خسرت الرهان، خذلنى، وصدمنى، محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانونى لرئيس الجمهورية، وجعل رقبتى زى السمسمة وسط زملاء مهنة البحث عن المتاعب، وكنت قد تحيزت لآراء المستشار «جاد الله»، وشجعته فى تعصب مثل تشجيعى للنادى الأهلى، وهتفت جاد الله.. جاد الله إديها كمان استشارات. وكنت أعتقد أن جاد الله أقرب المستشارين إلى قلب الرئيس مرسى، ولا يرفض له استشارة دوناً عن جيش المستشارين والمساعدين الذين عينهم لمعاونته على اتخاذ القرارات المفروض الصائبة، واكتشفت أن جاد الله ميتخيرش عن «حسب الله» وشركاه، لا يستشيرهم الرئيس، وإن استشارهم لا يأخذ بكلامهم، هم مستشارون على ما قُسم، أو خيال مآتة، وأعتذر لكل من تحديتهم، ورثيت لحال جاد الله وزملائه، بعد أن تأكدت أن مؤسسة الرئاسة بالكامل وعلى رأسها الرئيس هى هيئة استشارية لمكتب الإرشاد، وهو صاحب القرارات اللى نازلة ترخ علينا وغرقتنا لأن حنفية القرارات بايظة ومحتاجة جلدة.. وهناك أزمة فى السباكين. ليه ياعم جاد الله خليتنى أحبك من أول استشارة صائبة لك، عشمتنى بالرأى الصائب طرطقت أنا ودانى، واستمعت لك، وقلت الله، قول كمان، ما أروعك، سمعتك تقول إن الرئاسة ستلتزم بحكم محكمة القضاء الإدارى بوقف إجراء انتخابات مجلس النواب وإحالة قانونى الانتخابات والحقوق السياسية إلى المحكمة الدستورية العليا للتأكد من قيام مجلس الشورى بإعمال مقتضى قرارها، وأمرت بتوزيع صندوقين حاجة ساقعة على شلة النادى عندما سمعتك تقول: إن الرئاسة لن تطعن على الحكم، ولن تعيد ما كان يفعله مبارك من إهدار للأحكام، وقلت سيادتك زيادة فى التأكيد إن الاستشكالات والطعون كانت من أساليب مبارك، ولا يمكن استخدامها بعد الثورة، وقلت لأصدقائى: ربنا عوض صبرنا خيراً، وجاد علينا ب«جاد الله»، ورب مستشار واحد فاهم أفضل من «23» مطربشين، وقلت: الدنيا تغيرت ياجماعة فرغم أن الاستشكالات والطعون هى من الحقوق القانونية للأفراد والنظام إلا أن الرئاسة قررت عدم اللجوء للطعن على الحكم لأنه يا جماعة وبصحيح العبارة المستشار جاد الله قال إننا لن نطعن على حكم القضاء الإدارى إعلاء لقيمة دولة القانون، وتحقيقاً لمبدأ الفصل بين السلطات. الله.. الله عليك ياحبيب والديك.. قسّم ياجاد الله، يامايسترو، يابتاع القانون. وفضلت أنا مستنى بآمالى ومالى البيت بكتب القانون الذى أصبح محترماً بعد الثورة، وتخلصنا من مستشارى السوء أيام نظام مبارك، وقلت أخيراً الرئاسة اعترفت بغلطتها فى حق القضاء، وأعلنت احترامها للأحكام بعد أن أهانت القضاء وعملت اللى ميتعملش لإعادة مجلس الشعب المنحل، وطنشت على محاصرة المحكمة الدستورية العليا وما فعلته الجماعة والسلفيون بها، وأخيراً الرئاسة ترد اعتبار القضاء، وتعلن احترامها له، كل شىء كان ماشى قانونى، وأنا مزقطط، إلى أن تلقيت رسالة «S.M.S» على هاتفى، شقلبت كيانى، واغتالت الفرحة فى صدرى، وجعلت رقبتى زى السمسمة، الرسالة تقول: تقدمت هيئة قضايا الدولة نيابة عن كل من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الشورى، ووزير العدل بطعن أمام المحكمة الإدارية العليا على حكم محكمة القضاء الإدارى بوقف انتخابات مجلس النواب! إذن الرئاسة تراجعت، الحقنى ياجاد الله، جاد الله فص ملح وداب، وتركنى فى نص هدومى وسط زملاء المهنة الذين تحديتهم، بكلام المستشار القانونى عن احترام أحكام القضاء، ومش حنعمل زى مبارك.. دانتم طلعتم مبارك وستين مبارك فإذا كان مبارك أهدر أحكام القضاء قيراطاً فأنتم اغتلتم القضاء وأهدرتم أحكاماً 24 قيراطاً وفرقتم دمه بين القبائل، يا أخى جاد الله حرام عليك لما السيارة راجعة للخلف قلت لى اركب لأوصلك ليه. وغداً تنظر المحكمة الإدارية العليا طعن الرئاسة على الحكم، مستعجلين على الانتخابات والبلد تنهار يا جماعة! عزائى أن الرئاسة متخبطة ومتراجعة، ولا تسعى إلى التوافق الحقيقى. فعندما أعلنت أنها لن تطعن على الحكم كانت مؤسسة رئاسة حقيقية، وعندما تراجعت أثبتت انها مجرد سكرتارية لمكتب الإرشاد. بديع يأمر.. الرئاسة تنفذ.. الإعلام ينتقد، فيتهم بأنه يعمل ضد مصالح الدولة العليا، ياناس حرام عليكم احترموا ولو مرة مصالحنا الدنيا، ادونا أمارة على اننا دولة قانون نوصل لكم المحشى فى حلل سخنة لحد باب الطيارة!