بعد حرمان الشعب المصري خلال قرابة الستين عاما من أدنى حقوقه الإنسانية من الحرية والعدالة والإحساس بالأمان والكرامة الإنسانية والذى دعاه للخروج بثورة تقضى على فساد وقمع وزارة الداخلية التى استخدمها النظام في تعذيب المواطنين وتبعها فوضى عارمة في البلاد. خرج علينا الرئيس محمد مرسى منذ إعلان نيته للترشح لرئاسة الجمهورية ليضمن لنا تحقيق الأمن والكرامة الإنسانية هذا الأمل الذى طالما انتظره الشعب طويلا، فما كان إلا ردود الأفعال المؤيدة للرئيس الذى سيحقق الأمن وانتخابه رئيسا للبلاد. أنتخب الشعب الرئيس الذى تعهد بتحقيق الأمن العادل في الشارع المصري، والعمل علي ضبط الخارجين على القانون والبلطجية وإعادة تأهيلهم نفسيا، وحسن معاملة الشرطة مع الشعب لضمان حريته، مؤكدا أن عصر التعذيب في السجون قد انتهى. كما خصص عددا من البنود الخاصة بالأمن لجهاز الشرطة حتى يتم تحقيق وعوده وهى منح مكافئات وحوافز وترقيات لرجال الشرطة مرتبطة باستعادة الأمن من مناطق عملهم، و التأمين الشامل على رجال الشرطة ضد مخاطر المهنة، و العمل على إعادة الثقة والتعاون بين المواطن وجهاز الشرطة. شاهد البرنامج الانتخابى لمرسى:
وبعد مرور تسعة أشهر على تولى الرئيس محمد مرسى الرئاسة.. المواطنون يبكون ويطالبون بالأمن، وبعد الفحص على حال البلاد، اكتشف المتخصصون أن وعود الأمن التى طالما طمأن مرسي المواطنين بها ما هى سوى "حمل كاذب"، ووقعت البلاد في صدمة الفوضى والعنف. ومع فحص البنود التى وعد بها الرئيس حول الأمن نجد أنها لم تتحقق سوى في نظر الرئيس نفسه فحسب، حتى بدأ المواطنون يعلنون حالة العصيان المدنى وحتى رجال الشرطة أنفسهم.. وسنقوم بعرض حال كل بند وعد به الرئيس بعد مرور تسعة أشهر. فخامة موكب الرئيس فبعد أن وقف الرئيس محمد مرسى في ميدان التحرير لحلف اليمين أمام الشعب، وكشف عن صدره معلنا أنه لن يخشى من أحد ولن يسير بموكب ولا يأبه لحرس جمهورى، وإذا به يسير محصنا وسط مركب يضم ما يزيد عن عشرين سيارة لحمايته. شاهد موكب الرئيس:
تحقيق الأمن بالسحل شهد الشارع المصرى في عهد الرئيس مرسى عمليات سحل للمواطنين وليس هباء وإنما أمام قصر الاتحادية وعلى بعد أمتار من الرئيس، وهو ما أصاب المصريين بالذعر عندما يرون علنا على الشاشات المصرية المواطنين يسحلون على مرأى الجميع دون حياء من المسئولين ودون أن يخرج الرئيس يعتذر للمسحول أو يتعهد برد هيبته وكرامته التى حاول إهدارها. بدأ السحل في عصر مرسى أمام قصره بعد أن قام قوات الأمن المتواجدة أمام قصر الاتحادية لحمايته من الخارج بسحل المواطن حمادة صابر والتعدى عليه بالضرب وتعريته من ملابسه على مرأى الجميع. أعقبها عددا من وقائع السحل على المتظاهرين وكانت إحداهم قيام قوات الأمن المتواجدة بمحيط قصر النيل بسحل أحد المتظاهرين أثناء إلقاء القبض على عدد منهم بميدان سيمون بوليفار حيث قامت القوات بتجريده من ملابسة الداخلية أثناء الذهاب به إلى أحد الأكشاك الأمنية المتواجدة بمحيط السفارة الأمريكية. لم يقتصر السحل على المتظاهرين فحسب وإنما امتدت ليشمل الصحفيين الذين يقومون بأداء واجباتهم، وذلك بتعرض عوض محمد عوض، المحرر بجريدة "المصريون" للاعتداء والضرب المبرح وسحله على الأرض من قِبل قوات الأمن أثناء تغطيته للاشتباكات الدائرة على كورنيش النيل، وذلك أثناء قيامه بتغطية الاشتباكات الواقعة بين الأمن والمتظاهرين بالعصى. شاهد سحل متظاهر أمام الاتحادية:
عودة التعذيب لأقسام الشرطة ولم تقتصر خطة تحقيق الأمن على السحل فحسب وإنما عاد رجال الشرطة إلى سابق عهدهم للتعذيب بالاقسام الذى أثار الغضب وكان أحد أسباب قيام الثورة، وحدث ذلك مع عدد من الصحفيين من بينهم محمد سعد، الصحفى بموقع البديل، والذي تم القبض عليه وتعرض لتعذيب داخل قسم الشرطة. وتابع رجال الشرطة تلك الممارسات وكشف الأمر البلاغ الذى قدمه المواطن عمرو علي عبد المجيد حول محاولة رئيس مباحث بني مزار والمقدم عصام أبو الفضل إجبارهما علي الاعتراف بجريمة سرقة بعد تعذيبهما والاعتداء علي أحدهما جنسيا. أكد عبد المجيد أنهم قاموا بتكتيفه من الخلف وضربه بصورة بشعة وقاموا بوضع " الكلبشات" في يديه وقاموا بتعليقه في الشباك وهتكوا عرضه وطرحوه بعد ذلك أرضا ثم أجبروه علي لعق أحذيتهم ثم قاموا بإلقائي علي كرسي وضربي علي قدمي بعصا خشبية مما أفقدني الوعي من شدة التعذيب. إضراب الشرطة تكذب وعود الرئيس على الجانب الآخر وتنفيذا لوعود الرئيس التى تعهد بها لحماية رجال الشرطة، قام ضباط الشرطة بإعلان إضرابهم واعتصامهم أمام مديريات أمن المحافظات احتجاجا على محاولة أخونة وزارة الداخلية وإقحام رجال الأمن في مواجهات مع المتظاهرين، للمطالبة بتسليحهم بالسلاح المحدث، و صرف حوافز المناطق النائية ونقل الأفراد المغتربين ممن قضوا أكثر من 5سنوات فى مديرية الأمن والأقسام التابعة لها. شاهد إضراب الشرطة: