التأمل فى كتاب الله من صفات المتقين وكانت سورة البروج من أهمّ السور التي نزلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في مكّة المكرمة، فبعد أن اشتدّ أذى قريش على النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه -رضوان الله عليه- وما وجدوه من تعذيب وتضييق عليهم في سُبُل الحَياة كافّة، نزلت آيات هذه السورة المكية لتُذكّر المؤمنين بأنّ الله قادرٌ على كلّ شيء، ولتَذْكُرَ قصة أصحاب الأخدود الذي ثبتوا على دين الله رغمَ تعرّضِهم للأذى والظلم والتعذيب، فقد قدّم المؤمنون الذي ثبتوا في قصة أصحاب الأخدود أرواحهم رخيصة في سبيل الله، ولم يُثنِهم أصحاب الأخدود الذين قاتلهم الله عن الرجوع عن دينهم، كما أتت السورة على ذكر جنود فرعون وقوم ثمود لتذكير المؤمنين بأن هؤلاء الأقوام السابقة الذين تجبروا في الأرض كان مصيرهم الفناء، وأن الله تعالى نصَرَ الثُّلة المؤمنة به سبحانه. تعدُّ هذه السورة المكيّة من السور التي كانت تَحظى بمكانة خاصة لدى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد رُويَ عن أبي هريرة -رضى الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة العشاء بالسماوات، ويقصد بالسماوات سورتَيْ البروج والطارق؛ لأنّ الآية الأولى في سورة البروج هي: "والسماء ذات البروج"، والآية الأولى في سورة الطارق هي "والسماء والطارق"، وإن دَلّ هذا على شيء فإنّما يدل على عَظَمة هذه السورة وفضلِها، فقد كانتِ السورة التي تُقرأ في خاتمةِ صلوات المسلمين في اليوم والليلة وهي صلاة العشاء.