إذا كنت تستعد لزيارة مولد السيدة نفيسة، فلا تذهب محملا بالمشاهد الاحتفالية المعتادة خلال الأعوام السابقة، فبعيدا عن الخدمات وحلقات الذكر وحضرات الدراويش ودعوات المريدين يحتفل ملايين المتصوفة بمولد نفيسة العلوم فى أجواء مختلفة تماما. فشيوخهم الذين من المفترض أن يتواجدوا لمشاركة أتباعهم الاحتفالية السنوية انقسموا على أنفسهم فبعضهم التابع لجبهة الإصلاح الصوفي معتصم بمقر المشيخة العامة للطرق الصوفية مطالبا بحل المجلس الصوفى وعقد جمعية عمومية لانتخاب غيره . أما الآخرون الذين يمثلون الاغلبية وعلى رأسهم الشيخ عبد الهادى القصبي – شيخ مشايخ الطرق الصوفية- بادلوا المعتصمين الاتهامات والاجتماعات لاستدراك الموقف والوقوف على حلول للأزمة التى لم يشهد البيت الصوفى لها مثيلا فى تاريخه. أول هذه المتغيرات هو غياب مشايخ جبهة الاصلاح الصوفى عنه، فلن يستطيع المشايخ المعتصمون ترك ساحة اعتصامهم للذهاب إلى المولد كما يؤكد الشيخ عبد الخالق الشبراوى – المتحدث باسم جبهة الإصلاح الصوفى- خشية اتخاذ المشايخ التابعين للقصبى تدابير تمنعهم من العودة مرة أخرى للاعتصام، " ممكن يقفلوا المشيخة وما نعرفش نرجع تانى الاعتصام" هكذا رجح الشبراوى. ورداً على موقف الإصلاحيين، دعا الشيخ طارق الرفاعى - شيخ الطريقة الرفاعية – لوقفة مليونية مساء اليوم خلال الاحتفال بالمولد لتأييد الشيخ عبد الهادى القصبى بحضور ثلاثة وستين شيخاً هم عدد الموالين لشيخ المشايخ الذى أكد للوفد على شرعية موقفه ونزاهة الانتخابات التى أتت به شيخاً للمشايخ، واصفاً اعتصام جبهة الاصلاح ب" المهزلة" الذى تأجج الانفلات الأخلاقى فى المجتمع. وبعيداً عن نزاعات شيوخ التصوف فمولد نفيسة العلوم رغم وفود خدمات الطرق الصوفية عليه منذ كثر من خمسة أيام، إلا انه لم يصدر تصريح لإقامته من وزارة الداخلية كما يؤكد الشيخ عيد عبد الدايم - وكيل مشيخة الطرق الصوفية عن منطقة الخانكة وأبو زعبل" الاوضاع ملخبطة " هكذا برر عدم موافقة الداخلية على اصدار تصريح لإقامة المولد.