رأى موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي أن رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" أرضى أوباما بمنحه انجازاً لا لزوم له للمصالحة بين إسرائيل وتركيا بمكالمة هاتفية، مؤكداً أن الاعتذار الإسرائيلي جاء على حساب كرامة جيش إسرائيل. وأضاف الموقع أن الأتراك لم يكن لديهم خيار آخر سوى الوصول لاتفاق مع إسرائيل في النهاية، بينما كان لدى نتنياهو أكثر من خيار لكنه فضل منح أوباما انجازاً على حساب كرامة جيش إسرائيل التي أهينت باعتذار نتنياهو للأتراك ومنح أسر القتلى تعويضات. وتابع الموقع بأن الحديث حول أن الأزمة بين تركيا وإسرائيل انتهت بسبب ما يحدث في سوريا والتصريحات الوقحة والخاوية من المضمون لوزير الخارجية التركي "أحمد داؤود أوغلو" بأن "المطالب الأساسية تحققت وحصلنا على ما نريد" هي كلمات تغطي على أربع حقائق أساسية في العلاقات الإسرائيلية- التركية، أولها أن الجيش التركي لا يستطيع العمل بدون التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلي ودليل على ذلك هي أن الطائرات التركية بدون طيار لا يمكنها العمل بدون التكنولوجيا الإسرائيلية، وثانيها أن كل الصادرات التركية، بما في ذلك للولايات المتحدة، باتت مرهونة مؤخراً بالموانئ الإسرائيلية في حيفا وأشدود، وفي العام الماضي فقط انتقلت الصادرات التركية لدول الخليج عبر سوريا ومنها للأردن والسعودية، وبناء عليه كلما طالت واتسعت الحرب في سوريا وكلما أغلقت الحدود لن يتبقى للأتراك أي خيار آخر سوى اللجوء للموانئ الإسرائيلية. الحقيقة الثالثة، بحسب الموقع الإسرائيلي، هي أن تركيا عقدت في العام الأول للحرب بسوريا(2011) آمال عريضة على التعاون مع حزب الله في محاولات وقف البحث والتنقيب الإسرائيلية عن حقول النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، والآن ونحن في مارس 2013 أدركت القيادة التركية أنها إذا لم تتعاون مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل في تطوير الحقول وتصدير النفط والغاز لأوروبا سيتم إقصائها من أكبر نمو اقتصادي وربحي بالبحر المتوسط خلال السنوات القادمة. وأضاف أن الحقيقية الرابعة هي الاحتمالات المتزايدة لاستخدام السلاحين الكيميائي والبيولوجي في الحرب الدائرة بسوريا، بما في ذلك ضد أهداف تركية وإسرائيلية وأردنية، وهي مسألة كانت أحد الموضوعات الرئيسية التي طرحت خلال زيارة أوباما لإسرائيل، وبالتالي فإن من مصلحتها التعاون الاستراتيجي والأمني والعسكري مع إسرائيل تحسباً للتطورات. وأكد الموقع أن تركيا لم تحقق المطالب الأساسية كما تزعم، فالحصار المفروض على غزة لازال قائماً بل أنه بات أكثر شدة بعدما قام وزير الدفاع الجديد "موشيه بوجي يعلون" بتشديد الحصار بالمناطق المحتلة وإغلاق أماكن الصيد أمام صيادي غزة بحجة أن ذلك يأتي رداً على إطلاق 4 صواريخ "قسام" على مدينة سديروت خلال اليوم الثاني لزيارة أوباما لإسرائيل(الخميس 21 مارس) لكن السبب الرئيسي هو الاحتجاج الهادئ على موافقة نتنياهو على الاعتذار عن أخطاء العملية التي قام بها جيش إسرائيل أثناء السيطرة على السفينة "مرمرة" وقتل 9 مواطنين أتراك. وأشار الموقع إلى أن يعلون يرى أنه لم يكن هناك أي حاجة للاعتذار، وأن نتنياهو كان يجب عليه الدفاع عن كرامة ومهنية جيش إسرائيل وليس الاعتراف علانية بأخطائه العملياتية، مؤكداً أن تلك هي الخلاف الأول وليس الأخير بين نتنياهو ووزير دفاعه الجديد "موشيه يعلون".