بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا من خلال بيان الإصابات اليومي، اتخذت الحكومة قرارات مشددة والالتزام ب ارتداء الكمامة واتباع كافة الإجراءات الاحترازية ، حيث وجه رئيس الوزراء بضرورة قيام كل من وزارات الداخلية والتنمية المحلية والنقل والسياحة والآثار، وغيرها من الوزارات المعنية، بتطبيق قرارات الغرامة على غير الملتزمين ب " الإجراءات الاحترازية "، والتشديد في هذا الصدد على أن يكون التعامل بمنتهى الحزم، ولا تهاون مع أي مواطن غير ملتزم ب ارتداء الكمامة ، وغيرها من الإجراءات الاحترازية وذلك بعد عودة منحنى الإصابات في التزايد، وهو ما يحتم علينا الالتزام الكامل بتطبيق الإجراءات الاحترازية ، لتجنب سيناريوهات صعبة نحن في غنى عنها، مضيفاً ضرورة التأكيد على أن أي منشأة سياحية أو تجارية أو رياضية غير ملتزمة سيتم إغلاقها. الموجة الثانية للفيروس وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ دكتور المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، لقد بدأت بقوة الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد 19-Covid في أوروبا وأمريكا، وحسبما أكدته البيانات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية، وهو ما يؤكد أن الفيروس لم يتخف بعد وأن خطر العدوى مازال قائمًا، مؤكدًا أن مصر الآن على أعتاب الموجة الثانية للفيروس، فكما نرى في الفترة الحالية هناك تزايد ملحوظ في أعداد الإصابات المعلنة رسميًا، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء يحذر من خطورة انتشار الموجة الثانية للفيروس، كما حذرت منظمة الصحة العالمية مصر من احتمالية زيادة أعداد الإصابة في غضون أسابيع قليلة. عدة عوامل وأوضح الجمال، ومع دخول فصل الشتاء هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي لزيادة أعداد الإصابات وانتشار الفيروس مثل الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة، وضعف المناعة بسبب البرودة وتغيير الفصول، وانتشار الأنفلونزا الموسمية، بالإضافة إلى غياب الوعي لدى المواطنين وإهمال الإجراءات الاحترازية ، والذي ينذر بحدوث موجة ثانية أشد فتكا وشراسة، مشددًا على ضرورة أن تعمل وسائل الإعلام المختلفة ووزارات الصحة والتعليم والتعليم العالي ومناشدتها زيادة الوعي لدى المواطنين والطلاب في المراحل الدراسية المختلفة للوقاية من هذا الوباء اللعين. الإجراءات الاحترازية ولفت الجمال إلى أن الإجراءات الاحترازية تتلخص في الآتي: 1- ارتداء الكمامة في الأماكن العامة ووسائل النقل. 2- تطبيق التباعد الاجتماعي على قدر الإمكان بمتوسط مسافة 2 متر. 3- غسل اليدين كثيرا، خاصة بعد التواجد في الأماكن العامة، يمكن أن تكون الجراثيم على الأسطح كثيرة اللمس مثل مقابض الأبواب أو مقابض مضخات البنزين. استخدم الماء والصابون وافرك يديك لمدة 20 ثانية على الأقل. 4- استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول دون إفراط. 5- العزل المنزلي للحالات المصابة. أهمية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وأكد الجمال على ضرورة ارتداء الكمامة ، فمن المعروف أن فيروس(COVID-19) ينتشر بسهولة من شخص لآخر عندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، يمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو أنوفهم، وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين، وبالتالي فإن ارتداء الشخص السليم أو المصاب للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى و انتشار الفيروس، مضيفًا أن الهدف من التباعد الاجتماعي هو إبطاء انتشار الفيروس، والحرص على البقاء في المنزل وتجنب الاتصال مع البعض، فلن ينتشر الفيروس بسرعة، وسيصاب عدد أقل من الأشخاص