مع دخول مصر في ذروة الموجة الرابعة لجائحة فيروس كورونا المستجد تزايدت الإصابات وحالات الوفاة بين المصريين في ظل إهمال حكومة الانقلاب وعدم التزامها بتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية بجانب انهيار المنظومة الصحية في البلاد . وبجانب التراخي الانقلابي هناك حالة عامة من التجاهل والاستهتار بفيروس كورونا سيطرت على المواطنين بالشوارع؛ حيث انعدم تنفيذ الإجراءات الاحترازية واختفت فوبيا كورونا، ولم يعد الالتزام بارتداء الكمامة كما كان في بداية ظهور الوباء، ولا يحرص أحد على التباعد الاجتماعي سواء في المواصلات العامة أو غيرها . حالة التراخي في الإجراءات الوقائية، تنذر بخطر كبير حيث من الممكن أن يقود استمرار الحال على ما هو عليه، إلى موجات أخرى من الفيروس المستجد أشد ضراوة وخطورة من الموجات السابقة .
المنحنى الوبائي هذه الحقائق كشف عنها مصدر مسؤول باللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا التابعة لصحة الانقلاب، مؤكدا أن المنحنى الوبائي خلال هذه الفترة يأخذ في الزيادة من حيث أعداد الإصابات التي تُسجل يوميا. واعترف المصدر أن مصر دخلت ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك توقعات بارتفاع إصابات كورونا تزامنا مع حلول فصل الشتاء. وقال إن "هناك تشابها بين أعراض فيروس كورونا، وبين البرد والإنفلونزا الموسمية التي تنتشر في التوقيت الحالي، مطالبا المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الموجة الرابعة للفيروس".
ذروة الموجة الرابعة من جانبه توقع الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، ارتفاع عدد الإصابات والوفيات خلال الفترة الحالية التي تعتبر ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا، موضحا أنه من المفترض أن تنكسر هذه الموجة خلال شهر يناير القادم. وقال عنان في تصريحات صحفية "من الصعب القضاء على الجائحة وسط ظهور العديد من المتغيرات التي طرأت على الفيروس هذه الفترة محذرا من أنه في حال عدم الوصول لتطعيم 70% من إجمالي عدد السكان ستكون هناك موجة خامسة للفيروس" . وأضاف ، وفقا للإحصائيات ومعدلات انتشار الفيروس ستكون الموجة الخامسة في أول شهر مارس القادم، مع ظهور متغيرات جديدة مثل متغير دلتا بلس، واللقاح هو الوسيلة الوحيدة التي تستطيع السيطرة على هذه الموجات. وأشار عنان إلى أنه في حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، وعدم الحصول على اللقاح، سيتسبب ذلك في كثرة الإصابات بشكل غير طبيعي وستكون هذه كارثة، مشددا على ضرورة تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة لمجابهة الفيروس، حتى لا نعود مجددا لسياسة الغلق، وتنفيذ العقوبات على غير الملتزمين. وأكد أن الوضع الحالي عالميا غير مطمئن نهائيا، لارتفاع الإصابات والوفيات أيضا، وهذا يؤكد أن الفيروس مازالت لديه القدرة على الانتشار أسرع وعلى العدوى أكثر.
مناعة القطيع وحول مناعة القطيع، أوضح عنان أن انتشار مناعة القطيع يحتاج إما إلى إصابة 60% من المجتمع بفيروس كورونا، أو بتطعيم 60% باللقاح فيكتسب المواطنون مناعة تمنع نقل الفيروس، ولكن لا يوجد لقاح حتى الآن يكفي تطعيم كل هذه الأعداد . وأشار إلى أن الحل الوحيد هو أولا الحصول على اللقاح بجرعاته كاملة، مع الالتزام بارتداء الكمامة وكافة الإجراءات الاحترازية مؤكدا أن جميع اللقاحات آمنة ولقاح كورونا مثل أي لقاح ستظهر له بعض الأعراض مثل تورم مكان الحقن، واحمراره، وارتفاع درجة الحرارة، وألم في المفاصل، والرغبة في النوم.
إجراءات وقائية حول مواجهة تزايد الإصابات قال الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس إن "هناك إجراءات وقائية يجب اتباعها خلال الفترة القادمة التي تعتبر الأخطر لفيروس كورونا" موضحا أن هذه الإجراءات تشمل : 1- ارتداء الكمامة في الأماكن العامة ووسائل النقل. 2- تطبيق التباعد الاجتماعي على قدر الإمكان بمتوسط مسافة 2 متر. 3- غسل اليدين كثيرا، خاصة بعد التواجد في الأماكن العامة، فيمكن أن تكون الجراثيم على الأسطح كثيرة اللمس مثل مقابض الأبواب أو مقابض مضخات البنزين، ولابد من استخدام الماء والصابون، وفرك اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل. 4- استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول دون إفراط. 5- العزل المنزلي للحالات المصابة. وأشار الجمال في تصريحات صحفية إلى أنه من المعروف أن فيروس كوفيد-19، ينتشر بسهولة من شخص لآخر، فعندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، يمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو على الأنف، وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين مؤكدا أن ارتداء الشخص المصاب أو السليم للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى وانتشار الفيروس، حتى إذا كان الشخص حاصلا على التطعيم . وأوضح أن التباعد الاجتماعي يساعد في إبطاء انتشار الفيروس، فإذا تجنب المواطنون الاتصال المباشر بينهم، فلن ينتشر الفيروس بهذه السرعة، وستقل الإصابات، لافتا إلى أنه رغم أن الإصابات ستستمر إلا أنها ستكون بمعدل أبطأ وأقل مقارنة مما سيحدث إذا ظل الاختلاط والتواصل والتجمعات بين الناس . وقال الجمال إن قلة الإصابات تساعد الأطباء والمستشفيات على رعاية المصابين بكوفيد-19، خاصة شديدي المرض.
لقاحات كورونا ولفت إلى أن تلقي اللقاح لا يعني الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية، موضحا الأسباب العلمية التي تدفع لارتداء الكمامة رغم الحصول على اللقاح فيما يلي: غالبية لقاحات كورونا تؤخذ على جرعتين بينهما حوالي شهر، والجرعة الأولى وحدها غالبا تكون غير قادرة على توليد رد فعل مناعي قوي ضد الفيروس. لا يتم إنتاج الأجسام المضادة فورا عند تلقي اللقاح بل الأمر يستغرق فترة زمنية معينة، وتختلف الاستجابة المناعية من شخص لآخر، وحسب نوع اللقاح، وأيضا تختلف حسب الجرعة، هل هي الأولى أم الجرعة الثانية. ويتميز فيروس كورونا المستجد بالتحور المستمر؛ حيث تم تسجيل سلالات متحورة جديدة تتميز بقدرتها الأكبر على العدوى وسرعة الانتشار مقارنة بالسلالة الأصلية. وشدد الجمال على أن تلقي اللقاح لا يعني الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية، خصوصا ونحن على أعتاب موجات أخرى من فيروس كورونا، موضحا أن التحصين هو أحد وسائل السيطرة على الوباء ويجب معه تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية وتشتمل ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، غسل اليدين باستمرار، والاستخدام الأمثل للمطهرات.