3 محاور تحقق الاستدامة للجمعية الذين ولدوا فى العواصف، لا يخافون من هبوب الرياح، فالمحن الصعبة قد تسقط الكثير، إلا أنها تدفع آخرين لأن يحطموا أرقامًا قياسية فى النجاح... اعلم أنه يمكنك تحقيق كل ما يصل إليه تفكيرك، وما تؤمن به، فقط تذكر أنه بإمكانك ذلك.. وكذلك محدثى فلسفته لا تذهب إلى طريق سهل، وإنّما اذهب إلى طريق مسدود واترك أثراً. إذا لم تكن لديك الرغبة فى المخاطرة، فعليك أن ترضى بأن تكون عاديًا، فالنجاح الكبير وجود إضافة تقدم وأثر يترك، فهما اللذان يحددان عظمة النجاح الذى تحققه، وعلى هذا كانت رحلته الطويلة تكشف أن كل نجاح صورة ذاتية له. حسين الصوالحى نائب رئيس الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار.... مبدؤه إذا أردت السعادة شارك الناس احتياجاتهم، فمساعدة وخدمة الآخرين تشعرك بالراحة، الطموح فى ثقافته لا تتوقف عند نجاح، بل فتش عن النجاح التالى، واحرص بأن يكون نجاحك صنع يديك، لا ينكر الجميل لكل من دعم طموحه وأولهم زوجته. 200 متر من الأرض الخضراء، ترتدى ثوبًا من الزهور، أشجار عالية , تضفى على المكان جمالًا وهدوءًا، عند المدخل الرئيسى يبدو كل شيء بسيطًا، مميزًا، الألوان الهادئة تسود الحوائط، 3 لوحات من الرسوم الزيتية، تحكى تراث الحضارات... أضواء هادئة، مجموعة من الديكورات عبارة عن فازات مزخرفة بالألوان، تمتد حتى حجرة مكتبه البسيط، كتب ومجلدات علمية واقتصادية، روايات، وكتب تاريخ، تملأ أرفف المكتبة. قصاصات ورقية يدون بها ملاحظات أعماله... ذكريات سطرها بكل ما تحمل من معاناة، وأمل، محطات وحكايات تسرد رحلة طموحه، وعشقه للأرقام، وأسرار حبه لمجال الهندسة، والبديل الذى اختاره فى رحلته... «ستغيب يوماً ويبقى ما قدمت وأضفت فاجعل لنفسِك أثراً حسناً».. هكذا كانت مقدمة ذكرياته، إنه لا قيمة لك إلا إذا أضفت شيئًا لا ينسى. تبدو على ملامحه علامات الحماس، الممتزج الهدوء، عندما يحلل المشهد الاقتصادى، يعتمد فى تفسيره للأحداث على لغة الأرقام، نفس المشهد فى تحليله لمسار الاقتصاد الوطنى، يعتبره يسير فى صورة استباقية، ومتناسقة فى كافة المجالات، والملفات، خاصة كما يقول إن «الحكومة نجحت فى تجهيز الملف الاقتصادى بصورة جيدة، وعملت بصورة أكثر احترافية، سواء فى ملف الطاقة، أو المشروعات القومية العملاقة، بالإضافة إلى ملف الاستكشافات البترولية، وسداد العقود للشركات، وشهد هذا الملف طفرة كبيرة فى الطاقة المتجددة بعد دخول سيمنس هذه الاستثمارات بحجم كبير». إذن... ترى أن القادم أفضل بالمشهد الاقتصادى. - بثقة وهدوء يجيبنى قائلًا إن «مؤشرات الاقتصاد، وإشادة المؤسسات المالية الدولية، كلها تعزز مستقبل الاقتصاد، ولكن ذلك لا يمنع من وجود تحديات يواجهها الاقتصاد، ومنها 3 تحديات تتعلق بالسياسة المالية، والحاجة إلى إعادة نظر الحكومة فى هذا الملف الذى يعد مؤشرًا خطيرًا، فى عدم جذب الاستثمارات، وكذلك العمل على استقطاب المزيد من استثمارات القطاع الخاص، بما يحقق طفرة فى التنمية، بالإضافة إلى سعر الفائدة، ودوره فى جذب الاستثمارات الأجنبية، والمعادلة الصعبة ما بين الخفض والزيادة». لا تكون دقيقًا إلا بدراسة فروع الرياضيات، وهكذا الرجل تجده يمتاز بالدقة فيما يقول، عندما يتحدث عن موجة التضخم التى شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا، وامتدادها للسوق المحلى.. يقول إن «معدلات التضخم فى مسارها المقبول، ونجحت الحكومة فى الفترات الماضية فى التعامل باحترافية، من خلال أدوات السياسة النقدية، التى نجحت فى مواجهته، وخفض معدلاته، بعد الارتفاعات القياسية التى وصلت إليه