بعد تزايد حالات الانتحار فى مصر عن طريق حبة الغلة أو القاتل الصامت تحولت من وسيلة لحفظ الغلال والحبوب إلى أداة رخيصة للقتل والانتحار ومثار الرعب داخل البيوت خاصة فى الأرياف. ويتم استيراد حبة الغلة القاتلة من الهند والصين، واسمها العلمى «فوسفيد الألومونيوم»، وتباع فى محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية، تحت أكثر من عشرة مسميات تجارية بأسماء مختلفة. وتعتبر من مبيدات التدخين أى التى يخرج منها دخان أو غاز، يتخلل أجواء المكان المغلق كصوامع القمح والغلال، فيقضى على الحشرات، التى قد تتواجد فى الشقوق، وهى مجرد غازات تتبخر بعد فترة دون أن تترك أثرا، لكن الخطورة تكمن فى التعامل معها دون وعى أو اتخاذ احتياطات. وهى أقراص ومبيد حشرى يستخدم على نطاق واسع لحفظ معظم أنواع الغلال والحبوب من التسوس وهو يدخل مصر بصورة رسمية كمبيد حشرى مصرح به وحظرت عشرات الدول العربية استخدامها، بعد تسببها فى زيادة نسبة وفيات الأطفال ووجد منها 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد، واستخدامها واحد فى حفظ الغلال والحبوب. وحبة الغلة تكمن خطورتها فى إطلاقها غاز الفوسفين شديد السمية؛ وهو غاز لا يوجد علاج أو ترياق مضاد له، و500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان والقرص الواحد منها ينتج 1 جم من غاز الفوسفين أو فوسفيد النيتروجين وحبوب الغلة تتفاعل فور دخولها معدة المريض مع المياه وعصارة المعدة وتنتج بالجسم غاز الفوسفين شديد السمية ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز وتسبب الغاز فى توقف أجهزة الجسم تباعًا؛ لذلك يتم التعامل فورًا مع الأعراض الظاهرة مباشرةً، ولذلك يُسمى الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت ومن الأخطاء الشائعة فى التعامل مع التسمم بحبة الغلة هو إعطاء المريض المياه؛ لأنه يساعد على سرعة التفاعل وإطلاق الغاز السام. وتقول الدكتورة مها غانم أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية فى كلية الطب بجامعة الإسكندرية ومدير مركز السموم السابق حبة الغلة أو فوسفيد الالومنيوم فى الأصل يستخدم فى قتل القوارض – وتبخير المراكب – حاليا يتم استخدامه من قبل الشركات لتبخير المنازل، وعادة ما تكون مواد التبخير أثقل من الهواء. لذلك، فإنها سوف تظل مركزة فوق سطح الأرض والطوابق السفلية للمبانى وتحدث طريقة التسمم حيث يظهر التسمم عند ابتلاع هذه الكريات «فوسفات الالومنيوم» او المسحوق «فوسفات الزنك» المكونة من مادة الفوسفيدات، عادة فى شكل فوسفيد الزنك أو فوسفيد الألومنيوم وعند ملامسة هذه الكريات للماء «مشتملا السائل الحمضى الموجود فى المعدة» ينبعث غاز الفوسفين السام. واذا كانت تلك الحبوب مستخدمة فى التبخير فإن التسمم يحدث اذا تم التعرض للغاز قبل التهوية الجيدة للمكان وكل 3 جم من الحبوب تفرز حوالى 1 غراممن غاز الفوسفين عند التعرض للرطوبة ويترك وراءها مخلفات رمادية غير سامة من هيدروكسيد الألومنيوم والجرعة المميتة المحددة هى 0.15-0.5 جم- ومع ذلك، فإن معظم المرضى يبتلع ثلاثة اقراص أو أكثر من الأقراص التى تؤدى إلى الموت «عادة الناجون اما حدث لهم قىء – او ابتلعوا حبوب قديمة – أو أن هذه الحبوب تعرضت للهواء لفترة قبل البلع» ولا تزال الآلية الدقيقة للتسمم الفوسفيد بالألمونيوم غير معروفة، إلا أن التجارب على الحيوانات المختلفة أظهرت تغييرات فى مكون الهيموغلوبين. كما انه يؤدى إلى تثبيط انزيم السيتوكروم – المسئول عن تنفس الخلايا فى الجسم ويؤدى إلى تسمم القلب والرئتين مع موت سريع لخلايا الجسم. وتضيف الدكتورة مها غانم تتمثل الأعراض فى الغثيان والقيء وألم خلف الحنجرة وشلل المعدة وضيق النفس والقلق وانبعاث رائحة الثوم من الفم كما يشمل قيء وألم بالمعدة يكشف التنظير عن وجود قروح بالمريء والمعدة والاثنى عشرية، وضيق بالمرىء ينتج عنه عسر البلع وتصاحب هذه الأعراض وجود صفرة بالدم وتعد علامات تسارع التنفس وضيق التنفس من العلامات الشائعة لسمية الجهاز التنفسى ومن الأعراض فشل عضلة القلب وانخفاض ضغط الدم وتغيرات فى رسم القلب ونقص بوتاسيوم الدم وتغير درجة حموضة الدم، والفشل الكلوى الحاد والتهاب الكبد والبنكرياس والقصور الحاد لقشر الكظر والنخر الأنبوبى الحاد والتخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية هى نتائج أقل شيوعًا فى حالات التسمم وقد تؤدى الصدمة الحرارية إلى نقص الأكسجين الدماغى الذى عادة ما يظهر نفسه كنعاس، وهذيان، وغيبوبة وتحدث الوفاة خلال 24 ساعة على الأكثر والإسعافات الأولية هى إعطاء المريض زيت بارافين «4-5 زجاجات = 100 مل» ونقله إلى مركز السموم. كلام صورة: د. مها غانم تزايد حالات الانتحار مصر عن طريق حبة الغلة حبة الغلة أو القاتل ترياق مضاد له الوفد Share 1 Tweet 1 0 الرابط المختصر