يشهد العالم يوميًا المزيد من التطورات التقنية والوسائل الحديثة في المجال الطبي، ولعل أهمها خلال الأيام الأخيرة هو الوصول إلى استخدام الروبوت الجراحي في عمليات السمنة، فكان لمصر الريادة في هذا الأمر داخل أفريقيا، حينما أجرى الدكتور محمد ضياء سرحان أستاذ جراحات السمنة والمناظير، بكلية طب قصر العيني، أول عملية تكميم معدة باستخدام الجراح الآلي داخل مصر والقارة السمراء، والثانية في الشرق الأوسط؛ والتي حققت نجاحًا مبهرًا وأحدثت ضجة داخل وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية. ما هي المناظير الروبوتية ؟ المناظير الروبوتية عبارة عن استخدام المنظار الطبي بواسطة الإنسان الآلي، في عمليات السمنة، ما جعل تلك العمليات أكثر دقة عن السابق ونتائجها أفضل عن غيرها من جراحات السمنة التي تستخدم الأساليب التقليدية، كما أن الجراح الآلي أو المنظار الروبوتي يعتبر أكثر أمانًا على مرضى السمنة المفرطة، وهذا ما جعل أغلب جراحي السمنة في العالم يتوجهون إلى استخدام الجراح الآلي في عمليات إنقاص الوزن. أبرز مميزات المنظار الروبوتي استفادت المناظير الروبوتية من جميع التجارب السابقة للأدوات والتقنيات الطبية المستخدمة في عمليات السمنة، حيث أن هدف تلك العمليات تصغير حجم المعدة أو ما يعرف باسم عمليات قص المعدة؛ سواء كانت عملية تكميم المعدة أو تحويل المسار. - واستطاعت المناظير الروبوتية تحسين رؤية الجراح للعملية بتزويده برؤية ثلاثية الأبعاد أو ما تعرف باسم تقنية 3d والتي تمكن الطبيب من رؤية كاملة لمعدة المريض، وبشكل أعمق عن ذي قبل، ما يجعل نتائج الجراحة بشكل كبير أفضل. -المناظير العادية كانت تحتاج إلى عمل فتحة في البطن لا يتخطى عمقها 2 سم، أما المناظير الروبوتية مع التطور الهائل الذي تم إدخاله عليها لا تحتاج سوى فتحة لا تتخطى ملليمترات لإدخال المعدات الطبية إلى البطن، وبالتالي لا تترك أية جروح أو آلامًا نهائيًا بعد العملية، ولا يشعر المريض بعدها بأية مضاعفات. - من أهم ما يميز المناظير الروبوتية أنها ليست بحاجة إلى استخدام مكواة أو دباسة من أجل تدبيس المعدة بعد عملية الاستئصال والتصغير، ولكن استطاعت الشركة المصنعة للمناظير الروبوتية دمج أدوات الاستئصال والتدبيس والمكواة في أداة واحدة ما قلل من الأدوات المستخدمة في عمليات تصغير المعدة. - قلة تواجد وتدخل العنصر البشري في عمليات السمنة باستخدام الجراح الآلي جعل العملية أكثر دقة وأمانًا عن نظيرها من عمليات إنقاص الوزن الآخرى. هل نجحت أول عملية تكميم في مصر بالجراح الآلي؟ أجرى الدكتور محمد ضياء سرحان أول عملية تكميم معدة في مصر وأفريقيا؛ باستخدام المناظير الروبوتية، وتعتبر هي العملية الثانية في الشرق الأوسط، على فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، ولكن يبلغ وزنها 114 كيلو جرامًا وفشلت معها جميع محاولات إنقاص الوزن العادية. ولجأ الدكتور سرحان إلى المناظير الروبوتية خلال عملية تكميم معدة الفتاة، والتي تدعى مريم سعد الله، بعد أن خاض فترة من التدريب برفقة فريقه الطبي على كيفية استخدام المنظار الروبوتي في جراحات السمنة، وقد حققت العملية نجاحًا مبهرًا، واستطاعت الفتاة الخروج من المستشفى في يوم العملية. ومن جانبه أوضح الدكتور محمد ضياء سرحان أن المناظير الروبوتية لا تلغي تمامًا تواجد العنصر البشري في عمليات السمنة المفرطة، ولكن تقلل من تواجده داخل غرفة العمليات، حيث يتحرك الجراح الآلي خلال العملية وفق توجيهات الطبيب وتحكمه عن بعد، ويمكن الطبيب الذي يجري العملية من إحداث نتائج أفضل في عملية تكميم المعدة أو تحويل المسار التي يجريها بواسطة الجراح الآلي. دكتور روبوت وأطلق دكتور محمد ضياء سرحان أستاذ جراحات السمنة والمناظير بكلية طب قصر العيني حملة دكتور روبوت لاستخدامه الجراح الآلي في عمليات السمنة المفرطة، وذلك بعد أن حقق سرحان نجاحات واسعة في عمليات تكميم المعدة أو عملية تحويل المسار لإنقاص الوزن، بخلاف إجراءه أصعب عملية سمنة في مصر على شاب يدعى محمد الديداموني بلغ من الوزن 400 كيلو جرامًا وأكثر، حتى لقب سرحان بلقب أفضل جراح سمنة في مصر.