مع تزايد أعداد الإصابات ب فيروس كورونا بشكل حاد في جميع دول العالم في الآونة الأخيرة، والتي وصلت لأكثر من 55 مليون إصابة حتى الآن، ازداد القلق بين الجميع خوفا من الإصابة بسبب الانتشار المرعب ل "كوفيد-19"، حيث يتساءل الكثير، هل سيصاب الجميع بالفيروس، ومن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسهولة، وكيف نحد من هذا الانتشار المرعب، وتجيب "بوابة الأهرام" في هذا التقرير عن جميع التساؤلات. وعاد ارتفاع الإصابات ب فيروس كورونا مرة أخرى في مصر، حيث أعلنت وزارة الصحة تسجيل 275 حالة جديدة بالأمس، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 101288 حالة، كما أكدت ارتفاع حالات الوفاة والتي سجلت بالأمس 16 حالة جديدة، ليصل عدد الوفيات في مصر إلى 6481 حالة وفاة حتى الآن. وحذرت وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، من خطورة الموقف في ديسمبر ويناير حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ل فيروس كورونا ، حيث من المتوقع تضاعف أعداد الإصابات مرتين، ومعدل الوفيات سيرتفع 3 أضعاف في شهري ديسمبر ويناير القادمين، خاصة أن هذه الشهور تشهد زيادة في الوفيات في السنوات العادية، ومع التزامن مع وجود وباء عالمي فالخطورة أكبر. الموجة الثانية بدأت الموجة الثانية ل فيروس كورونا بقوة، في أوروبا وأمريكا بحسب ما أكدته البيانات الرسمية ل منظمة الصحة العالمية ، ومن الواضح أنها بدأت بالفعل في مصر، فكما نرى في الفترة الحالية هناك تزايد ملحوظ في أعداد الإصابات المعلنة رسميا، حيث أن الأرقام الفعلية أكثر بكثير، وذلك لعدة أسباب وضحها الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، وهي، أن ليس كل المصابين يعلنون عن إصابتهم، والكثير لا يقومون بعمل اختبار الpcr، علاوة على ذلك هناك من يصاب ولا تظهر عليه الأعراض وهذه الفئة ستكون بمثابة مصدر رئيسي لانتشار العدوى. أسباب ارتفاع أعداد الإصابة وبسبب الزيادة في عدد الإصابات المعلن عنها من قبل وزارة الصحة المصرية، حذر رئيس مجلس الوزراء من خطورة انتشار الموجة الثانية للفيروس، كما حذرت منظمة الصحة العالمية مصر من احتمالية زيادة أعداد الإصابة في غضون الأسابيع المقبلة، ويرجع الدكتور عبد العظيم الجمال، أسباب ارتفاع أعداد الإصابات، إلى ما يلي: 1- الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة بسبب دخول فصل الشتاء. 2- ضعف المناعة بسبب البرودة وتغيير الفصول. 3- انتشار الأنفلونزا الموسمية. 4- غياب الوعي لدى المواطنين حيث ظن الكثير في الفترة الماضية أن الفيروس قد اختفى تماما. 5- إهمال الإجراءات الاحترازية، والذي ينذر بحدوث موجة ثانية أشد فتكا وأكثر شراسة من الموجة الأولى. لذلك يؤكد أستاذ المناعة، أنه يقع على عاتق وسائل الإعلام المختلفة مسئولية كبيرة لزيادة وعي المواطنين وحثهم على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية التي تقلل من نسبة انتقال الفيروس، وأيضا هناك دور لوزارات الصحة والتعليم والتعليم العالي، في زيادة الوعي لدى المواطنين والطلاب في المراحل الدراسية المختلفة للوقاية من هذا الوباء اللعين. الإجراءات الاحترازية هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها خلال الفترة القادمة التي تعتبر الأخطر ل فيروس كورونا ، يوضحها الدكتور عبد العظيم الجمال فيما يلي: 1- ارتداء الكمامة في الأماكن العامة ووسائل النقل. 2- تطبيق التباعد الاجتماعي على قدر الإمكان بمتوسط مسافة 2 متر. 3- غسل اليدين كثيرا، خاصة بعد التواجد في الأماكن العامة، فيمكن أن تكون الجراثيم على الأسطح كثيرة اللمس مثل مقابض الأبواب أو مقابض مضخات البنزين، ولابد من استخدام الماء والصابون، وفرك اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل. 4- استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول دون إفراط. 5- العزل المنزلي للحالات المصابة. ومن المعروف أن فيروس كوفيد-19، ينتشر بسهولة من شخص لشخص، فعندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، فيمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو على الأنف، وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين، وبالتالي يؤكد "الجمال" أن ارتداء الشخص المصاب أو السليم للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى وانتشار الفيروس. أهمية التباعد الاجتماعي الهدف من التباعد الاجتماعي هو إبطاء انتشار الفيروس، فإذا ظل الناس في المنزل وتجنبوا الاتصال المباشر بينهم، فلن ينتشر الفيروس بسرعة، وسيصاب عدد أقل من الأشخاص في وقت واحد، فرغم أن الإصابات ستستمر إلا أنه سيكون بمعدل أبطأ وأقل مقارنة مما سيحدث إذا ظل الاختلاط والتواصل والتجمعات بين الناس، وقلة الإصابات ستساعد الأطباء والمستشفيات على رعاية الأشخاص المصابين بكوفيد-19، خاصة شديدي المرض. ويشدد الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة، على ضرورة استعداد كل من وزارتي التعليم والتعليم العالي لآثار الموجة الثانية، وتجهيز سيناريو بديل في حال تفشي الفيروس بنسبة كبيرة وخطيرة، وعلى المواطنين مجابهة هذا الوباء، فلابد من الأخذ بالأسباب وتطبيق الإجراءات الاحترازية، فالخطر مازال موجودا بل ويتزايد بشكل كبير ومازلنا نفقد أعز الناس بسببه. ماذا لو لم يلتزم المواطنون بالإجراءات الاحترازية لكورونا؟ في حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا ، سيتسبب ذلك في وصول مصر لتشبع في عدد الإصابات، فيؤكد الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية يتسبب في كثرة الإصابة بشكل غير طبيعي، وممكن أن يصيب المجتمع بأكمله بكورونا، لنصل إلى مناعة القطيع في ذلك الوقت، ولكنها ستكون كارثة. ويوضح الدكتور أمجد الحداد، أنه لابد من تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة لمجابهة الفيروس، مع سياسة الفتح، حتى لانعود مجددا لسياسة الغلق، وتنفيذ العقوبات على غير الملتزمين بالقرارات الحكومية، نظرا أن الوضع الحالي غير مطمئن نهائيا، لارتفاع الإصابات والوفيات أيضا، وهذا يؤكد أن الفيروس مازال لديه القدرة على الانتشار أسرع وقادر على العدوى أكثر من ما فعله في الموجة الأولى. مناعة القطيع وعن إصابة المجتمع بمناعة القطيع، يؤكد الحداد، أن انتشار مناعة القطيع يحتاج إلى إما إصابة 60% من المجتمع ب فيروس كورونا ، أو بتطعيم 60% باللقاح فيكتسب المواطنون مناعة تمنع نقل الفيروس، ولكن لا يوجد لقاح حتى الآن، لذا الحل الوحيد حالا هو الالتزام بارتداء الكمامة وبكافة الإجراءات الاحترازية.