أمامك طريقان، إما أن تنسحب، وتعيش دون أحلام، وإما أن تتحمل، وتواجه العقبات، فركز على ما ترغب أن تحققه فى مسيرتك، واعمل كل يوم من أجله، كن متأكدًا أنك سوف تصل فى النهاية... تجاهل كل كلمة تؤدى بك إلى الاستسلام.. وهكذا محدثى فلسفته لا يمكنك هزيمة شخص لا ييأس، لأنك يومًا ما تكون ما تمنيت. اعلم أن من يخاف شخصًا يستسلم دائمًا فى منتصف الطريق، وإن من يرهبون التعثر لن يجربوا يومًا ما متعة الشعور بتحقيق الإنجازات فى رحلتهم.. وعلى ذلك لم يستسلم الرجل منذ صباه. سيد أيوب العضو المنتدب لشركة تايكون لتداول الأوراق المالية وعضو مجلس إدارة شركتى تايكون القابضة، والإسكندرية الوطنية للاستثمارات المالية.. مبدأه كن أنت مصدر الطاقة الإيجابية حيثما كنت، المثابرة والصبر وجهان لعملة واحدة فى مفردات قاموسه، لا مكان للمستحيل فى قائمة اختياراته، تعلم من تجاربه اتخاذ القرارات الجيدة. منظومة من العلاقات المتبادلة بين الزهور، والأشجار.. 100 متر نباتات متناغمة، هى مساحة الحديقة، مظاهر جمالية، أشجار زينة، تضفى مظهراً حسناً وجمالياً على المكان، على بعد أمتار وعند المدخل الرئيسى يتكشف تناغم الألوان على الحوائط، ربما سر جمالها لكونها تحمل الراحة والهدوء.. تنسيق كبير فى الديكورات، لوحة مصممة برسوم زيتية تحكى تفاصيل جمالية للجبال والأنهار، والزرع.. خيول منطلقة فى سباق، ولذلك قصة تتعلق بفلسفة زوجته فى الاختيار، والإشارة إلى أن مشوار النجاح مستمر لا يتوقف. تأسيس الكيان الأسرى والحفاظ عليه، أهم طاقة إيجابية تدعم المكان، حيوانات أليفة، فازات ذات طابع بسيط، بألوان قاتمة، من الأساسيات لاكتمال الديكور، ممتدة إلى غرفة مكتبه البسيط، صور أسرته تزين الحوائط، سطح مكتبه، أكثر تنظيمًا، ونظافة، قصاصات يسطر ملاحظاته، ويدون خطة عمله اليومية.. ذكرياته قصص من المثابرة، والجهد، تاريخ مشرف، نهايته التقدير والنجاح.. سطر فى مقدمة ذكرياته كلمات ورسالة شكر لكل من صنع شخصيته الناجحة على مستوى العمل، والعلاقات الشخصية. اتزان وحماس هما سر قبوله، موضوعى فى تحليله، ودقيق حينما يتحدث عن أمور أكثر تعقيدًا، واضح فى طرحه لرؤية المشهد، متفائل بحذر، يعزز دور الدولة فيما اتخذ بشأن الإصلاحات الاقتصادية، والتعافى والتحسن فى المؤشرات القطاعية، المتعلقة بالموازنة العامة، لكن هذا لا يمنع أن هذه الأرقام كان متوقعًا أن تكون أكبر، لولا جائحة كورونا، وتأثيرها على المشهد الاقتصادى محليًا، خاصة أن الأحداث السلبية التى تضرب العالم، يستغرق تجاوزها على المستوى المحلى فترة طويلة، فالاقتصاد العالمى، يعانى من ارتفاع سعر الطاقة، والتضخم، وكذلك حجم الطلب، وارتفاع سعر الشحن عالميًا، ورغم ذلك فإن إعادة الهيكلة للاقتصاد الوطنى أسهمت فى صموده فى تلك المرحلة أمام الأزمات العالمية، التى شهدت اقتصاديات العالم خلالها حالة من الارتباك، والركود، حيث نجحت الحكومة فى التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، وتسجيل معدلات إيجابية تفوق المستهدفات، وتقديرات مؤسسات التمويل والتصنيف الدولية، وإسهام المشروعات التنموية فى تحريك عجلة الاقتصاد القومى. يستشهد الرجل فى هذا الشأن بالطفرة الكبيرة المسجلة فى حجم الصادرات الوطنية التى وصلت إجماليًا وفقًا للأرقام 