بالخيط والابرة نسجت أحلام لها ولأسرتها البسيطه المكونة من 5 أفراد، فلم تكن كورونا دائما تقضي على الانسان، ولكن في بعض الأحيان تبنيه، هكذا بدأت الحياة الجديدة ل "مروة العفيفي" منذ قرابة عامين، في الكروشيه. اقرأ أيضًا.. من «بنت ذوات» إلى «سواقة» في «أوبر» لم يكذب الشاعر السوري نزار قباني عندما قال "فإذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال" فهذا ما تشعر به "مروة" عندما تغرز أبرتها في الخيط لتخرج بعد ذلك قطعه تشعر أنها تتحدث عن الحب الكامن بداخلها للشخص الذي ستهديها له. "مروة" هي أم لثلاث أبناء وتملك من العمر 34 عام، قضت أوله في القاهرة قبل أن تنتقل إلى طنطا لتزف إلى بيتها الجديد مع زوجها، تاركه خلفها ذكريات الطفولة وبعض أيام الشباب وكثير من الأصحاب، لتبدأ حياه جديدة مليئة بالمسئوليات التي لا تنتهي، متناسيه عدد من الأحلال التي كانت تأمل تحقيقها دون جدوى. كان مرض "مروة" في نوفمبر القبل الماضي بفيروس كورونا اللعين هو بمثابة إعادة ترتيب أولويات، ونسج أحلام جديدة للطفلة الموجودة داخل "مروة" التي كانت دائما تشعر بالضياع وسط مسئولية البيت والأولاد، ومن هنا بدأت رحلتها مع الهاند ميد كروشيه. تقول السيده الصغيره بأن خلال العزل كانت حالتي النفسيه تحت الصفر فقررت أن أشغل نفسي أو اتعلم شئ جديد خلال مكوثي في المنزل، وطرقت على بالي الفكرة من خلال صفحات الفيس بوك، وخصوصًا من الذين يقومون بعمل الاشغال اليدوية المتنوعة. وتكمل، عجبنى الموضوع جدًا فتحت اليوتيوب وبدأت اتعلم كيف امسك الابرة ومقاساتها والخامات والغرز وانواعها وكيفية صنعها، وطوال فترة العزل وانا اتعلم، وبسبب عدم قدرتي على النزول طلبت خيوط "اون لاين" وبمجرد وصولي للخيوط بدأت فورا أول غرزي، واكلمت الطريق بمشاهده فيديوهات عربية واجنبية. واستطردت مروة، كنت سعيدة كطفله بدأت ترسم أول رسوماتها على الورق الأبيض الناصع، وتريد أن تريها لأمها ومعلمتها حتى تنال ثنائهن عليها، لم تكن خطواتي محسوبه كاملًا، لكن الكروشيه هون عليه أيامي في مرضي كان صديقي المقرب وحبيبي الذي يستمع إلى آنيني كلما اشتد عليه الآلم. وعلى لسان سيدة الكروشيه فإنها تؤكد، كانت أول أشياء قمت بها كانت بواسطة الغرز البسيطة وأول أنواعها المعروفه في الكروشية، حيث قمت بعمل كوفيه وطواقي وجوانتى لاننا كنا في أول ديسمبر أي بداية الشتاء، كنت أهادي بهم أولادي وأصحابي المقربين وأهلي. ومن هنا جاءت فكرة عمل صفحة على الفيسبوك، حيث نصحني أصداقي بعملها لعرض مشغولاتي، وفوجئت بأول طلب بمقابل مادي، ومن ثم تهافتت عليه الطلبات، وبدأت الصفحة تكبر بمتابعيها وعملائها الذين يشجعوني على تكملة طريقي، إلى أن وصل الأمر إلى المحافظات التي أشحن لهم أورداتهم عن طريق البريد. كنت عندها ارى موديل او شئ يعجبني أحاول صنعه بيدي وأتخيل أنه سيكون على شخص بهذا الجمال الذي أراه، وأقوم بصنعه بكل الحب له وكنت دائمة الاعتقاد بأن الأشياء التي تصنع بحب وتقدم بود فإنها تكون في غاية الجمال وهذا كان مرادي. اقضي أوقات كثيرة وسط الخيوط فأشعر بأني أنسج كل ما بداخلي على هيئة غرز، وإلى الآن أتعلم أشياء جديدة ودائمة البحث عن كل ما هو جديد وانيق واحاول التطوير من شغلي، لأن الكروشية فن مثل أي فن، مثل الرسم فالرسام يستخدم الفرشاة والالوان لكي يظهر جمال لوحة معينه ونحن نستخدم الابرة والخيط لنبرز اناقة قطعة ما. مشكلة الهاند ميد هنا في مصر لم يأخد حقه كما أنهم يستغلوه، ولكن بالطبع فهو اغلى من أعمال المصانع والماكينات التي لا تحتاج في صناعة القطعة أكثر من 10 دقائق، بينما قطعة الهاند ميد يمكن أن تأخذ أسبوع كامل لتكون جاهزة، كما أن الخامات التي نستخدمها تفرق عن المصانع فنحن نستخدم أجود أنواع الخيوط المستوردة والتركية، فقليل الذين يعلموا قيمة الكروشية. لمزيد من الأخبار.. اضغط هنا