مكتب الإرشاد بالمقطم مقر غير قانوني لجماعة غير قانونية تمارس نشاطها بالمخالفة للقانون المنظم للجمعيات الأهلية الصادر عام 2002 الذي أوجب علي الجمعيات ومنها الاخوان، أن توفق أوضاعها طبقاً لأحكامه، وألزم كل جماعة تقوم بأي من أنشطة الجمعيات أن تتخذ شكل جمعية أو مؤسسة أهلية، وفي حالة عدم الالتزام يتم حلها، كما أن هناك دعوي منظورة أمام القضاء الإداري رفعها المحامي شحاتة محمد شحاتة طالب فيها بحظر استخدام اسم جماعة الاخوان بكافة وسائل الاعلام وتجميد كافة أنشطتها وحساباتها البنكية، واغلاق جميع مقراتها، لممارستها العمل العام بدون ترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية بالمخالفة للقانون. ما هو سند شغل هذا المبني، المسمي مقر الإرشاد وإلي أي شرعية تستند جماعة الاخوان في ممارسة العمل الاجتماعي والسياسي، فقد ظلت هذه الجماعة محظورة لمدة 60 عاماً، وعندما تحولت إلي محظوظة تهربت من توفيق أوضاعها حتي لا يتم اخضاع أنشطتها لرقابة أجهزة الدولة. من حق الشعب المصري معرفة من يحكمه؟ وماهي ماهية وجود هذا التنظيم من الناحية القانونية ومصادر التمويل؟ هذا الكيان الوهمي المسمي مكتب الإرشاد بالمقطم شهد عملية اعتداء همجي ووحشي مارسه شباب الاخوان علي بعض الصحفيين الذين كانوا يقومون بواجبهم الصحفي في تغطية فعاليات «رسوم الجرافيتي» أمام مكتب الإرشاد وهدد الاخوانيون بفصل رأس الصحفي أو المتظاهر الذي يقترب من مكتب الارشاد، رغم أن الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم هم مندوبون دائمون لصحفهم في تغطية اجتماعات مكتب الإرشاد ومعروفون عند قيادات الجماعة ورغم ذلك لم يسلموا من الاعتداء المبرح. الشيء الوضيع في حفلة الاعتداء هو قيام أحد شباب الاخوان بصفع الناشطة ميرفت موسي علي وجهها حتي سقطت علي الأرض. هذا العار الذي ارتكبه الشاب الاخواني وشاهده العالم، هو صفعة علي وجه كل مصرية يتساوي هذا التصرف غير الأخلاقي مع سلوك «أبو جهل» الذي قام بصفع أسماء بنت أبي بكر عندما كانت تقوم بتوصيل الطعام لأبيها وإلي الرسول في الغار، وكان أبو جهل يخجل من معايرة أهل قريش له علي الفعل المشين الذي كان ينهي عنه الرسول وكان يوصي بالمرأة خيراً، ولكن أهل الاخوان لا يخجلون، ولا ينكسفون. وكما شاهدنا أبا جهل يعتدي علي الناشطات في المقطم ويسبهن بأحط الألفاظ معلناً احتقاره للمرأة، قام بلطجية الاخوان بالاعتداء علي بعض الصحفيين بالضرب وسب الدين. الاخوان يريدون تركيع الصحفيين حتي يتوقفوا عن كشف فشلهم وتحويل الإعلام بالكامل الي جزء من النظام. وجاءت انتخابات الصحفيين صفعة علي وجوههم، سلالم «الصحفيين» التي احتضنت كل الفئات المنادية بالحرية وساهمت في قيام ثورة 25 يناير، شهدت شرارة أخري للدفاع عن حقوق الصحفيين وكرامتهم، عندما وقف ضياء رشوان بعد انتخابه نقيباً للصحفيين يقول: نكون أو لا نكون، وعندما قررت الجمعية العمومية للصحفيين انها في حالة انعقاد دائم للدفاع عن كرامة المهنة وعندما أعلن الصحفيون انهم متوحدون وراء مجلس النقابة في كل القرارات التي يتخذها عندما وجه الصحفيون رسالة قوية الي الاخوان في اختيارهم للنقيب وأعضاء المجلس الستة بإرادة حرة بينهم صحفية قبطية هي الأستاذة حنان فكري ليثبت الصحفيون أن المواطنة فعل وليست شعارات وهتفوا داخل النقابة يسقط حكم المرشد..غلت الدماء في عروق الاخوان وقرروا الانتقام من الإعلام لمنعه بالقوة من الاقتراب من حظيرة الخرفان! الصحفيون مستهدفون لأنهم كشفوا الاخوان وفضحوا محاولاتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة، وأهم مفصل عندهم هو الصحافة التي ساعدتهم علي الخروج من تحت الأرض، وأول شيء فعلوه بعد اختطافهم للسلطة هو محاصرة الصحافة في الدستور المشبوه، وتعيين معظم رؤساء تحرير الصحف القومية بطريقة غير مهنية، واستعمال العنف مع الإعلام الخاص والمستقل كما حدث في حرق صحيفتي الوفد والوطن. لكن كان غيرهم أشطر، فلن يكسر قلم ولن يركع الصحفيون إلا لله.