تحليل الوفد.. 6 مشاهد تكتيكية حسمت صراع الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد

اكتسح برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد برباعية نظيفة على ملعب سانتياجو برنابيو ضمن منافسات الجولة التاسعة والعشرين من الدوري الإسباني.
اقرأ أيضا.. بالصور.. تدريبات المنتخب المصري للخماسي الحديث بملاعب الجامعة الأمريكية استعداداً لخوض كأس العالم
وجاء فوز برشلونة ليعلن نهاية سلسلة انتصارات ريال مدريد في مواجهات الكلاسيكو حيث تفوق الميرنجي في أخر 5 مواجهات قبل أن يذيق طعم الخسارة من غريمه التقليدي للمرة الأولى مذ مارس 2019.
ولعب تشافي هيرنانديز المدير الفني لنادي برشلونة واحدة من أقوى مبارياته منذ تولي القيادة الفنية للفريق حيث كانت أفكاره التكتيكية هي السبب الرئيسي في هيمنة البلوجرانا على الكلاسيكو بينما لم يظهر ريال مدريد مع كارلو أنشيلوتي بالمستوى الفني الذي يجعله خصمًا قويًا في المباراة خاصة مع غياب كريم بنزيما بسبب الإصابة.
برشلونة يسيطر على خط الوسط بفكرة الرجل الثالث
نجح برشلونة في الهيمنة على خط الوسط الذي يعد أقوى خطوط الفريق وذلك بسبب القدرات الفنية والتكتيكية التي يتمتع بها الثلاثي سيرجيو بوسكيتس وفرينكي دي يونج وبيدري خاصة في حالة الاستحواذ على الكرة.
كانت فكرة برشلونة الرئيسية أثناء حيازة الكرة والتي تكررت في أكثر من حالة هجومية هي استخدام الاستحواذ كأداة من أجل تحريك لاعبي ريال مدريد ومنح وسط الملعب الوقت والمكان المناسبين لاستلام الكرة.
وقام النادي الكتالوني بعملية تدوير الكرة في الجبهة اليسري ثم الاتجاه للجبهة اليمني من ملعب بعد تحريك لاعب وسط ريال مدريد المكون من كاسيميرو وفيديريكو فالفيردي في الحالة الدفاعية حيث كان الميرنجي يدافع بالشكل 4-4-2 بتمركز أول خط للضغط على دائرة المنتصف.
مع تطبيق فكرة الرجل الثالث أو المثلثات بين لاعب من خط الدفاع والارتكاز الدفاعي ولاعب الوسط المساند حيث أن ضبط عملية التمركز
هي الأهم لتنفيذ هذه الفكرة خاصة تمركز بوسكيتس خلف خط الضغط الأول لريال مدريد (لوكا مودريتش - توني كروس).
وساهمت هذه الفكرة في سيطرة برشلونة على مناطق خط الوسط وتواجد الكرة بشكل مستمر في مناطق ريال مدريد وبالتالي كانت تضطر خطوط النادي الملكي للتراجع أكثر
للخلف خاصة الجناح الأيمن رودريجو غوس للدفاع بالقرب من خط الدفاع بسبب تمركز جوردي ألبا في الثلث الهجومي بعد تقدم فريقه بالكرة من منطقة العمق.
استخدام الأجنحة في صناعة اللعب
أيضا ظهر استخدام تشافي للجناحين فيران توريس وعثمان ديمبيلي في عملية صناعة اللعب وفقًا لقدرات الثنائي.
وجاءت استفادة مدرب برشلونة من جناحه الأيسر توريس عن طريق استغلال قدرته التحرك بدون الكرة في المساحات بإرسال تمريرات أرضية سريعة من الوسط أو كرات قطرية ومباشرة من الدفاع خلف داني كارفخال ظهير ريال مدريد كما في الهدف الرابع.
بينما كان يخلق تشافي موقف 1 ضد 1 للجناح الأيمن ديمبيلي أمام ناتشو لاستغلال القدرات الفردية للفرنسي عندما يستلم الكرة مع محاولة التمرير في العمق الدفاعي.
وصنع عثمان ديمبيلي الهدف الأول بعدما حصل على الكرة في موقف فردي حيث تمكن من المرور وإرسال العرضية داخل منطقة الجزاء للمهاجم إيميريك أوباميانج.
أدوار تكتيكية متنوعة للمهاجم أوباميانج
ظهر أوباميانج بمستوى مميز تحت قيادة المدرب الشاب تشافي هيرنانديز الذي عمل على استغلال قدرات المهاجم الجابوني من الناحية الفنية والبدنية سواء في استغلاله كمحطة مهمة لاستلام تمريرات مباشرة من المدافعين وبالتالي مع نزوله لوسط
الملعب يساهم في تشكيل كثافة و زيادة عددية وكذلك تحركه خلف الدفاع في المساحات عندما يرغب الفريق في ضرب العمق الدفاعي.
تمريرات مؤثرة من قلبي الدفاع
ساهم قلبي الدفاع جيرارد بيكيه وإيريك جارسيا في العديد من التمريرات المؤثرة خلال مباراة الكلاسيكو سواء كرات قطرية على جانبي الملعب للجناحين كما في الهدف الرابع أو تمريرات عمودية في العمق الملعب لثنائي الوسط المساند دي يونج وبيدري من أجل كسر ضغط ريال مدريد حيث أن التمريرات التي ساهمت في انتشار برشلونة في المناطق الهجومية بدأت من ثنائي الدفاع كما هو موضح في بعض الحالات السابقة.
ونشرت صحيفة "ذا أثليتك" البريطانية في وقت سابق فيديو توضح من خلاله أدوار مدافعين برشلونة مع تشافي في لعب تمريرات مختلفة ومتنوعة أثناء بناء الهجمات
الضغط في مناطق ريال مدريد
كان ضغط برشلونة بشكل مرتفع سواء في الحالة الدفاعية أو بعد فقدان الكرة أحد العوامل الرئيسية التي جعلت ريال مدريد يفقد الكرة في مناطقه الدفاعية أكثر من مرة وعدم القدرة على التحول من الدفاع للهجوم في العديد من الحالات.
غياب بنزيما يزيد من معاناة ريال مدريد في الكلاسيكو
لم يكن تفوق برشلونة بشكل واضح هو السبب الوحيد وراء معاناة ريال مدريد في الكلاسيكو فالنادي الملكي افتقد لخدمات كريم بنزيما في حالات الخروج بالكرة والتحول من الدفاع للهجوم.
اعتمد كارلو أنشيلوتي مدرب الميرنجي على لوكا مودريتش في مركز المهاجم لكي يؤدي نفس أدوار المهاجم الفرنسي في استلام الكرات بين الخطوط ونقل الفريق إلى المناطق الدفاعية إلا أ، الكرواتي لم ينجح في مهمته إلى جانب أن الفريق افتقد قدراته في مناطق وسط الملعب لبناء الهجمات بالشكل المطلوب تحت ضغط برشلونة.
تحول مذهل ل برشلونة مع تشافي على جميع الأصعدة الفنية والتكتيكية
في النهاية، قدم برشلونة مباراة كبيرة من جديد ضمن سلسلة مبارياته المميزة خلال الفترة الأخيرة بتقديم كرة قدم حديثة تعتمد على عدة مبادئ فنية شاملة تحت قيادة مدربه تشافي هيرنانديز الذي أعاد جزء كبير من الثقة إلى اللاعبين ونجح بشكل جيد للغاية في تطبيق هوية النادي الفنية والتكتيكية التي ظل يبحث عنها لسنوات طويلة مع العديد من المدربين.