نجحت أمس قوات جيش الأورومو الذى يقاتل إلى جانب جبهة تيجراى ضد الجيش الإثيوبى فى تنفيذ عدة عمليات نوعية قرب العاصمة أديس أبابا. وبثت الأورومو مقطع فيديو لاستيلائهم على مصنع أسمنت قرب العاصمة الإثيوبية. وكتبت أوروميا بالعربى، المعنى بشئون قوات الأورومو، على موقع التواصل تويتر، «يقوم جيش تحرير الأورومو بعمليات تطهير واسعة فى عموم أوروميا، وأصبح مصير القوات الحكومية الإثيوبية إما الاستسلام أو القتل. النصر لأبطالنا البواسل». وأظهرت اللقطات الاستيلاء على أحد مصانع الأسمنت الحيوية فى أوروميا»، حيث قام جيش تحرير أوروميا بالاستيلاء على مصنع أسمنت قرب أديس أبابا، وفيما ينشغل آبى أحمد بحصار إقليم تيجراى، يحافظ جيش تحرير أورومو على مواقعهم وسط اتهامات من إثيوبيا لجنوب السودان بتمويلهم، إلا أن معلومات تشير إلى تورط جيبوتى فى دعمهم أيضًا. يأتى ذلك فى الوقت الذى أخل فيه رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد بتعهداته أمام المجتمع الدولى، عندما طالب بمباحثات سلام بين إقليم تيجراى وحلفائها من الأورومو، وطالبهم بالتخلى عن المدن الاستراتيجية التى سيطروا عليها قبل ذلك، حيث قام بتوجيه ضربات متتالية لإقليم تيجراى، أدت لتدمير عدد كبير من المدن التابعة للإقليم. وكتبت تيجراى بالعربى تغريدة لرئيس الإقليم قال فيها بسبب دعوات الحكومة الأمريكية ومجلس الأمن انسحبت قوات تيجراى إلى حدودها لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، لكن فى المقابل يواصل آبى وقوات أمهرة والجيش الإريترى القتال ضد قوات دفاع تيجراى فى محاولة لدخول إقليم تيجراى عبر جنوب وشرق وغرب وشمال غرب تيجراى لإعادة الغزو الكامل»، وقالت تيجراى «إذا لم ينجح خيار السلام، فلدينا جيش ضخم لن يشاهد شعب تيجراى يموت من الجوع». وقالت مجلة «فوكس أون أفريكا» الإيطالية، إن مبادرة الحوار الوطنى التى أطلقتها الحكومة الإثيوبية وتحديدا حزب الرخاء الذى يتزعمه رئيس الوزراء الإثيوبى، ماهو إلا «كوميديا» نسقها النظام لإعطاء الرأى العام الأجنبى، الصورة الزائفة للتسامح والنضج السياسى والرغبة فى السلام. وأوضحت المجلة الإيطالية، فى تقريرها عبر موقعها الإلكترونى، أن الحوار الوطنى الذى روج له «آبى أحمد» يهدف لتعزيز هيمنة أمهرة على كامل التراب الإثيوبى خاصة وقد تم اختيار المشاركين فى الحوار من قبل النظام، ومن الواضح أن أطراف الصراع من عرقية تيجراى وأورومو لم تتم دعوتهما بالفعل. ونقلت المجلة الإيطالية ما قاله الجنرال «تسادكان»، رئيس أركان الجيش الفيدرالى، والعضو الحالى فى القيادة المركزية لتيجراى، فى مقاله عبر منصة المعلومات الإفريقية «ذا إيلفينت»، حيث قال: دخلت الحرب الإثيوبية الإريترية ضد أهالى تيجراى مرحلة جديدة، عقب قرار حكومة ولاية تيجراى الوطنية الإقليمية بإعادة انتشار قواتها على حدود تيجراى، الذى أعلنته القيادة فى 19 ديسمبر. وأضاف أن الحرب بالنسبة لشعب تيجراى تعنى إنقاذ شعب تيجراى من هجوم الإبادة الجماعية الذى يشمل التجويع القسرى، وثانيًا، إنشاء حكومة شاملة لإثيوبيا ككل. وأضاف بقوله «لا توجد نية لتنصيب حكومة فى أديس أبابا بقيادة جبهة تحرير شعب تيجراى، بدلاً من ذلك، نريد أن يحكم شعب تيجراى أنفسهم داخل نظام فيدرالى متعدد الجنسيات. وقالت إن المحادثات الجارية مع الحكومة الفيدرالية، والتى كنا نأمل أن تؤدى إلى وقف إطلاق النار وحل سلمى فشلت، ولم يستجب رئيس الوزراء لهذه المقترحات واستمر فى رفض جهود المحاورين الدوليين». وأوضح: أن رئيس الوزراء ينوى سحق روح المقاومة فى تيجراى من خلال حصار المجاعة، وفى هذا السياق، اتخذت القيادة المركزية قرارًا بمواصلة الحرب وضمت قواها مع مجموعات أخرى لتشكيل جبهة موحدة، وهذا يشمل منظمات أورومو، وصومالية، وعفر، وآجاو وغيرها. وحذرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، من أن الحرب المستعرة فى إثيوبيا تهدد بتدمير البلاد وتفككها ما لم تتوصل المحادثات الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيجراى، إلى وقف لإطلاق النار، مشيرة إلى إن البديل الآن هو «المسار الدموى ليوغوسلافيا السابقة». وأوضح التقرير أن الدولة الإثيوبية الموحدة انتهت بشكل لا رجعة فيه وفى طريقها لأن تصبح يوغوسلافيا القرن الإفريقي»، مشيرا إلى تقرير نشرته المجلة دعت فيه إلى إجراء استفتاءات إقليمية «تمكن الإقاليم المستعمرة والمضطهدة فى إثيوبيا، من تقرير رغباتها السياسية» كوسيلة لإنهاء الأزمة وتجنب هذا السيناريو الخطير. ورصدت المجلة كيف تعمق الصراع فى إثيوبيا خلال عام 2021، بحسب تغطيتها لأحداث البلد الواقع فى شرق إفريقيا، مرجحة أن السلام يبدو أمرا بعيد المنال، وأن هناك حربًا أوسع تلوح فى الأفق تهدد استقرار البلاد الإفريقى نتيجة للتطورات السريعة التى تشهدها على المستوى العسكرى، وأبرزها إنشاء تحالف عسكرى من تسع مجموعات عرقية معارضة- من بينها جيش تحرير أورومو المتحالف مع جبهة تيجراى - بهدف إسقاط النظام المركزى فى أديس أبابا.