"الشربينى": الملتقى هويته مستقلة.. والوحده الوطنية مرتكزه وشعاره "شمعة تقاوم العتمة" يواصل ملتقى الشربينى الثقافى برنامجه ونشاطه الثقافى والفكرى الحافل، الذى استهل به احتفاله بمرور عام على تأسيسه (أكتوبر 2020- 2021) ودخوله عامه الثانى، بعقد أمسية ثقافية شعرية فكرية غنائية شاملة.. أحياها كوكبة من المبدعين ناهزوا ال25 مبدعاً.. من الشعراء والكتاب والنقاد والفنانين والمثقفين. استهل الحديث فى بداية الأمسية الكاتب الصحفى ومؤسس الملتقى الزميل محمود الشربينى، فقال إن الملتقى الذى يحمل شعار «شمعة تقاوم العتمة» ينتمى إلى نسق الكيانات والمؤسسات والملتقيات التى تعلى قيمة الوحدة الوطنية، حتى إن شعاره يستقى ويستلهم من شعار الوفد المصرى (تعانق الهلال مع الصليب.. مضافاً إليهما شمعة تنبثق من كتاب فى إشارة لكونه معنياً بالثقافة والتنوير أولاً) وشدد الشربينى على أن هوية الملتقى مصرية عامة ولا تصطبغ بأية صبغة فئوية أو حزبية، فعلى سبيل المثال إن الملتقى سيتحاور مع أقطاب اليسار يوم السبت المقبل، فى حين سيلتقى مع القطب الوفدى رئيس تحرير «الوفد» د. وجدى زين الدين خلال الشهر نفسه، حيث سيدور الحوار والنقاش حول دراساته وأبحاثه عن كتاب يعتبرون من ذوى الاتجاهات التقدمية.. مثل الدكتور لويس عوض وألفريد فرج ونعمان عاشور.. وسلامة موسى.. وأقطاب اليسار والشيوعيين المصريين «مثل محمود أمين العالم».. وتجدر الإشارة إلى أنها دراسات وأبحاث حصل عنها الزميل وجدى زين الدين على درجتى الماجستير والدكتوراه. وأكد الشربينى أن شعار الملتقى «شمعة تقاوم العتمة» شعار أصيل ينبع مما تعلمه فى تجربته الصحفية التى ناهزت 40عاماً تقريباً.. تعلم خلالها- من أساتذته وزملائه ومن قراءاته- أن التنوير والوعى والاستنارة هما عماد التقدم وتطور الأمم. وقد سادت أروقة الملتقى أجواء من المناقشات الرصينة، بين نقاد الشعر العامى والشعر الحداثى.. ورغم أن أجواء الحوار كانت هادئة- على غير المعتاد فى سجالات المبدعين والمثقفين- فإن الأفكار برزت بوضوح وركزت على تطور العامية المصرية وعدم زخرفية النصوص الحداثية.. وبدا كأن الملتقى يشهد وقائع معركة فكرية.. السخرية قلب العامية المصرية وألقى الشعراء المشاركون عدداً من قصائدهم التى حظيت بالمتابعة من قبل الحاضرين، فالشاعروالناقد د.محمد السيد إسماعيل رصد فى دراسة بعنوان «قصيدة العامية المصرية قراءة فى المشهد الراهن» أن قصيدة العامية فى مصر مرت بمراحل عديدة وتحولات متنوعة، واستمر ملمح السخرية بصورة لافتة لدى بعض شعراء العامية، يأتى فى مقدمتهم بيرم ونجم ثم تحولت السخرية إلى صورة عامة بالمفارقة الوجودية على يد صلاح جاهين وهى سمة ناتجة عن ممارسة فن الزجل. واستمر هذا حتى العصر الحديث، فلا تزال تذكر خشية أحمد شوقى من بيرم التونسى على اللغة الفصحى، وقول بيرم له «يا أمير الشعراء غيرك/ فى الزجل يبقى أمر يك». - أما الناقد والكاتب الدكتور السيد ناصف فقال فى دراسة رصينة له إن من يقرأ الشعر الحديث يجد أن الصورة الفنية فيه، إما جزئية معتمدة على المفهوم التقليدى للصورة الشعرية القديمة، وإما صورة كلية، يرسم الشاعر من خلالها صورة مركبة تتضافر فيها كل العناصر الجزئية لترسم لنا صورة كلية ذات مشهد كامل الأركان. منوهاً بنظرية «مالارميه» وهى أن: الشعر كلمات شاعرة. أما الكاتب الصحفى مجدى صالح فقد تحدث عن انحسار الصفحات الثقافية فى الصحف السيارة، وحتى فى التليفزيون المصرى، مشيراً إلى أن المواقع الإلكترونية استطاعت أن تسد نافذة هذا الانحسار وتملأ هذا الفراغ الناشئ لكونها سهلة ورخيصة التكلفة. الشاعرة الرقيقة نيفين الطويل التى أعدت وقدمت جانباً كبيراً من الأمسية استهلتها بتقديم الشاعر الكبير مصباح المهدى الذى قدم عدداً من قصائده ومنها «تحبى اقلك قصة». أما الشاعر عصام بدر فألقى قصدة «هيا نؤجل العشق». أما الشاعرة المتألقة فاطمة هزاع فأنشدت أكثر من قصيدة، من بينها قالت اليمامة. بينما أنشد الشاعر شوقى قصيدة «جرس المدرسة». وأبدعت نيفين الطويل وهى تنشد من أشعارها عدداً من القصائد. _ ثم أهدى على الشيمى قصيدة إلى الكنداكات السودانيات الفضليات اللائى وقفن مع السودان الشقيق؛ ليعود النيل حراً يجرى ناشراً الحب والسلام والعدل والخصب والنماء فى كل الأرجاء أما الشاعر أدهم أدهم الزهيرى فقد كان مفاجأة الأمسية بأشعاره المتميزة ومنها قصيدة أنا الموجود.