موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تسير بخطى ثابتة فى طريق التنمية
اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق فى حوار ل الوفد:
نشر في الوفد يوم 29 - 12 - 2021

أمريكا لن تسمح بالسلاح النووى فى المنطقة.. وإسرائيل تستعد لتوجيه ضربة للنظام الإيرانى
السودان وليبيا أمن قومى لمصر
الاتفاقات العربية مع إسرائيل.. ورقة ضغط لصالح القضية الفلسطينية
الحرب الأهلية فى إثيوبيا تؤثر على ملف سد النهضة.. ومصر ستأخذ حقها بالكامل
افتتاح «طريق الكباش» قدم دعاية كبرى لمصر فى العالم
من يعرف اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية للقوات المسلحة ومحافظ الأقصر الأسبق يدرك مدى وطنية القائد وقدرته على العطاء، وقد ظهرت إنجازاته فى كل مكان حل به أو ارتحل منه، فى الشئون المعنوية للقوات المسلحة وفى السياحة، ثم إبان توليه رئاسة دار الأوبرا، وفى الأقصر التى شهدت نقلة تاريخية على يديه، لم تعرفها من قبل، وجاءت شهادة الرئيس السيسى فى حقه خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمثابة حديث ود ووفاء ورد الجميل للقائد، فاللواء سمير فرج أسطورة مصرية معلمًا وقائدًا، تخرج فى الكلية الحربية عام 1963، والتحق بسلاح المشاة ليتدرج فى المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكا، وتخرج فى كلية أركان حرب المصرية عام 1973، والتحق بعدها بكلية «كمبرلى» الملكية لأركان الحرب بإنجلترا عام 1974، وهى أكبر الكليات العسكرية فى المملكة البريطانية على مستوى العالم، وفور تخرجه عُيّن مدرسًا بها، ليكون أول ضابط يُعيّن فى هذا المنصب من خارج دول حلف الناتو والكومنولث البريطانى.
كما تولى اللواء سمير فرج العديد من المناصب الرئيسية فى القوات المسلحة منها: هيئة العمليات وهيئة البحوث العسكرية، عمل مدرسًا فى معهد المشاة، ومدرسًا بكلية القادة والأركان، كما عين مديرًا لمكتب مدير المخابرات الحربية.
لم يكتف اللواء سمير فرج بالدرجات العلمية العسكرية، حتى حصل أيضًا على درجات علمية فى العلوم المدنية منها: ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة عين شمس عام 1979، ودبلوم إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية 1982، ودرجة الدكتوراه عن دور الإعلام فى إعداد الدولة لتحقيق الأمن القومى المصرى، وعمل ملحقًا عسكريًا فى العاصمة التركية أنقرة فى الفترة من (1990 - 1993)، اختارته القوات المسلحة المصرية ليمثلها فى مناظرة رسمية أذيعت على التليفزيون البريطانى الرسمى BBC أمام إرييل شارون رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلى الأسبق للحديث عن دور مصر فى حرب أكتوبر 1973، عندما كان طالبًا فى كلية «كمبرلى» الملكية بإنجلترا، وكان وقتها برتبة «رائد» لتنتهى بفوز مصر على إسرائيل، كما شغل منصب رئيس دار الأوبرا المصرية فى الفترة من عام (2000 - 2004)، ثم تولى منصب محافظ الأقصر من (2004 - 2011)، ونال العديد من عضويات الجامعات والمراكز البحثية، وحصل على وسام الجمهورية ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ونوط الخدمة الممتازة وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
له العديد من المؤلفات أبرزها «سبع سنوات فى طيبة.. تجربة محافظ»، و«أحداث ومواقف»، و«أوراق من حياتى»، وغيرها من المؤلفات المهمة.
