«في التأني السلامة» شعار النجومية الذي يرفعه الفنان محمد رجب، يحاول في كل عمل أن يقدم شخصية جديدة يثبت خطواته من خلالها، علي مدي 12 فيلما قدمها أثبت أنه ممثل قادر علي تقديم كافة الأدوار. تمرد علي دور الشرير الذي حصره فيه المخرجون وأصبح چوكر الأدوار الصعبة، يعود بعد غياب عامين بخشصية «فاروق» الذي قدمه في فيلم «الحفلة» ليعوض غيابه بعد آخر أعماله «محترم إلا ربع» ويستعد لبطولة مسلسل لرمضان القادم وينتظر سيناريو وائل عبدالله لفيلم جديد، فكان معه هذا الحوار: طرح فيلم «الحفلة» في وقت قاتل بالنسبة لإيرادات السينما.. هل تري أن ذلك أثر علي نجاحه؟ - موعد العرض يخص الشركة المنتجة والمنتج وائل عبدالله معروف بالكفاءة والثقافة في معرفة احتياجات الجمهور في وقت معين، ومن المؤكد أنه اختار الوقت المناسب وهذا أكبر دليل علي أن الفيلم الجديد سيجد جمهورا في أي وقت وما يؤكد ذلك إيرادات الفيلم التي وصلت الي 9 ملايين و700 ألف جنيه وهذا مبلغ كبير مقارنة بالأفلام الموجودة في نفس الموسم، بالإضافة الي أن عرضه سيستمر حتي الصيف ومن المؤكد أنه سيجمع إيرادات أخري، والفيلم حقق المرجو منه. ولكن أحداث الفيلم بعيدة تماما عن الواقع الاجتماعي الذي نعيشه الآن.. ألم تتخوف أن يكون معاكسا لمزاج الجمهور؟ - ليس مطلوبا أن تكون كل الأفلام المعروضة في السوق تناقش الأحداث السياسية وتتناول وضع مصر الآن، بل علي العكس السينما خلقت من أجل المتعة والجمهور يحتاج الي ما يخرجه من تلك الظروف وأري أن الشعب يعيش في أحداث سياسية مضطربة وأصبحت متعته الرئيسية في برامج «التوك شو» فيبحث عن عمل يمتعه ويرفهه وفيلم «الحفلة» يخاطب عقل الجمهور ويخرجه من واقعه الأليم ولو للحظات. اختفيت عن السينما عامين بعد فيلم «محترم إلا ربع» وعدت بفيلم «الحفلة» ماذا أضاف لمشوار محمد رجب؟ - أرفض تقديم عمل بعيد عن قناعتي، وعندما قدمت فيلم «محترم إلا ربع» نجح بين أعمال كثيرة كانت معروضة لعمالقة السينما ولذلك كان عليّ أن أفكر جيدا، فالمرحلة القادمة هي لإثبات الذات مهما كلفني ذلك من غياب رغم الحالة النفسية السيئة التي عشتها لكنني دائما ما أخطط لمستقبلي تحريا الأفضل وهو ما حدث في فيلم «الحفلة»، لم يكن علي بالي أن أشارك فيه وكنت أنتظر تصوير فيلم «مطبق من امبارح» لكن تم تأجيله. اختيارك لتفاصيل شخصية «فاروق» غريب فهو الضابط الذي يمسك طوال الأحداث سيجارا مطفئا، ويمزج بين الكوميديا والجدية، لماذا اخترت تلك التفاصيل وهل خرجت بك من نمطية شخصية الضابط التي عرضت كثيرا علي شاشة السينما؟ - «فاروق» من أصعب الشخصيات التي قدمتها في حياتي لأنها قدمت كثيرا وكان لابد أن أقدمها بشكل جديد وألا تكون تحصيل حاصل، فاخترت زاوية معاكسة لتناول الشخصية، واضطرني لمقابلة ضابط مدير مباحث قسم العجوزة لأعرب ما يمكن أن أقدمه جديدا في الشخصية ليس لأنه ضابط جاد لكني تعاملت معه من منطق إنساني، فكل الشخصيات التي قدمتها من قبل تناولته من زاوية الضابط الجاد العصبي البعيد عن إنسانيته، لكني تعاملت هنا علي أنه شخص هادئ واخترت تفصيلة السيجارة كشكل للشخصية مثل نبرة صوته وهدوئه وملابسه وخفة دمه. هل أردت تحسين صورة الشرطة بعد الصورة السيئة لها في الشارع المصري؟ - لا ننكر دور الشرطة علينا كشعب، فالضابط واحد منا ولا يوجد شخص ولد ضابطا والشرطة مثل أي جهاز في الدولة وكل مجال به شخصيات تسيء لها وأخري تشرفها. رغم إصرارك علي النجاح جنبا الي جنب مع أحمد عز إلا أنك صرحت بأن الفيلم «بتاعك» فما معني تلك الجملة؟ - قدمت مع عز فيلمين الأول منذ 12 عاما في فيلم «مذكرات مراهقة» والآخر فيلم «ملاكي اسكندرية» وعز هو صديق رحلة وهو جار وصديقي الشخصي و«وش الخير عليا» وكل عمل قدمته معه نجح ولا يمكن أن أقول إن الفيلم «بتاعي» لأن بطولته جماعية والممثل الذي يحترم عمله عندما يعرض عليه فيلم لا يبحث عن عدد المشاهدين بقدر ما يبحث عن نوع الدور الذي يقدمه، وكل من شاركوا في هذا الفيلم من ممثلين والمؤلف والمخرج المتميز أحمد علاء الذي تمنيت العمل معه بعدما قدم عز في شكل جديد في فيلم «بدل فاقد». تعاقدت مع السبكي علي فيلم «مطبق من امبارح» ومع ذلك لم يخرج للنور.. لماذا؟ - لأن كافة أحداثه تدور في الشارع أي تصويره خارجي وكلما قررنا البداية يتم التأجيل بسبب الأحداث الأمنية وكان آخرها أحداث بورسعيد، وكان من الصعب أن أسافر خارج القاهرة لأن العمل أساسا ميزانيته كبيرة وبالتالي تأجل وكنت أتمني أن يعرض لأنه سيناريو متميز تدور أحداثه كلها في يوم واحد ويشاركني فيه الفنانون ميرفت أمين وباسم سمرة وإخراج أحمد سمير فرج. صرحت كثيرا بأنك في الطريق لتجسيد شخصية خالد سعيد ولم تقدم العمل وفوجئنا بيوسف الشريف يجسد الشخصية في مسلسل «طرف ثالث».. لماذا؟ - تحمست لتقديم شخصية خالد سعيد لكن السيناريو لم يكتمل ولست صاحب القرار، فالشركة المنتجة هي التي توقفت والعمل كان يحتاج لميزانية كبيرة وكنت سأقدم الشخصية في فيلم بعيدا عما قدمه يوسف الشريف، وكل ما تردد عن سبب رفضي خوفا من تجسيد شخصية الشهداء باعتبارها ركوبا للموجة، أمر عار من الصحة، فكل ما يهمني العمل الذي أقدمه بصدق وبإحساس للجمهور ولا أضع رأسي في الشائعات والأقاويل . خضت تجربة مسلسل «أدهم الشرقاوي» ومع ذلك رفضت إعادة تقديم السيرة الذاتية مرة أخري.. لماذا؟ - بعد تقديمي لشخصية أدهم الشرقاوي قررت عدم خوض تجربة السير الذاتية مرة أخري لأنني أعتبرها إفلاسا وسب إقبالي علي تقديم شخصية أدهم أنه شخصية أسطورية وشكلها غير معروف ولن يقارن بيننا الجمهور، وبالفعل رفضت تقديم شخصية رشدي أباظة في مسلسل «الزوجة 13» ورفضت تقديمه لأنني لا أري تجديدا في تقديم عمل تم تقديمه من قبل، فالموضوعات كثيرة والمؤلفون مبدعون ولديهم من الموضوعات ما يجعلنا نبحث عن جديد، إذا أردت تقديم عمل درامي اجتماعي فأختار شخصية من الناس أقدمها علي الشاشة فماذا يستفيد الجمهور من إعادتي لتقديم فيلم سبق فالجمهور يرتبط بالشخصية التي شاهدها من قبل وتعجبه ولا يتقبل مكانها أحد. وماذا عن آخر أعمالك؟ - فيلم «ولاد رزق» من إخراج طارق العريان وتدور أحداثه في إطار خفيف كوميدي وسيعرض لي مسلسل في رمضان القادم لكنني لم أستقر علي التفاصيل بشكل نهائي إلا بعد قراءة السيناريو كاملا. كيف تري مستقبل السينما في الفترة القادمة خاصة مع وجود مساعي لكبت الإبداع؟ - الأوضاع في مصر كلها غير مستقرة وهناك حالة اضطراب ولكن لا يمكن لأي نظام أن يؤثر علي السينما في مصر فهي دائما صاحبة الريادة ونحن معروفون بفننا وحتي لو كانت السينما تعاني من حالة التعثر إلا أن لكل جواد كبوة نحن نمر بظروف وستنتعش السينما ولن تظل علي تلك الحال والدليل علي ذلك أن السينما العام الماضي كانت تعاني أزمات لكنهم فتحوا دور عرض جديدة تكلفت ملايين وهذا دليل علي أن السينما ستستمر للأفضل. وما تقييمك للوضع الحالي في مصر؟ - الوضع الحالي ما هو إلا تعاسة وكآبة تعيشها كافة الأطياف في المجتمع المصري ولا أحد سعيد بالنتيجة التي وصلنا اليها، وهناك حالة انقسام واضحة تؤكد انحدار الوضع السياسي القائم، وللأسف قررت ألا أتحدث في السياسة لأنني وجدت أن رجال السياسة لم يعد لديهم سوي الكلام ومع ذلك لا يقدمون أي جديد، وفشلوا في إنقاذ الوطن.