اللقاح وحده لا يكفى.. والجرعات المنشطة ضرورة شهدت الفترة الأخيرة زيادة كبيرة فى أعداد المصابين بفيروس كورونا ومتحوراته، والأخطر من ذلك هو زيادة حالات الوفيات التى وصل عددها إلى 180 حالة عدة أيام وهو ما ينذر بكارثة فى ظل حالة التجاهل والاستهتار التى سيطرت على المواطنين بالشوارع؛ حيث انعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية خاصة بعد تلقى أعداد كبيرة من المواطنين اللقاح، واختفت «فوبيا» كورونا لدى الكثيرين، ولم يعد الالتزام بارتداء الكمامة كما كان فى بداية ظهور الوباء، كما قل حرص المواطنين على التباعد الاجتماعى سواء فى المواصلات العامة أو غيرها وكانت وزارة الصحة قد أكدت أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة فى أعداد المصابين، وبالتالى لابد من الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر ما بين المتواجدين بالأماكن المغلقة، وتعزيز برامج التوعية لكافة المواطنين للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فضلًا عن التشديد على الالتزام الكامل بتطبيق هذه الإجراءات، خاصةً فى الأماكن التى تشهد تواجدًا كثيفًا من المواطنين كالمصالح الحكومية والجامعات والمدارس، وكذلك الأماكن العامة والخدمية، مع اتخاذ ما يلزم للتقليل من الكثافات البشرية فى هذه الأماكن وتطبيق كل قواعد الوقاية والنظافة والتطهير بها، وذلك للحفاظ على المسار المتوازن الذى انتهجته الدولة على مدار الجائحة. وأرجع الأطباء هذه الزيادة الملحوظة فى أعداد المصابين إلى عدة أسباب منها المتغيرات التى يشهدها فيروس كورونا مثل ظهور سلالات أكثر قدرة على الانتشار والانتقال، كما أن شعور المواطنين بالأمان الزائف بعد التطعيم تسبب فى إهمالهم للإجراءات الاحترازية، والانخفاض الملحوظ فى درجات الحرارة بسبب دخول فصل الشتاء والبرودة مما تسبب فى ضعف المناعة. وللسيطرة على الوضع الحالى قال الدكتور أحمد سيد موسى، رئيس وحدة مكافحة العدوى بمديرية الصحة بأسيوط، إن الفيروس مثله مثل باقى الفيروسات يريد البقاء على قيد الحياة، لذا يقوم بعملية التحور والانتشار لكى يضمن بقاءه، لافتًا إلى أنه من المعروف فى علم الوبائيات أن الفيروس عند مكوثه فترة طويلة و انتقاله من إنسان لآخر فإنه يحدث نوعين من المناعة وهما مناعة من العدوى ومناعة مكتسبة من التطعيم. وتابع «موسى»، أن الهدف من ظهور المتحورات هو تغيير نظام الانتشار كأن يصبح انتشار الفيروس أسرع أو يكون فتاكًا أكثر مثل دلتا، ولذلك يطالب موسى بعودة اتباع الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء كمامات وغسل الأيدى بصفة مستمرة، بالإضافة إلى حث المواطنين على أخذ التطعيمات، مشيرًا إلى أنه من يقوم بتزوير الشهادات أو لم يؤخذ التطعيم يتسبب فى موت الآلاف من البشر، لأنه يؤذى نفسه وأسرته ويؤذى الجميع. وأكد أن التطعيم لا يمنع الإصابة، ولكنه يقلل انتشار الإصابات أو يقلل من حدة المرض وأعراضه، مطالبًا بعدم الانسياق وراء شائعات أن التطعيم يسبب الوفاة أو الإصابة بكورونا، أو أنه يمنع الانجاب فى المستقبل، لافتًا إلى أن هذا الكلام عار تمامًا من الصحة وفقاً لتأكيدات منظمة الصحة العالمية، مشددًا على عدم وجود أى حالات فى مصر وافتها المنية بسبب التطعيم، أو أصيبت بأعراض تسببت فى الدخول إلى المستشفى، ومروجو هذه الإشاعات هدفهم نشر المرض ووفاة آلاف الأبرياء. وشدد رئيس وحدة مكافحة العدوى، على دور الخطاب الدينى فى وزارة الأوقاف أثناء خطب الجمعة لحث المواطنين على أخذ التطعيم، بالإضافة إلى التركيز على أن من يزور شهادة التطعيم آثم، ومن ينشر معلومات خاطئة عن التطعيم يحاسب أمام الله، لسعيه لقتل الناس أجمعين، فهو آفة يضر المجتمع، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون لأهل الثقة دور فى هذا الأمر، فيجب النظر من حولنا ونرى الأشخاص المؤثرين فى حياة الناس، سواء كانوا فنانين أو من نشطاء المجتمع المدنى أو رواد السوشيال ميديا، أو لاعبى الكرة ليخرجوا فى وسائل الإعلام المختلفة لزيادة توعية المواطنين والتنبيه على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى قدر المستطاع لكى نعبر من الأزمة بسلام. ومن جانبه، طالب الدكتور جمال عصمت، مستشار منظمة الصحة العالمية، بعدم إهمال التطعيم والإجراءات الاحترازية، واصفًا ما يحدث بالخطأ الكبير، مشددًا على ضرورة تلقى اللقاح، واتباع الإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعى، ورش المطهرات، متمنيًا السيطرة عليه كما تمت السيطرة على مرض شلل الأطفال، مضيفًا أنه بالرغم من السيطرة على مرض شلل الأطفال منذ فترة طويل، إلا أن الصحة دائمًا تنادى بالتطعيم ضده وإعطاء جرعات تنشيطية للأطفال حتى لا يعود مرة أخرى، وهذا هو السبب فى عمل عدة جرعات لفيروس كورونا، مشيرًا إلى أنه لا يوجد لقاح يعطى مناعة ويحمى من الإصابة بالعدوى بنسبة 100%. لذا يرى «عصمت»، أنه مما سبق نستنتج أن تلقى اللقاح لا يعنى الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية وخصوصًا ونحن على أعتاب موجات أخرى من فيروس كورونا، فالتحصين هو إحدى وسائل السيطرة على الوباء، بالإضافة إلى تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية التى تشتمل ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعى، غسل اليدين باستمرار، والاستخدام الأمثل للمطهرات.