\للنجاح وتحقيق الذات عوامل كثيرة أهمها التحدى والتحلى بالصبر والثقة والطموح، فهناك نماذج كثيرة استطاعت أن تحول العراقيل والصعوبات إلى نقطة انطلاق نحو تحقيق هدفها والوصول إلى حلمها الذى اعتقد الكثيرون أنه سراب أو مستحيل وحلم بعيد المنال. شيماء سمير محمد فاروق، شابة عشرينية متزوجة ولديها طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، قررت أن تكسر حاجز الخوف والفشل وتضع من الصعوبات والعراقيل درجات للصعود عليها لتحقيق النجاح، حيث استطاعت أن تحصل على أول ترخيص سيارة طعام متنقل فى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية. فلم تكن تعلم ذات التاسعة والعشرين من العمر أن طموحاتها وأحلامها ستتحقق يوما، ولكن بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، حينما أعطى توجيهاته لإصدار القانون رقم 92 لسنة 2018 بشأن تنظيم وتشجيع عمل وحدات الطعام المتنقلة، وكانت هذه هى نقطة البداية لديها لتحقيق حلمها. وبعد جهود ومساعٍ عديدة فى السير بإجراءات الترخيص، قوبلت بالنجاح فى بعضها وصعوبات فى أخرى، إلا أنها لم تستسلم للفشل، واستطاعت التواصل مع الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، الذى تبناها وأصدر تعليماته للجهات المسئولة بتذليل كافة العقبات التى تواجهها ومساعدتها لتنفيذ حلمها حتى أصبح مشروعا على أرض الواقع. الداعم الأكبر ل«شيماء» كانت أسرتها التى أعطتها الثقة والأمل وجعلتها تتحلى بالصبر لتنفيذ مشروعها الذى طالما حلمت بتنفيذه لإثبات وجودها كفتاة وهو أمر غير معتاد خاصة فى المجتمعات الريفية التى لا تسمح فى بعض الأحيان بعمل المرأة فى الشارع، والتعامل مع المواطنين. لم يكتف «مصطفى محمد» زوج شيماء بتقديم الدعم النفسى لزوجته فقط، بل قرر أن يشارك معها فى تحقيق الحلم عن طريق تقديم الدعم المادى ومشاركتها من خلال تواجده ومساعدتها فى الطهى وتقديم الطعام للمترددين على السيارة، وهو ما ضاعف نجاحها ونالت السيارة إعجابا وقبولا واسعا خاصة من فئات الشباب والسيدات لجودة الوجبات والأطعمة المقدمة لهم، ولدعمهم فى مشروعهم. قررت «شيماء» عدم الاكتفاء بجودة الطعام فقط، بل قدمت تخفيضات كبيرة على أسعار المأكولات مراعاة للظروف الاقتصادية للشباب والطلاب والأسر البسيطة، مقارنه بأسعار ما تقدمه من وجبات فى المطاعم والمحال التجارية بمدينة الزقازيق، لتصبح وجباتها فى متناول الجميع. وبعد النجاح الكبير الذى حققته «شيماء» خلال أسبوعين فقط من افتتاحها مشروع سيارة الطعام المتنقل بشارع صلاح سالم امتداد شارع طلبة عويضة بمدينة الزقازيق، الآن يراودها حلم آخر بتوسيع نشاط مشروعها وعمل فروع له فى مختلف مراكز محافظة الشرقية لمضاعفة نجاحها، ولتشجيع الشباب على تنفيذ مشروعات مختلفة وكسر حاجز الخوف من عمل المرأة الميدانى. الآن «شيماء» أحد النماذج الشبابية الناجحة والمضيئة فى محافظة الشرقية، لما ضربته من مثال يحتذى به فى الوصول للهدف وتحقيق الذات وتجاوز الصعاب.