاستقرار في البلاد، بدلاً من حل ثابت لمشاكل ليبيا الحالية من خلال الجهود المشتركة لحكومة الوحدة الوطنية ومجلس النواب. لأن التغيير المستمر للقادة واستفزاز صراع المصالح بين مختلف الأحلاف السياسية هو السبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في ليبيا. والواضح أن فتحي باشاغا ليس لديه خطة عمل طويلة المدى. ولم ينشر أي برنامج سياسي واقتصادي مخصص لتعافي البلاد من الأزمة. وبدلاً من ذلك، يقدم باشاغا وعوداً فارغة في محاولة لكسب مؤيدين جدد. وفي السياق، يُشير محللو صندوق النقد الدولي المستقلون إلى أن تغيير حكومة الدبيبة إلى حكومة باشاغا لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في اقتصاد البلاد. يتضح هذا من حقيقة أن باشاغا يخطط للاحتفاظ بمناصب العديد من وزراء الدبيبة الحاليين. إن طموحات فتحي باشاغا السياسية ستزعزع استقرار البلاد. ولا يمكن التغلب على الأزمة الليبية إلا بتنسيق الجهود المشتركة بين المناطق الغربيةوالشرقية، وكذلك من جانب شركاء ليبيا الدوليين.