«الوفد» التقت اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق وهذا نص الحوار:
بداية ماذا عن كواليس العمل بعد الحياة العسكرية.. وما أهم الإنجازات فى هذه الفترة من حياتك؟
- كنت أصغر لواء فى القوات المسلحة خرج إلى التقاعد بعد عشر سنوات خدمة برتبة لواء، وعملت وقتها لمدة 6 أشهر فقط فى وزارة السياحة كوكيل أول للوزارة، حتى حدث خلاف بينى وبين الوزير آنذاك ووقتها ساندنى حزب وصحيفة الوفد كثيرًا، ثم توليت رئاسة دار الأوبرا لمدة أربع سنوات فى الفترة من (2000 - 2004)، وكانت فترة جيدة ومزدهرة بالإنجازات، رغم عدم إلمامى بكل الأمور فى الأوبرا، لكنى أفدت كثيرًا من علم الإدارة الذى تعلمته فى الخارج، بالإضافة إلى الخبرة العسكرية، ومن أهم الإنجازات وقتها تجديد وإعادة افتتاح مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وتطوير وافتتاح معهد الموسيقى العربية، وتطوير مسرح الجمهورية ومتحف دار الأوبرا المصرية، وإنشاء متحف لمقتنيات الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، وتأسيس فرقة نجوم الأوبرا، وإقامة حفلات أوبرا «عايدة» فى مختلف ربوع مصر، ودعم وتطوير مهرجان الموسيقى العربية ومهرجان القلعة، وإنشاء 6 قاعات جديدة للبروفات و3 قاعات إضافية لعرض الفنون التشكيلية، وإنشاء مطبعة خاصة لدار الأوبرا، وصندوق لرعاية العاملين بها.
سبع سنوات قضيتها كمحافظ للأقصر.. فماذا عن هذه الفترة وخطة فتح «طريق الكباش»؟
- طلب منى الرئيس «مبارك»- رحمه الله - تولى منصب محافظ الأقصر، وكانت علاقتى به جيدة، والأقصر وقتها كانت تعانى العديد من المشاكل وتحتاج إلى نهضة كبرى، ولذلك فور وصولى وضعت خطة تنمية شاملة للأقصر حتى عام 2030، أى لمدة 25 عامًا، بحيث تساعد من يأتى بعدى على أن يكمل ما بدأناه، وكان أولها البدء فى تطوير معبد الكرنك، الذى تطلب إزالة كل العشوائيات أمام ساحته، ودخلت فى معركة مع منظمة اليونسكو وصلت إلى حد المطالبة لنا بإيقاف العمل بتطوير ساحة الكرنك لحين وصول لجنة من المنظمة لمراجعة ما يحدث من تطوير، بل ووصل تهديد اليونسكو إلى رفع اسم مصر من قائمة التراث العالمى، وعرضت عليه خطة تطوير ساحة الكرنك، وطريق الكباش وانتهى الاجتماع إلى موافقة اللجنة بالإجماع، فانطلقت على الفور فى التنفيذ، وتولت الوزيرة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى حل مشكلة التمويل، وتم تعويض جميع المتضررين منها، وحضر السيد «باندرين» رئيس التراث بمنظمة اليونسكو لزيارة الموقع ولم يصدق ما يحدث على أرض الواقع، وفازت خطة تطوير ساحة الكرنك بجائزة اليونسكو فى العام التالى خلال المؤتمر السنوى للمنظمة فى البرازيل وتسلمتها بصفتى محافظًا للأقصر.