في وقت واحد، وسيظل هناك إصابات لكن سيحدث هذا بمعدل أبطأ و أقل مقارنة بالاختلاط، كما أن هذا سيساعد الأطباء والمستشفيات على رعاية الأشخاص المصابين بكوفيد 19 (COVID-19)، خاصة شديدي المرض. خطة بديلة وقد شدد الجمال على ضرورة الأخذ بالأسباب وتطبيق الإجراءات الاحترازية ، فالخطر ما زال موجودا، ومازلنا نفقد أعز الناس من الأصدقاء والأقارب بسبب هذا الوباء اللعين، لذلك يتعين على السادة المسئولين التجهيز من الآن لخطة بديلة لمواجهة هذا الوباء وتطبيق الإجراءات الاحترازية ، لافتًا إلى ضرورة أن تعود وسائل الإعلام لتوعية المواطنين بخطورة الفيروس وكيفية تفادي العدوى والحد من انتشارها. قاعدة أساسية وعن الجانب النفسي والسلوكي بعدم التزام المواطنين بالتدابير و الإجراءات الاحترازية ، يرى الدكتور علاء الغندور استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، لابد أن هناك قاعدة أساسية تقول "من آمن العقاب أساء الأدب"، وأن هناك قاعدة أخرى تقول إن "الشعب المصري بلا كتالوج" بمعنى عندما تتعامل الحكومة معه فعليها التحليل النفسي لسلوكياته في جميع المواقف لكي تتنبأ وتتوقع سلوكه القادم، مضيفًا نلاحظ أن الحكومة في بداية فترة الكورونا الأولى قامت بحملة دعائية قومية وتوعية شديدة استجاب لها الغالبية العظمى من الشعب لأن الشعب يؤمن بأنه لن ينفذ التعليمات إلا عند إحساسه باقتراب الخطورة القصوى، ولكن يتشابه الحكومة والشعب في السلوك المتراخي والمتقاعس، عندما تهدأ الأمور فتنسى الحكومة حملتها وينسى الشعب التزامه وفجأة تكتشف الحكومة خطورة الموقف وأن العالم كله يتعرض لخطر مميت من الكورونا فتستيقظ من غفوتها وتبدأ بإصدار قرارات صارمة عنيفة وتطلب من الشعب تنفيذها. تأهيل نفسي وأضاف، فمثلًا لاعبو الكرة في نهاية الموسم الكروي يصلون إلى قمة اللياقة البدنية والفنية والنفسية وبعد نهاية الدوري يحدث استرخاء وفترة راحة طويلة وعندما يعود الدوري من جديد يحتاجون إلى فترة إعداد شهرين على الأقل حتى يصلوا إلى المستوى المعتاد فنيا وبدنيا ونفسيا ومها ريا، وهكذا حال الشعب الذي وصل إلى قمة اليقظة والاستجابة إلى تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية والتي طالبتها الحكومة وبالتالي فإن الشعب يحتاج إلى فترة جديدة إعداد جديدة النفسي والفكري والسلوكي والإحساس بالخطر الداهم الذي يحيق بنا. وأشار إلى أن الحكومة تأخرت عن التحذير عن خطورة عودة الكورونا في حملة جديدة مع بداية الشتاء وفجأة انتبهت أن الشتاء عاد وبدأت التحذير الشديد فجأة في الوقت الذي توقف الشعب عن اتخاذ الإجراءات الاحترازية منذ 3 شهور على الأقل ولم يكن هناك عقاب رادع ومسألة لمن لا يرتدي الكمامة، فإذا دخلنا مترو الأنفاق نجد الغالبية العظمى من المترددين على هذا المرفق الحيوي لا يرتدون الكمامة ويرتادونها على الرقبة ولا يجدون من يمنعهم من الدخول وعدم ارتداء الكمامة ، ولكي نحل المشكلة يجب أن نعترف بوجود مشكلة أن المسئول يهتم في لحظة الذروة فقط وأن المواطن يقلده، أيضا فعندما لا يجد المواطن العقاب والاهتمام يصرف النظر على الالتزام بتنفيذ القوانين فإذا دخلنا أي مصلحة حكومية فلا نجد مسئول أو موظف يرتدي الكمامة وعلى المسئولين أن يعرفوا أن التعامل مع الشعب يحتاج إلى فهم أنماط شخصياته لكي يحصدوا أفضل النتائج من تطبيق الإجراءات الاحترازية من الشعب، فالشعب عندما شعر بالخطورة في الفترة الأولى قام بالالتزام والآن محتاجين حملة مضاعفة حكومية في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وإلقاء الضوء على الإصابات الحقيقة التي حدثت للمصريين والأوروبيين والأمريكان وتأثير الوفيات الكورونا على الأسرة وعلى المجتمع فيجب أن يكون الأسلوب يعتمد على عدم التهوين أو عدم التهويل.