إنَّ القهار هو اسم من أسماء الله الحسنى، و في الأصل اللغوي: يأتي على وزن فعّال وقيل مشتق من القهر؛ فالقهّار: "صيغة مبالغة من اسم الفاعل القاهر"، قال الطبري: القهار بقدرته و الغالب بعزته لكل ما سواه، وفي الاصطلاح: أي الذي لا موجود إلا ومسخر تحت قهر الله -عزّ وجلّ- و قبضته، إلّا أنَّ هنالك فرق بين القاهر والقهار، حيث قيل إنَّ القاهر: هو الذي له العلو في القهر والأمر عنده متحقق بأي مكان و زمان، وهذا العلو مرتبط بعلو الشأن والفوقية، قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}، أمّا اسم الله القهار هو الذي له علو القهر مع الكثرة، بمعنى أنّه يقهر جميع الظالمين والطغاة، وقهر الله -عز وجل- أليمٌ شديد يشفي صدور المؤمنين، ولكن من الجدير بالذكر أنَّ القهر لا يكون فقط للظالمين والعصاة بل الله القهار لجميع مخلوقاته دون استثناء، وما هذا إلا من تمام ربوبية وسلطان الله تعالى. مواضع ورود اسم الله القهار في القرآن الكريم أين ذكر اسم الله القهار في القرآن الكريم؟ إنَّ أسماء الله الحسنى قد وردت في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم، وما كان من العلماء إلّا أنْ جمعوا هذه الأسماء للتعرف على معانيها والإيمان بها، والوصول بذلك إلى مراد الحياة الدّنيا بمعرفة الله؛ لأنَّ من عرف الله فقد عرف الحياة، وتكاد لا تخلو آية من آيات الله من أسماءه الحسنى، وعليه فإنَّ مواضع ورود اسم الله القهار في القرآن الكريم كالآتى: قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}. قال تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}. قال تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}. قال تعالى: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.