بعدها وضعت خطة لإعادة فتح طريق الكباش اعتمدت على تقسيم الطريق إلى خمسة قطاعات: الأول بطول 500 متر يبدأ من معبد الأقصر تعلوه مبانى قسم شرطة الأقصر وثلاثة مساجد وكنيسة ومبنى لشركة بنزايون، فضلًا عن عدد من البازارات العشوائية، أما القطاع الثانى فبطول 950 متراً فعليه مسجد ومبان سكنية، أما القطاعان الثالث والرابع فكانا عبارة عن زراعات برسيم وخضراوات خلف مكتبة الأقصر، والقطاع الخامس عبارة عن نجع أبوعصبة السكنى، وكانت هناك مشاكل كثيرة بسبب صعوبة نقل السكان وهدم دور العبادة، فضلًا عن معضلة التمويل، لكن تصدت لمشكلة التمويل فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى وقد ساعدنا وقتها المجلس المحلى للأقصر برئاسة الشيخ محمد الطيب، شقيق شيخ الأزهر، وقبل أن نشرع فى إزالة هذه المساكن كنا قد أقمنا البديل «قرية القرنة الجديدة»، وبدأ الدكتور منصور بوريك رئيس منطقة آثار الأقصر الحفر لعمق 6 أمتار لنفاجأ بأن العناية الإلهية حمت «الكباش» بطبقة عازلة من طمى الفيضان، تكونت على مدار 4000 سنة ووجدنا «الكباش» سليمة إلا بعضها ممن قطع الرومان رقبتها عند دخولهم مصر بالديانة الجديدة، وبدأت عمليات ترميم بدعم وإشراف الوزير فاروق حسنى والدكتور زاهى حواس، وحصلت الأقصر على عدة جوائز دولية منها جائزة الاتحاد الأوروبى عن مشروع فتح «طريق الكباش» وتحويل الأقصر إلى متحف مفتوح وجائزة اليونسكو عن تطوير ساحة معبد الكرنك وجائزة مركز التعاون
الأوروبى للبيئة لأفضل خمس هيئات تقديرًا لإسهاماتها فى مجال البيئة. كما حصلت على المركز الثانى بجائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية عن خطة التنمية الشاملة لتطوير الأقصر وساحة الكرنك.
وكيف قرأت افتتاح طريق الكباش مؤخرًا؟
- بالتأكيد.. هذا حدث عظيم بالنسبة لمصر، ويشجع السياحة الثقافية مرة أخرى وهى سياحة الآثار، بالإضافة إلى السياحة الشاطئية مثل شواطئ الغردقة وشرم الشيخ. فمصر تتميز عن أى بلد آخر بالسياحة الثقافية، وبالتأكيد العالم رأى الافتتاح وهو يواجه «كورونا»، ومصر بفضل الله محفوظة من هذا الوباء، بالإضافة إلى وجود الإرهاب العالمى الذى انتهى فى مصر، والجو الرائع وعندما تنتهى جائحة «كورونا» من بلادهم، بالتأكيد سيأتون إلى مصر، ولذلك أعتقد أن هذا الافتتاح قدم دعاية كبرى لمصر ليس كوجهة سياحية فقط، ولكن كمقصد تاريخى وثقافى لا مثيل له فى العالم، ولتقدم مصر للعالم دليلًا جديدًا على عظمتها رغم ما مرت به من أحداث جسيمة بفضل إرادة قياداتها وعزيمة شعبها.
فى ظل الأخطار التى تحيق بمصر من كل الاتجاهات ماذا عن رؤيتك لخريطة التحالفات السياسية فى المنطقة ورصدك لملف السياسة الخارجية فى مصر؟
- مصر لأول مرة فى التاريخ لديها أربعة اتجاهات استراتيجية مهددة، فالاتجاه الشمالى الشرقى وهو «سيناء» بوابة مصر الشرقية عبر التاريخ من أيام الهكسوس منذ 2400 سنة وآخرها حربا 56 و 67، ثم إن الإرهاب لم يأت إلا من سيناء، فهذا تحد مازال موجودًا، أما الاتجاه الغربى فى ليبيا فلم تكن هناك مشاكل فى ليبيا قبل ذلك لكنه أصبح مهددًا اليوم، أما الاتجاه الجنوبى «السودان» فأمن السودان هو أمن مصر، فنحن امتداد واحد ومياه النيل تربطنا، أما الاتجاه الشمالى «البحر المتوسط» سبب التهديد به هو الغاز وثروات المتوسط، ولذلك أصبحت الاتجاهات الأربعة فى مصر الآن مطمعًا ومهددة لأول مرة، بالإضافة إلى وجود «كورونا» والإرهاب العالمى، وهناك مشاكل كثيرة، وبالرغم من ذلك فنحن نسير فى خطة التنمية بشكل كبير، أما بالنسبة للتحالفات السياسية فى المنطقة، فقد نجح الرئيس السيسى أن يقيم توازنات سياسية خارجية، فعلاقتنا مع أمريكا اليوم أصبحت رائعة، خاصة فى ظل وجود «جو بايدن»، وكنا نعتقد أنه ربما تكون هناك مشكلة لأن «ترامب» كان جيدًا مع مصر، وألمانيا علاقتنا معها ممتازة حتى رحيل ميركل، ومع الرئيس الفرنسى «ماكرون» أيضًا علاقتنا فوق الوصف، فالعلاقات الدولية أصبحت متزنة مع كل هذه الأطراف، أيضًا علاقتنا مع دول الخليج هائلة، وبالأمس القريب وزير الخارجية كان فى مؤتمر الخليج وقال: إن أمن الخليج هو أمن مصر، وقد حققت مصر استقرارًا جيدًا، حتى أن الدول التى به مشاكل لم تصعد مصر المشاكل معها.
