الرحمة والأحساس والحب يجعلوا الحياة ألطف وأرحم مما ننظن، لذا الله عز وجل أوصى بالرحمة وفي حديث نبوي ذكر "الرحماء يرحمهم الله"، ما يؤكد ويرسخ معنى وقيمة الرحمة عند الإنسان تجاه الحيوان، إذ لا تحتاج المشاعر لسوى قلب يعرف كيف يشعر ويحب. اقرأ أيضًا ..فيديو.. زوج بائعة الترمس: طالبت مسئولي وزارة التضامن بمعاش لزوجتي ويستطيع الأنسان أن يعبر عما يشعر به ويطلب ما يحتاجه دون تردد، لكن الوضع يختلف مع الحيوانات فهم لا يستطيعون النطق بما يحتاجون، فدائما ما يلازمهم من يشعر بهم ويعلم جيدا كيف يحميهم ويحافظ على حقوقهم، ويلبي احتياجتهم بكل رحمة ولطف. ومع هطول الأمطار عصر اليوم السبت، بمنطقة الدقي، رصدت عدسة "بوابة الوفد" بائع قصب يتراوح عمره بين 50 عامًا، يرتدي جلباب بلدي ذو تصميم صعيدي مصممة من قماش صيفي باللون الرمادي، يقف بجانب عربته الخشبيه الحاملة لبعض عيدان القصب، يغطي حصانه بغطاء عريض طويل ستره بالكامل، خوفا عليه من برد الشتاء ونزول المطر عليه. الجميل في الأمر أن هذا الرجل البسيط الذي ينعم بالرحمة ويقدر معنى المسؤولية ويقدر تماما قيمة ما يملك ويتفنن في الحفاظ عليه أكثر من ذاته، إذ لم يتردد في ستر وغطاء حصان عربته الخشبية بهذا الغطاء ليحميه من البرد ولم يفكر في ارتداء شال ثقيل يحمي به نفسه من البرد، أو أنه يستخدم الغطاء لنفسه لكي يتدفئ به من برد الشتاء في ظل هطول الأمطار، بل فضل حصانه عن نفسه، فما أعظم هذه التضحية النابعة من قلب صادق ورحمة تترسخ بذاته. ووقف الرجل يتفقد حال حصانه باهتمام شديد وحرص على غطائه بالكامل، وكانه يراعي أحد من أبنائه، في بساطة روح وحسن تصرف نابع من عفوية الفطرة الإنسانية للبائع الذي يضحي بصحته مقابل الرعاية والحفاظ على الحصان الذي يعد سببا أساسيا في حياته اليومية ومصدر رزقه الذي يستر أولاده وأسرته. الأحساس بالغير لا يحتاج سواء قلب لين ومشاعر صادقة وإنسان يعرف كيف يحب ويترجم حبه لأفعال تطمئن من حوله ويحافظ على من يملك، بموقف عفوي ملئ بالرحمة. البائع الرحيم خطف الأنظار ليعطي درسا للجميع أن البساطة والعفوية والرحمة منبع الحب والرضا والرزق.