بعد انطلاقة مسار الإصلاح الاقتصادى، وتعويم العملة المحلية، وبمقارنة معدلات التضخم المحلى بالعديد من اقتصاديات الدول الكبرى يتبين أن التضخم المحلى فى حدود مقبولة». الإنسان الإيجابى لا تنتهى أفكاره، لذلك فإن نظرة الرجل إيجابية مهما كانت الظروف، يتبين فى حديثه عن مدى إحساس رجل الشارع وتداعيات الإجراءات الإصلاحية للاقتصاد على مستوى معيشته، حيث يعتبر أن المواطن غير محظوظ، فبعد قيام الدولة بالإصلاح الاقتصادى، وما تبعه من عمليات رفع دعم، ووصوله إلى مستحقيه، إلا أن جائحة كورونا، كان لها تأثير عليه بعدم جنى ثمار هذه الإصلاحات، ولكن تحققت هذه الثمار بأكثر من صورة سواء فى المبادرات، وأهمها مبادرة حياة كريمة، وكذلك تحسين شبكة الطرق والمواصلات، ومتوقع بعد الشوط الكبير الذى قطعته الحكومة فى المرحلة الأولى من الإصلاح الاقتصادى، أو المرحلة الثانية أن يلمس المواطن النتائج مع نهاية العام الجارى 2022، من خلال تحسين دخله وزيادته. قدرته على اتخاذ القرار من السمات التى أكتسبها الرجل من والده، تجده أكثر تميزًا عندما يتحدث عن دور السياسة النقدية ممثله فى البنك المركزى للتعامل مع الإجراءات الإصلاحية، وجائحة كورونا.. يقول إن «المركزى نجح بصورة كبيرة فى تحقيق استقرار سعر الصرف، ومواجهة غول التضخم، الذى تراجع بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى حزمة المحفزات التى أقرها خلال الجائحة لتنشيط الاقتصاد». رغم رضا الرجل عن أداء السياسة النقدية أداء السياسة النقدية فإنه يحمل فى جعبته تحفظات على هذا الأداء، ومطالبته بالعمل على تحقيق مرونة فى سعر الصرف. لكن لماذا التزم البنك المركزى خلال العام الماضى 2021 بسياسة تثبيت سعر الفائدة رغم أن البعض توقع استمرار خفض السعر؟ - تبدو على ملامح الرجل حالة تركيز شديد قبل أن يجيبنى قائلًا إن «خفض أسعار الفائدة خلال عام 2020 كان إجراء تحفيزيًا، وتنشيطيًا للاقتصاد، مثلما تكرر مع الاقتصاديات الكبرى، ولكن مع حركة الاقتصاد فى ظل الإجراءات الخاصة بالجائحة، واللقاح المكتشف لمواجهة الفيروس، كان هناك حرص على عدم فقدان الاستثمارات الأجنبية بأدوات الدين المحلى، خاصة فى ظل التنافسية لبعض الدول المجاورة، وحرصها على خطف هذه الاستثمارات، وكل ذلك دفع البنك المركزى إلى تثبيت سعر الفائدة، بالإضافة إلى توقعاته الاستباقية بحال الاقتصاد عالميًا بعد حركة النشاط الاقتصادى، وارتفاع مواد الخام، وتكلفة النقل، مما أسهم فى زيادة التضخم، وهو ما تحقق بالفعل، ويتوقع أن يظل الحال خلال العام الجارى 2022 على ما هو عليه بتثبيت أسعار الفائدة لفترة». تجاربه الطويلة وخبراته تمنحه ميزة كبيرة عندما يتحدث عن الاقتراض الخارجى، ومتى يكون مفيدًا من عدمه؟.. ليست لديه أزمة فى عملية الاقتراض، فى ظل أن هذه الأموال توجه إلى مشروعات كبرى تحقق عوائد، تصب فى مصلحة الاقتصاد، والمراقب يتبين أن الحكومة ملتزمة فى سداد ما عليها من ديون، وبالتالى لا يكون الأمر مقلقًا من الاقتراض الخارجى، خاصة أن الدولة اضطرت إليه نتيجة أزمة كورونا، وتداعياتها على قطاع السياحة صاحب الإيراد الأكبر من العملة الصعبة. فى جعبة الرجل حكايات كثيرة فى هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بسعر الصرف الذى يحتاج إلى مرونة، بحيث يتحرك وفقًا للعرض والطلب، رغم أن حال تحركه إلى أعلى لن يزيد على 5%، فإن البنك المركزى يضع فى اعتباره البعد الاجتماعى، وتجنب حدوث زيادة فى أسعار السلع والمنتجات. يفتش دائمًا فى التفاصيل ليصل إلى أسباب المشكلة فى حال حدوثها، ونفس المشهد عندما يتحدث عن السياسة المالية، يتبين