إذن هل ترى أن ملف السياسة الخارجية نجح بعد فترة حكم الإخوان؟
- بكل تأكيد فقد حققنا ثباتًا سياسيًا خارجيًا رائعًا، أما بالنسبة للملف العسكرى فمصر أصبحت تشغل المركز التاسع إلى المركز الحادى عشر فى العالم فى القوة العسكرية، وقد فعل الرئيس شيئًا مهمًا لم نكن نحلم به، وهو تنويع مصادر السلاح، وهذا كان حلمًا، فقد كنا نأخذ السلاح من أمريكا فقط، لمدة أربعين عامًا، فكان لابد من التنويع، وقد نجح الرئيس السيسى فى تنويع مصادر السلاح طبقًا للتهديدات الخارجية على مصر، وقد شهد الأمريكان بأن «السيسى» استطاع تقوية الجانب العسكرى، فاليوم إسرائيل أخذت البلوك رقم (9) فى لبنان وتحصل على الغاز منه وتستخدمه وتصدره، ولا يستطيع لبنان أن يفعل معها شيئًا، لأنه لا يمتلك السلاح، فمصر- والحمد له- أصبحت قوة عسكرية لا يستهان بها فى المنطقة، ولدينا قاعدة فى الجيش المصرى تقول: «ما دام لدينا قوة عسكرية قوية تحقق السلام فهى ليس من أجل الحرب»، فالاستراتيجية العسكرية المصرية دفاعية، أما استراتيجية إسرائيل فهجومية، وسلاحنا هو للدفاع عن حقوقنا وحدودنا واستثماراتنا فقط، ولا نعتدى على أحد.
فى رأيك ما أهم أسباب تراجع حركة الإخوان فى مصر والعالم العربى؟ ولماذا انهارت هذه الجماعة؟
- انهارت جماعة الإخوان فى العالم العربى بسبب مصر، فمصر دائمًا تقود أى شىء فى العالم العربى، وقد انهار أعضاؤها، لأنهم انكشفوا وانهارت الجماعة فى مصر لوجود رئيس قوى، وقد قلت للرئيس السيسى فى الحوار الذى دار بينى وبينه عبر شاشات التليفزيون: «يكفى أنك خلصتنا من الإخوان.. فهذا أكبر شىء». فقد رأينا «كابول» فى أفغانستان، فالوضع كان سيصبح أكثر سوءًا فى مصر إذا استمر الإخوان فى الحكمً، فقد قضى الرئيس السيسى على حكم الإخوان والمرشد بمشاركة الشعب المصرى الأصيل، لأنه فهم حقيقتهم فلفظهم، وقد خرج فى ثورة عارمة، واستطاعت مصر بفضل الله القضاء على الإخوان، وفضح أكاذيبهم أمام العالم خلال سنة واحدة فى الحكم، فالذى كان يحكم ويصدر القرارات من المقطم هو المرشد وليس رئيسهم، والحمد لله نجاح مصر فى القضاء على الإخوان ساعد بقية الدول مثل المغرب ثم تونس على التخلص من الإخوان، فقد تم القضاء على حزب النهضة و«الغنوشى» فى تونس، بالرغم من أن هناك مناطق مازالت تسيطر فيها الجماعات مثل إيران وحزب الله فى لبنان، لكن مصر استطاع «السيسى» القضاء على الإخوان، وهذا نجاح كبير يحسب له فى التاريخ، وعندما تم ذلك فى مصر نجح العالم العربى فى القضاء على الإخوان.