45.2 مليار دولار فى 2021، وهو أعلى رقم حققته الصادرات المصرية فى تاريخها، لاستهداف حاجز100 مليار دولار، وكذلك ارتفاع الاحتياطى النقدى، ورغم كل ذلك يبدى الرجل ملاحظته على المشهد بصورة عامة، وتتمثل فى عدم القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية بصورة تتلاءم مع حجم الاقتصاد الوطنى، وكذلك توحيد المعاملة والثقة بين المستثمر الأجنبى، والمحلى، الذى يعد المؤشر الحقيقى لجذب الاستثمارات الأجنبية. إذن.. هل ترى أن الحكومة نجحت فى امتصاص تداعيات موجة التضخم العالمي؟ الأشياء العظيمة بإمكانك تحقيقها هكذا يجيبنى قائلا إن «قدرة الحكومة على الهيكلة الاقتصادية والخطوات التى اتخذتها أسهمت فى مواجهة وامتصاص الأزمات، ومنها التضخم». طموح، يحلل بمصداقية، حينما يفسر موقف رجل الشارع من استفادته بالإجراءات الإصلاحية، يقول إن «معيشة المواطن شهدت تحسنًا فى الخدمات الصحية، النقل، وكذلك تحسن فى الدخل، بعد ارتفاع الحد الأدنى للأجور، لمواجهة زيادة الأسعار، وهو أمر جيد من جانب الحكومة، خاصة فى بعض القطاعات، منها الصحية، والتكنولوجية، فى مقابل قطاع المقاولات الذى سوف يتأثر العاملين به سلبيًا». «النجاح هو مجموع الجهود الصغيرة التى تتحقق يومًا بعد الآخر».. وهكذا الرجل يصف السياسة النقدية، ممثلة فى البنك المركزى، ودوره الكبير فى تجاوز الأزمات، وتحقيق مستهدفاته فى استقرار سعر الصرف، ومواجهة التضخم، وأسعار الفائدة، ونجح فى ذلك، وتكشف ذلك بصورة كبيرة فى عام2020، مع انتشار جائحة كورونا، وقيامه باتخاذ إصلاحات شاملة، بدعم السياحة، والمبادرات فى كافة القطاعات، ولكن لا يزال الاقتصاد يعانى ضعفًا، واتجه البنك المركزى إلى تحقيق التوازن بين استقرار سعر الصرف، وأيضًا استقرار أسعار السلع والمنتجات، والحفاظ على النشاط الاقتصادى، وتوفير التمويل اللازم للدولة، وهو ما يسعى إليه البنك المركزى، ولكن لابد أن يتوافر المرونة فى ذلك. تجاربه ومحطاته المتعددة منحته الدقة فى الحديث عن عمل البنك المركزى على استقرار أسعار الفائدة، خلال العام2021 بهدف الحفاظ على معدلات النمو، فى ظل استمرار تداعيات كورونا، وكذلك ثبات معدلات التضخم، وثبات معدلات الالتزامات الدولية، والحفاظ على الاحتياطى النقدى الأجنبى، لذلك كانت عملية ثبات سعر الفائدة. يظل الشغل الشاغل للرجل الاقتراض الخارجى، ومستوياته التى يعتبرها، فى تزايد، حيث يعتبر ذلك قائمًا على الاتفاق مع صندوق النقد الدولى، وهو ما يمثل قلقًا للرجل، خاصة أنه فى ظل استمرار كورونا، سوف يستمر الاقتراض الخارجى. إذن هل أسعار الصرف تمثل قيمتها الحقيقة أمام العملة المحلية؟ بثقة وهدوء يجيبنى قائلا إن «سعر الصرف فى حاجة إلى مرونة، حتى يعبر عن سعره الحقيقى، خاصة فى ظل ارتفاع معدلات التضخم، مما يؤثر على سعر الصرف». تحمُّل المسئولية منذ صباه، منحه القدرة على الإدارة الحكيمة، يتبين ذلك من خلال حديثه عن السياسة المالية التى تسبب جدلًا مثيرًا بين الخبراء، والمحللين، يعتبر أن السياسة المالية تخفف الآثار السلبية المترتبة على ارتفاع أسعار السلع العالمية، والعمل على ترشيد الإنفاق، ولكن فيما يتعلق بمنظومة الضرائب التى تعتمد عليها الحكومة، رغم كونها جيدة، فإنه يتم توجيهها بصورة خاطئة. يستشهد