بعد أن طل نجم طلاب جماعة الإخوان في الصعود طوال السنوات الفائتة في عهد النظام السابق ويحصلون علي أغلبية المقاعد في أي انتخابات للاتحادات الطلابية، رغم أنف مرشحي الحزب الحاكم وأوامر أمن الدولة، فقد الإخوان ولأول مرة هذه القوة مع تولي جماعة الإخوان كرسي السلطة وبدء ممارسة عملها في حكم البلاد واكتشاف الشعب الوجه الحقيقي لها، ورغبتها الجامحة في الاستحواذ والسيطرة علي جميع مؤسسات وهيئات الدولة. فأمام عجز النظام عن إدارة شئون البلاد وعدم الاستجابة للأصوات المطالبة بتحقيق أهداف الثورة ومنها العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، تآكلت شعبية الإخوان أيضاً في المجتمع الجامعي وتسببت في تراجعها إلي الخلف در، وخسر مرشحو جماعة الإخوان في مختلف الجامعات المصرية ومنها الجامعات التي تعد أحد معاقل الجماعة ومنها جامعة أسيوط الكثير من مقاعدهم في مختلف اللجان الانتخابية وتفوق عليهم ممثلو التيار الشعبي والقوي الثورية والمدنية والحركات الطلابية المعارضة.. وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فعندما كان الإخوان في خندق المعارض للنظام السابق كانوا يحققون انتصاراً كبيراً علي مرشحي الحزب الحاكم، وعندما وصلوا إلي السلطة ولم يقدموا ما يستحقون عليه التأييد والتصويت لصالحهم في الانتخابات الطلابية تراجعت شعبيتهم، ويشربون الآن من نفس الكأس الذي عانوا منه في عهد النظام السابق.. وكان طلاب الإخوان في الجامعات يحصدون عدداً كبيراً من مقاعد انتخابات الاتحادات الطلابية في ظل جبروت النظام السابق واللائحة الطلابية الجائرة والانتخابات التي كان يديرها أمن الدولة ويشوبها تزوير فاضح. وكان مرشحو الإخوان يعتمدون علي تعاملهم مع القاعدة الطلابية العريضة من منطلق أنهم مظلومون ويقدمون خدمات جليلة للطلاب منها المذكرات الجامعية وجداول الامتحانات ويستقبلون الطلاب الجدد كل عام ويحرصون علي التواجد في كل المناسبات الطلابية وينظمون المظاهرات الطلابية في حالة تعرض أي طالب للفصل أو التعسف من جانب الإدارة في أي جامعة علي أرض مصر. وكانوا أيضاً يتضامنون مع كل من يتعرض لأي مشكلة حتي ولو كانت خارج أسوار الجامعة.. أما الآن وبعد أن اعتلت جماعة الإخوان عرش البلاد وجلست علي كرسي السلطة أصبح الأمر لا يعنيهم في شيء، ولا يبحثون إلا عن أنفسهم فقط ويلتزمون الصمت تجاه أي مشكلة تحدث لأي طالب، طالما أنه من خارج الجامعة، ولم نعد نر تلك الوقفات الاحتجاجية ضد أعمال الفصل التي تحدث لطلاب الجامعات الخاصة وأعمال العنف التي راح ضحيتها شباب بعض الجامعات، كما لم نعد نر المظاهرات الطلابية التي تتضامن مع الطلاب والأساتذة والعاملين بالجامعات.. ويجني طلاب الإخوان حالياً ثمار ما يقترفه نظامهم في حق الشعب الذي يعلم من ينفعه ومن يضره، فبعد أن أدرك الطلاب حقيقتهم الزائفة انفضوا عنهم ولم يصوتوا لصالح مرشحيهم في الانتخابات الطلابية عقاباً لهم علي ما ترتكبه الجماعة، وأنصارها من ممارسات في حق الشعب، ولن يحصد مرشحو الإخوان بالجامعات «البرلمان الطلابي» هذا العام سوي الحنظل والعلقم، وسيتكرر هذا السيناريو في الانتخابات البرلمانية القادمة التي يعتبرها الحزب الحاكم طوق النجاة من الغرق.