دول تقرر عودة الحياة لطبيعتها.. وأخرى تحكم قبضتها لمنع انتشار الفيروس بدأت أمس عدة دول غربية وعربية رفع القيود الخاصة بفيروس كورونا وعودة الحياة لطبيعتها بعد عامين من الإغلاق الجزئى بسبب الفيروس القاتل فيما لا تزال الاحتجاجات الغاضبة تجتاح عدة عواصم بسبب قبضة الحكومات الحديدية على مواطنيها لمنع تفشى الفيروس القاتل. وأعلنت كل من إنجلترا والدنمارك خططاً لرفع القيود الاحترازية المتبقية بشأن فيروس كورونا، فيما قال كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكى جو بايدن إن ذروة الأزمة الصحية على وشك أن تنتهى، وكشفت كبرى المجموعات السياحية فى أوروبا «تى يو آى» (TUI) أن الحجوزات عادت إلى المستويات التى شوهدت آخر مرة قبل الوباء. وشكلت إجراءات التباعد الاجتماعى والحجر الذاتى وارتداء الكمامات والاختبارات وتعقب المصابين والمخالطين منذ الأيام الأولى لاندلاع الجائحة العمود الفقرى للتدابير التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية، لكن بعد مرور عامين وفى ظل انحسار متحور أوميكرون تسير الجهود على قدم وساق لإلغاء حتى التدابير الاحترازية البسيطة فى ظل مراهنة عدد من الحكومات على مستويات عالية من المناعة السكانية والتلقيح للحد من الضغط على المستشفيات. وألغت السويد والنرويج معظم القيود فيما تجرى خطوات حثيثة فى إيطاليا وإسبانيا للتخلى عن فرض ارتداء الكمامات فى الأماكن الخارجية. وأعلنت سويسرا أنها قد تتوقف عن استخدام جوازات اللقاح فى وقت مبكر من الأسبوع المقبل بعد أن تخلت عن قواعد تتبع المخالطين والعمل عن بعد. وأشارت الصحيفة إلى أن أرقام الإصابات فى جميع أنحاء أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية بدأت تنخفض حيث تراجعت بنسبة 73% مقارنة بذروة أوميكرون فى الولاياتالمتحدة، وبنسبة 60% فى كل من إنجلترا وإسبانيا وبلجيكا، وتغير منحنى الإصابات فى البلدان التى كانت فيها طفرة الفيروس قوية بشكل خاص أو طويلة الأمد حيث انخفض فى الدنمارك والنرويج والسويد وهولندا، والشىء الأهم أنه برغم تجاوز عدد الحالات الأرقام القياسية التى سجلت فى فترة الشتاء، فإن الإصابات المزمنة وعدد الحالات بوحدات العناية المركزة لم تأخذ الاتجاه نفسه. ويرى كيفن شولمان، أستاذ الطب بجامعة ستانفورد، أن إقدام الدول والحكومات على إزالة القيود الاحترازية يجب أن يكون مصحوباً بإقرار بأن العالم لم يخرج بعد من النفق وأن فكرة أننا انتهينا من الفيروس ليست الرسالة الصحيحة.. لقد ضحينا كثيراً، والآن نحن بحاجة إلى العمل للحفاظ على المكاسب المحققة. هذه هى الطريقة التى يجب أن نفكر بها. وأعلنت الحكومة الألمانية رفع معظم القيود المفروضة لمكافحة كورونا بشكل تدريجى بدءاً من 20 مارس المقبل. وقالت الحكومة الألمانية فى وثيقة لها، إنه بحلول 20 مارس المقبل سيتم رفع القيود المفروضة على الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بشكل تدريجى، مشيرة إلى أنه سيتم تحديد شرط فرض التطعيم لدخول أبرز أماكن الحياة الاجتماعية أو الثقافية، فيما ستلغى القواعد التى تشجع الشركات على السماح لموظفيها بالعمل عن بعد، إلا أن ارتداء الكمامة سيبقى إلزامياً فى وسائل النقل والأماكن المغلقة. وأشارت الوثيقة الحكومية إلى أنه سيتم فى 4 مارس رفع القيود المفروضة على دخول المطاعم والفنادق وإعادة فتح أبواب النوادى أمام الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو شفاؤهم أو حيازتهم اختباراً نتيجته سلبية، وأشارت إلى أنه سيتم أيضاً إلغاء شرط السعة فى الصالات الرياضية، ولكن لا يمكن حضور الأحداث الكبرى إلا عند إبراز شهادة التطعيم. وأصبحت ولاية آسام أول ولاية فى الهند ترفع جميع القيود المتعلقة بكورونا، كما أعلنت الكويت رفع العديد من القيود المفروضة هناك بسبب فيروس «كورونا»، خاصة تلك المتعلقة بالسفر. وقال رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد: إن المجلس راجع القرارات الأخيرة، وتدارس الإجراءات التالية لكيفية التعامل مع الفيروس، واتخذ قرارات بإلغاء العديد من القرارات السابقة، وقرر إعادة رص الصفوف بالمساجد، والسماح بالسفر للجميع من المطعمين وغير المطعمين، وإتاحة دخول المجمعات التجارية أمام الجميع. وقال المتحدث باسم الحكومة طارق المرزم إنه تقرر إلغاء شرط إجراء فحص ال«بى. سى. آر» للأشخاص مكتملى التحصين ضد «كورونا» قبل القدوم إلى الكويت وعند الوصول وكذلك الحجر المنزلى. وأضاف أنه اعتباراً من الأحد 20 فبراير الجارى، سيتم إلغاء شرط إجراء فحص ال(بى.سى.آر) للأشخاص غير مكتملى التحصين ضد «كورونا» قبل القدوم إلى الكويت، وإلزامهم بالحجر المنزلى لمدة سبعة أيام بعد الوصول، مع إمكانية إنهاء الحجر قبل ذلك فى حال إجراء فحص سلبى، يأتى ذلك فيما أعلنت البحرين وسلطنة عمان والإمارات وقطر وتونس رفع الإجراءات المقيدة بسبب فيروس كورونا وعودة الحياة لطبيعتها. على جانب آخر أعلنت بريطانيا إصابة زوجة الأمير تشارلز بفيروس كورونا. وتصاعدت الاحتجاجات الغاضبة التى تجتاح عدداً من الدول الأوروبية ضد قرارات حكوماتها فى فرض قيود جديدة لاحتواء تفشى «فيروس كورونا» المستجد.وشملت الاحتجاجات بلجيكا وهولندا والنمسا وفرنسا وألمانيا وكندا ونيوزيلندا، والدنمارك فى الوقت الذى تتخوف عدة دول فى القارة الأوروبية من موجة جديدة من جائحة «كوفيد-19» فى ظل تزايد مطرد لعدد الإصابات بالفيروس اللعين التى وصلت حتى اليوم 413 مليوناً، وأودت بحياة أكثر من 5,83 مليون.