فى ذلك بالقرار الخاص بضريبة الأرباح الرأسمالية، حيث إن هناك مستهدفات من جانب الحكومة لضريبة الأرباح الرأسمالية، إلا أنه فى ظل وجود 3 مطبات أمام الضريبة يصعب تحقيقه، منها الضعف الذى يعانيه السوق، وكذلك تراجع السيولة، وعدم ضخ أموال جديدة بالسوق، وكل ذلك لن يحقق هذه المستهدفات، مقابل ضريبة الدمغة التى كانت تحقق حصيلة كبيرة. الإصرار والعزيمة من السمات المستمدة من والده، لذلك تجده يحث الحكومة بصورة مستمرة على الاهتمام بالاستثمارات الأجنبية المباشرة، الذى يتحرك فى منطقة لا تتناسب مع حجم الاقتصاد المحلى، ويتطلب العمل مزيدًا من المحفزات الضريبية، والتيسيرات المختلفة للمستثمرين، فى منح الأراضى، ومساعدته فى استرداد، رأس أمواله فى المشروعات خلال السنوات الأولى مع المشروع، حتى يتمكن من استكمال المشروع، والتوسع فيه، مما يتيح فرصًا لتوفير فرص عمل، فتح المزيد من مجالات العمل، مع تركيز الحكومة على الترويج للاستثمارات فى المناطق الجديدة، فى كافة القطاعات. التفاصيل مهمة فى نظامه، من خلالها يصل إلى النتائج بصورة سريعة ودقيقة، تجده حينما يتحدث عن القطاع الخاص، يعتبره يعانى ظلمًا بسبب غياب التنافسية، بينه والقطاع الحكومى الذى تكون تكلفة استثماراتها فى القطاعات المختلفة، أقل من تكلفة القطاع الخاص، ولذا يجب على الحكومة العمل على دعمه كونه العمود الفقرى فى تحقيق التنمية المستدامة للدول. أعلن مؤخرًا عن استهداف 10 طروحات خلال العام 2022 ضمن برنامج الطروحات الحكومية.. هل ترى الوقت مناسب؟ علامات استفهام ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «الوقت غير مناسب، خاصة فى ظل تخارج السيولة من السوق، الذى بات يعانى ضعفًا، وعدم توافر السيولة الحقيقة، التى من شأنها تسهم فى نجاح الطروحات، وتعمل على جذب شرائح ومستثمرين جدد». تظل المشاكل التى يواجهها السوق شغله الشاغله، ومنها طلبه بإعادة النظر فى السياسة المتبعة فى عملية نقل الملكية فى سوق خارج المقصورة التى أدت إلى حرمان، بل وخفض إيرادات البورصة المصرية، وكذلك عدم عودة هذه السيولة للبورصة مرة أخرى، بسبب نقلها عن طريق البنوك، واضطرار أطراف الصفقة إلى بقاء أموالهم فى البنوك، دون استفادة البورصة من هذه السيولة. وضع طاقاته فى خدمة طموحه، فنجح فى تحقيق أحلامه، منذ صباه تحمل المسئولية، وتعرض لاختبارات عبر محطات مسيرته أسهمت فى صقل قدراته، إلى أن وصل للقمة ويسعى للحفاظ عليها بما يقدمه للشركة مع مجلس الإدارة، من خلال التوسع فى زيادة فروع الشركة، وافتتاح عدد من هذه الفروع بمحافظات الصعيد، وكذلك استهداف زيادة رأس مال الشركة من 30 مليون جنيه إلى 100 مليون جنيه، بهدف استكمال كيان تايكون القابضة، بالإضافة إلى استهداف التوسع الخارجى من خلال فتح فروع للشركة فى الخارج، بنحو 3 فروع بدول الإمارات، السعودية، والكويت، لاستقطاب المزيد من المؤسسات، وتعزيز قاعدة العملاء خلال عام 2024. القيمة ليس بما يملك، ولكن بما يمنح، من هنا كان القبول لديه، ومحبة الآخرين سر سعادته، إيمانه بالمثابرة، جعله على القمة، ليس لليأس مكان فى قاموسه، لذلك زين نصائحه فى سطور ذكرياته لأولاده بعدم اليأس، يظل شغله الشاغل الحفاظ مع مجلس إدارة الشركة على ريادتها فى السوق.. فهل يستطيع ذلك؟