كيف تقرأ الملف الأمريكى الإيرانى.. وهل من الممكن أن يحدث تقارب بشأن السلاح النووى؟
- مشكلة إيران فى المنطقة أنها تريد السلاح النووى، وأمريكا لن تسمح بحدوث ذلك فى المنطقة وأيضًا إسرائيل أكثر لن تسمح بوجود السلاح النووى مهما حصل لإيران، لأن إيران إذا حصلت على هذا السلاح فسيكون فى ذلك أكبر تهديد لدول الخليج، فوقتها من الممكن أن تلتهم دول الخليج، وأمريكا تحاول بكل الطرق منع ذلك، ولا تريد أن تدخل فى حرب، فهناك عدة حقائق واضحة وهى أن إسقاط النظام الإيرانى الحالى ليس فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن استمراره يضمن استمرار
نفوذها ووجودها فى المنطقة، والأهم هو استمرار مبيعات أسلحتها الضخمة لدول المنطقة، والحقيقة الثانية أن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تعانيان من صعوبات اقتصادية ولا ترغبان فى أى تصعيد عسكرى، فإيران خسرت حتى الآن أكثر من 200 مليار دولار بسب العقوبات الأمريكية، لكن الدولة الوحيدة التى من الممكن أن تقوم بضربة جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية هى إسرائيل، إلا أن أمريكا تحاول إيقافها، حتى لا تشتعل المنطقة ويكون فى ذلك تهديد لمصالح أمريكا بالكامل، وأمريكا تحاول أن تضغط بكل إمكاناتها على إيران حتى الآن لتنفيذ الاتفاق الأول (5+1)، وإيران تماطل بحجة من يضمن لأمريكا أن تفى بالتزاماتها، بالإضافة إلى أن إيران تطالب بوقف كل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها أولًا، فإيران تحاول أن تحصد أكبر مكاسب أمام شعبها، وبالأمس القريب فقط سمحت لمنظمة الأمم المتحدة للطاقة النووية أن تضع الكاميرات فى بعض المواقع بعد أن كانت ترفض ذلك، لكنها لا تريد أن تصل إلى حد الهاوية، خاصة أن إسرائيل تنتظر ذلك حتى توجه لها ضربة، ومن ثم تشتعل المنطقة فى حالة ضرب إيران بسبب حزب الله الذى لن يترك إيران وحدها.
ما رأيك فى الاتفاقات العربية الأخيرة مع إسرائيل وهل ترى أنها ستوظف لصالح القضية الفلسطينية بالفعل أم أنها تطبيع كما يرى البعض؟
- نعم توظف لصالح القضية الفلسطينية، فعندما تحدث مشكلة سوف تكون هناك أداة ضغط من قبل الدول العربية، فعندما وقعت الإمارات اتفاقية مع إسرائيل ستكون هناك ورقة ضغط لدى الإمارات لأنها يمكنها وقف التعاون مع إسرائيل فى حالة حدوث مشكلة فى فلسطين، فهذه الاتفاقات لا شك جيدة ونحن فى مصر نشجع ذلك، فنحن أول دولة وقعنا اتفاقًا مع إسرائيل ثم الأردن، ثم الإمارات والسودان والمغرب فكل هذا يصب فى صالح السلام فى المنطقة بالكامل.
ما تقييمك لدور جامعة الدول العربية فى الوقت الراهن فى مختلف القضايا الإقليمية التى تشغل الوطن العربى حاليًا؟!
- للأسف جامعة الدول العربية تنقصها الإمكانات والظروف الحالية لا تساعدها على تحقيق أهدافها واستراتيجيتها، فإذا تحدثنا عن عودة سوريا للجامعة العربية يبقى التساؤل هل ستسمح دول الخليج بعودتها، أم لا؟ إذن هناك قضايا لابد للجامعة العربية أن يكون لها دور فاعل فيها.
