التأمل فى اسماء الله الحسنى من اسباب زيادة الايمان وورد اسم الله الواحد في القراَن الكريم في أكثر من موضع وغالبًا ما يُقترن مع اسم القهار لأنه وحده قهر كل متكبر، حيث جاء في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ والسماوات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}. معنى اسم الله الواحد بأنه فعال لما يُريد لذلك ما أهلك الله تعالى قومًا إلا ذكرهُم بأنه أهلك أشد منهم قوة، إلا قوم عاد عند هلاكهم قال جل جلاله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}،وهذا يعني أن قوم عاد ما كان أقوى منهم إلا الله الواحد القهار، وهذا بدهي أن يُدرِكهُ المُسلم لأن من خلق المخلوق أقوى منه والمخلوق مهما اشتد من قوةٍ لن يبلُغ قوة الواحد القهار. وجاء معنى اسم الله الواحد أيضًا أنه سبحانه القائم بنفسه، المنفرد بوصفه، الكامل بذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو الذي كان ولم يكن معه شيء قبله أو بعده، ووجود المخلوقات لم يزِد الواحد كمالًا كان مفقودًا، أو أزال نقصًا كان موجودًا، وحدانيته قائمة على معنى الغنى بالنفس، والانفراد بالكمال، وكمال الوصف، وهو الواحد لا شريك له، فلا صلاح للسماوات والأرض من غير وحدانية الله -عز وجل-، وهو الواحد المُنفرد بالمُلك وحده خلق الخلق بلا معين، ولا ظهير ولا مشير، كما جاء في قوله سبحانه: {قل اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.[6][5] فضل اسماء الله الحُسنى أسماء الله الحُسنى كلها فضل وخير فهي كالبُستان المليء بالزهور ذات الرائحة الفواحة، فهي للعبد الذي عرفها واَمن بها، ومن أدى حقها تكون من أعظم أسباب دخوله الجنة، وهي باب لمعرفة الله تعالى، فعندما طلبت قريش من النبي -عليه الصلاة والسلام- أن ينسب لهم الله تعالى نزل قوله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. كما أن الأسماء الحُسنى أصل كل عبادة، وقال العلماء أن أول فرض فرضه الله تعالى على الخلق معرفته، وبمعرفة الناس لله يعبدوه كما جاء بقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، وينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله الواحد القهار وتفسيرها ويعظموا الله حق عظمته، ومن فضل الأسماء الحُسنى الدعاء ، فالدعاء بها هو أعظم أسباب الإجابة وكشف البلاء والكرب.