عدم رضاه عن أدائها المتواضع، فى ظل الاعتماد بصورة كلية على الضرائب فى الإيرادات، وهو ما يسهم فى تطفيش الاستثمارات.. يقول إنه «غير مقبول أن يكون أمام السياسة المالية مصدر واحد للإيرادات ممثلًا فى الضرائب». يستشهد الرجل فى هذا الصدد بتجربة وزارة المالية فى عام 2005 حينما قامت بخفض الضرائب، مما أسهم فى زيادة الحصيلة، واتساع فئاتها، حيث سعى الممولون إلى سدادها فى ظل هذه التيسيرات، ومع تطبيق الشمول المالى ودخول القطاع الاقتصادى غير الرسمى، فى منظومة القطاع الرسمى متوقع أن تزيد حصيلة الضرائب، بما يعنى تخفيف الضغط على فئات بعينها، لكن يتطلب الأمر لتحقيق ذلك محفزات ضريبية واعفاءات لسنوات، مع غرس الثقة بين أصحاب هذا القطاع والحكومة. السعى والاجتهاد الدائم من الصفات التى تمنح الرجل القدرة على تحقيق ما يريد، ونفس الأمر يجب أن يتحقق فى ملف الاستثمار بحسب تعبيره، خاصة توفير الثقة للمستثمر الأجنبى، بتوفير سياسة مالية واضحة ومستقرة، تتناسب مع دراسة الجدوى المعدة لذلك، وكذلك المعاناة التى يواجهها عند تأسيس مشروع أو شركة بسبب البيروقراطية، وهو ما كشفت عنه تراجع الاستثمارات الأجنبية مؤخرًا، وهى كلها مشاكل يعانى منها المستثمر المحلى أيضًا، لذلك على الدولة العمل على انتهاج سياسة مغايرة تمكنها على حل مشاكل الاستثمار أولًا، ثم الترويج له. دائمًا يرتبط الاستثمار بالقطاع الخاص.. فهل لا يزال هذا القطاع يعانى؟ - لحظات صمت تبدو على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا: إن «الدولة اقتحمت المشروعات الكبرى التى لا يتمكن القطاع الخاص بمفرده من تنفيذها، وبعدما نجحت الدولة فى ذلك قامت باستقطاب القطاع الخاص للمشاركة، وتحقق مؤخرًا فى العديد من المشروعات، وتسعى أيضًا خلال الفترة القادمة إلى توسيع المشاركة، ليكون القطاع الخاص مشاركًا رئيسيًا فى التنمية المستدامة». لا تتردد حتى لا تواجه الكثير من العقبات فى طريقك للنجاح، ونفس الأمر يقوله الرجل فى ملف برنامج الطروحات الحكومية، فقد ظلت الدولة قرابة 6 أعوام مرتبكة فى هذا الملف إلى أن قامت مؤخرًا بطرح شركتين حققا نجاحًا فى الإقبال والتغظية، لذلك على الدولة استكمال البرنامج وطرح المزيد من الشركات، بواقع طرح شركة فى كل شهر، فى ظل توافر السيولة، والعمل على تعميق السوق، حيث إن عمق السوق لن يتحقق دون طروحات كبيرة، وناجحة من شأنها القضاء على التلاعبات، مع إعادة النظر فى الرسوم والمصروفات التى تمثل أعباء ثقيلة على الشركات العاملة فى السوق. بمنطق الحرص على إسعاد الآخرين يسعى الرجل على تحقيق ذلك، منذ عمله فى مجال سوق المال، حدد أهدافًا فى حياته سار عليها، ونجح فى تحقيقها، حرص على دعم، وخدمة الباحثين عن العمل، ووجد ضالته فى الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، من خلال العمل على تعليم وإصقال خبرة العاملين بالمجال، لذلك كان تركيزه مع مجلس إدارة الجمعية على استراتيجية دائمة تفيد العاملين بالمجال، تقوم على 3 محاور مستمرة للجمعية منها التعليمى الخاص بالعاملين فى مجال سوق المال، والجامعى من خلال تدريب الدارسين، والتوظيف بالعمل على إيجاد فرص للعمل للطلاب. متفائل بالبحث عن الجانب المضىء فى كل المواقف، وهو سر تفوقه، يبحث عن أدوات لتحقيق ما يريده ويصنع المعجزات، لكن يظل شغله الشاغل بالوصول بالجمعية إلى أكبر قطاع يعمل على تدريبه وتعليمه، ليحفر معها حروفًا من نور بما تعمل على تحقيق من تقدم.. فهل يستطيع ذلك؟ هبوب الرياح طريق سهل السعادة شارك الناس نائب رئيس الجمعية المصرية النجاح Share 1 Tweet 1 0 الرابط المختصر