10 سنوات من التفاوض المضنى مع إثيوبيا دون الوصول لحل فى ملف سد النهضة.. فما رؤيتك لهذا الملف.. وهل من الممكن أن الحرب الأهلية والصراعات العرقية فى إثيوبيا تلعب دورًا فى قضية سد النهضة؟
- نعم الحرب الأهلية والصراعات العرقية فى إثيوبيا تؤثر فى هذا الملف كثيرًا، لأن إثيوبيا أنشأت سد النهضة بغرض أن تلم شمل شعبها، فهناك 20 قومية فى إثيوبيا فلابد من جمعها على مشروع قومى يلتفون حوله، وهذا ما ركز عليه «أبى أحمد»، لكن بالتأكيد هذه الحروب ستؤثر كثيرًا على هذا الملف، وأعتقد أن الفترة القادمة بعد دخول الولايات المتحدة فى هذا المضمار وممثل أمريكا فى القرن الأفريقى الذى ذهب لمقابلة «أبى أحمد»، فلست قلقًا من مياه النيل، مصر ستأخذ حقها بالكامل، وقد وعد الرئيس السيسى بذلك بالفعل ومصر قادرة على ذلك بكل تأكيد.
إذن هل ترى دور مصر قويًا فى هذا الملف؟
- بالتأكيد قوى جدًا، ونحن قادرون أن نحققه بالسياسة والسلم وبالتفاوض، لكن المشكلة القادمة ستكون فى التهديدات فى البحر التوسط والتحرش بالغاز، وفى رأيى الصراعات القادمة ستكون حرب غاز وليست حرب مياه.
وما سر توقعاتك بأن الصراعات القادمة بالمنطقة ستكون على غاز وبترول المتوسط؟
- هذه معلومات تم نشرها ضمن وثيقة أمريكية أكدت أن البحر المتوسط وشمال الدلتا يعومان فوق بحيرة ضخمة جدًا من الغاز، وأن الصراعات القادمة ستكون على البترول والغاز بالبحر المتوسط، وليس صراع المياه كما يتردد، والاكتشافات البترولية مؤخرًا أكبر دليل على صحة ذلك، وقد تنبهت مصر لهذا مبكرًا وسعت إلى تطوير قدراتها لتصبح قوة مصدرة للغاز خاصة إلى أوروبا.
كيف ترى دور مصر فى الأزمة الليبية الآن؟
- الأمن القومى الليبى هو أمن قومى لمصر فليبيا امتداد لمصر هى والسودان، فأى شىء يؤثر فى ليبيا، بالتأكيد سيؤثر على مصر، وقد أعلن الرئيس السيسى من قبل أن خط سرت - الجفرة خط أحمر، وكان يعنى هذا تمامًا، وما فعله هو الذى غيّر الوضع فى ليبيا وتم تشكيل حكومة جديدة وتأمل أن يعم الاستقرار فى ليبيا، فأمريكا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وكل العالم يريد الاستقرار فى ليبيا.
فى رأيك أى الدول على الساحة العالمية تعد المنافس الأقوى لأمريكا مستقبلًا؟
- الصين هى المنافس الأقوى لأمريكا اليوم، فقد تقدمت اقتصاديًا، فالعدو الرئيسى لأمريكا هو الصين، فهى تتقدم تقدمًا كبيرًا جدًا اقتصاديًا وعسكريًا، فالصين رقم 3 عسكريًا بعد روسيا وأمريكا، وهناك ما يعرف بحرب الفضاء اليوم تشمل 3 دول هى أمريكا وروسيا والصين، فهناك 1200 قمر صناعى لا تعرف حدودًا عكس الحدود البرية، فالصراع اليوم على الفضاء خلال الفترة القادمة وأمريكا تتصيد هذا الأمر وصنعت قوة فضائية لها، فالتنافس الآن بين أمريكا والصين ثم روسيا.
استضافت مصر مؤخرًا الاجتماع السابع عشر للجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية «سيسا» فماذا عن أهمية هذا الاجتماع؟
- مصر تسلمت رئاسة اللجنة من رئيس المخابرات النيجيرية مدة عام و«سيسا» هى لجنة منبثقة عن مجلس الأمن والسلم الأفريقى تتولى التحليل الاستخبارى والاستراتيجى لمهددات السلم والأمن فى القارة الأفريقية، ولقد رحب الرئيس السيسى برؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، مؤكدًا ضرورة بذل أقصى جهد للحفاظ على أمن القارة الأفريقية، وأهمية هذا الاجتماع تنبع من دور الاستخبارات باعتبارها عنصرًا فاعلًا فى عملية صنع أى قرار، فكلما كانت المعلومات الصادرة عن أجهزة الاستخبارات صحيحة ودقيقة صارت القرارات صائبة والعكس صحيح، ومن هنا تبرز أهمية دور الاستخبارات فى دول القارة الأفريقية التى تعج بالصراعات، مما يتطلب ضرورة تضافر جهود أجهزة الاستخبارات بهدف الوصول للمعلومات الدقيقة، أما تولى مصر لرئاسة الدورة الحالية فيرجع لرغبة العديد من الدول الأفريقية فى الاستفادة من خبراتها، باعتبار مصر أقدم وأعرق أجهزة الاستخبارات فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، ولتدريب الكوادر الاستخباراتية من الدول الأفريقية، كما تهتم العديد من أجهزة الاستخبارات الأفريقية فى الاستفادة من خبرة مصر فى المقاومة والتصدى لعمليات الهجرة غير الشرعية، بعد أن صارت أحد الملفات الساخنة الى تعانى منها العديد من دول القارة، وبذلك نرى أن مصر تعود مرة أخرى إلى أفريقيا بخطوات واسعة، تلك الاستراتيجية التى انتهجها الرئيس السيسى، منذ توليه قيادة البلاد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، إضافة إلى مجال التعاون الاستخباراتى لتستأنف مصر دورها المحورى فى القارة.
فى رأيك لماذا يلاحق ملف حقوق الإنسان الكثير من الجدل فى مصر.. وما تقييمك لتبنى الدولة استراتيجية حقوق الإنسان مؤخرًا؟
- هذا الموضوع أثير منذ 15 عامًا، وبالذات من قبل الحزب الديمقراطى فى أمريكا الذى ينادى بحقوق الإنسان، لكن هذه الأيام هدأت هذه الوتيرة فعندما وصل «جو بايدن» لسدة الحكم فى البيت الأبيض ورأى قيمة مصر بعد حرب غزة الرابعة، أى أن مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة والمسيطرة التى تستطيع أن تتخذ قرارًا، حتى استطاعت وقف حرب غزة، فمصر قوة رئيسية فى المنطقة، والآن تتبع استراتيجية لحقوق الإنسان، فحقوق الإنسان مفهومها هو أن يجد المواطن الماء والتعليم والصحة وكافة الخدمات، وبالتأكيد كل بلد به معارضون إلا أن أمريكا بدأت تدرك قيمة مصر فى المنطقة.
كيف قرأت مبادرة الرئيس وإطلاقه المشروع القومى «الدلتا الجديدة»؟
- هذا حلم.. فالدلتا القديمة بدأت تتآكل، ونحن فى زيادة مستمرة، ويتم الآن إنشاء مدن جديدة ودلتا جديدة وتتم زراعة 200 ألف فدان فى سيناء، وهذا رقم إنجاز، فسيناء حتى يتم تأمينها لابد من التنمية فيها، بحيث يتم نقل كثافة سكانية وتتم زراعتها، ومحطة البقر أكبر محطة معالجة فى العالم، حتى نستطيع زراعة 400 مليون فدان، فالآن يتم تعويض الأراضى الزراعية التى تآكلت خلال الفترة الماضية.
أخيرًا.. ماذا عن شعورك بالتكريم من الرئيس السيسى مؤخرًا؟
- كان أكبر تكريم حصلت عليه فى حياتى خاصة أنه كان مفاجأة فلم أكن أتوقع أن يفتح الرئيس هذا الموضوع، خاصة أننى لم أتحدث عنه مع أحد عن علاقتى بالرئيس السيسى حتى أسرتى لم تكن تعلم شيئًا، فكان تكريمًا مفاجئًا وأنا على قيد الحياة. والحمد لله أرى أن مصر تسير بسرعة كبيرة جدًا فى خطى التنمية على يد الرئيس السيسى، ولو سرنا بهذا الشكل فسنحقق تقدمًا كبيرًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.